مع دخولنا عاما جديدا بأحداث فنية أثرت عليه قبل ان يبدأ.. منها تصاعد اسهم الدراما الاجتماعية وحصولها علي نسبة المشاهدة الأعلي مقارنة بغيرها من الدراما.. ايضا الظروف الاقتصادية الصعبة التي أدت لتوقف بعض المشروعات الانتاجية والبعض الآخر توقف فعلا بعد ان دخل البلاتوه لعدة أيام. "المساء الأسبوعية" حاولت رصد ملامح دراما 2018 مع نماذج من المشاركين فيها. * الفنانة نهال عنبر: الدراما تمر بأزمة مالية خاصة المنتجين لأن القنوات لا تدفع مع كل المستحقات المالية المطلوبة دفعها للمنتجين.. والمسلسلات الضخمة الانتاج توقف التجهيز لها حتي الذي بدأ توقف وفي نفس الوقت بدأت الدراما الاجتماعية الأسرية تأخذ الاهتمام الأكبر جماهيريا وانتاجا ايضا سواء كانت داخل رمضان أو خارجه كما حدث في مسلسل "عيلة زيزو" وغيرها وهي أقل تكلفة وفي نفس الوقت قضت علي تواجد الدراما التركية التي كانت زي الغربال الجديد ليها شدة وخلصت. تضيف نهال عنبر: كتاب السيناريو أكيد لاحظوا ان جمهور الفيديو بدأ ينصرف عن مسلسلات السنج والمطاوي والألفاظ الهابطة ومن يجري وراء هذا النوع من الكتابة يخونه ذكاؤه لأنها لن تجد اقبالا من الجمهور. * الفنانة شيرين: اعتقد اننا نتجه لمزيد من الجودة في التكنيك من ناحية الصورة والاخراج وحتي الديكورات الأقرب للواقع والبساطة.. ونقترب ايضا من القضايا الاجتماعية التي تهم أغلب الشعب المصري مثل تربية الابناء والمرأة المطلقة والتطرف والأفكار.. كل هذه الموضوعات تجذب الجمهور وخاصة المسلسلات التي تجمع بين الكبار والشباب وكيف تتصادم افكارهم لاختلاف الزمن واقتحام السوشيال ميديا حياتنا لدرجة التشويش والتأثير السلبي المدمر وهذا النجاح حققناه في مسلسل عيلة زيزو مثله الموضوعات الاجتماعية من خلال الكوميديا الخفيفة المحببة للجمهور. تضيف العمل الجديد المتوازن في عناصره يفرض نفسه داخل رمضان أو خارجه.. لا يعنيني البذخ في الميزانيات إذا كان الموضوع لا يهم المتلقي الفكرة هي الأهم ثم كيفية عرضها علي الجمهور. * المخرج مصطفي الشال: الحقيقة دراما 2018 "مش باين ليها ملامح لحد الآن" خاصة بعد قرار القنوات الخاصة وضع حد أقصي لميزانيات المسلسلات.. هناك شركات بدأت تراجع نفسها ولدينا مثل واضح مسلسل "الزيبق" لأن القناة الراعية له هي الأخري تراجعت وغيرها كثير. اضاف المخرج الكبير: كثير من الشركات بدأت تتجه لانتاج المسلسلات قليلة التكاليف واتجهت لاسناد الطولة لنجوم الفيديو كما حدث في مسلسل سابع جار نجد دلال عبدالعزيز وشرين واسامة عباس ومعهم مجموعة من الشباب الجديد. أما الشركات الكبري التي كانت تقدم في رمضان ما لا يقل عن 5- 6 مسلسلات لكل منها لن يزيد هذا العدد عن 3 أعمال ولهذا لن يتجاوز عدد مسلسلات رمضان المقبل 18 مسلسلا. ويكمل المخرج مصطفي الشال قائلا: لابد ان تعود الدولة للانتاج مرة أخري من خلال صوت القاهرة وقطاع الانتاج ومدينة الانتاج لأن هدفها الأول هو تقديم الفن الجيد والربح يأتي في مرحلة لاحقة.. نحن نحتاج الفترة القادمة امام التحديات التي تواجهها بلدنا للموضوعات الاجتماعية التي تغرس في الشباب الصغير قيم الانتماء للوطن والتضحية من أجله وليس الصراع علي النقود والمناصب وأعلم ان الظروف الاقتصادية صعبة وهناك أولويات لكن بعد استقرار الأمور لابد أن تعود الحياة لقطاعات الانتاج الدرامي التابعة للدولة. يتساءل: هل معقول ان نشاط مدينة الانتاج لا يتجاوز تأجير البلاتوهات وان الموظفين في قطاع الانتاج يصرفون المرتبات دون عمل حقيقي؟ مع ذلك اتصور انه في النصف الثاني من 2018 سوف يزداد اهتمام الدولة بالدراما ويبدأ ضخ السيولة المالية لتعود الحياة لهذه القطاعات الهامة. * المنتج محمد مختار: أكيد الدراما في 2018 تواصل حالة الصعود من ناحية التكنيك والموضوعات فعلي مستوي التكنيك الصورة والاخراج وحتي المعدات المستخدمة هي الأحدث دائما.. من ناحية الافكار لدينا أجيال تجدد في الموضوعات وكل منهم له حلاوته ونوره وأنا مع استمرار التنوع في الموضوعات لأنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع وهذا المبدأ مهم جدا في الفن حتي مسلسلات محمد رمضان التي انتقدها البعض لدرجة القول انه افسد جيلا كاملا اعجبتني ولا يمكن ان نحكم علي عمل فني حكما مطلقا أبيض أو أسود. ويضيف محمد مختار: عموما الظروف الاقتصادية صعبة جدا خاصة في صناعة الدراما لأن الشركات المعلنة الراعية للمسلسلات خاصة ذات الميزانيات الضخمة سوف تخصص ميزانية الاعلانات في القنوات لبطولة كأس العالم خاصة ان مصر دخلت التصفيات وأول مباراة لمنتخبنا ستكون في عيد الفطر.. مثلا الشركة التي كانت ترصد 20 مليونا لرمضان سوف تخفضهم إلي 2 مليون فقط والباقي لكأس العالم.. يعني موسم رمضان مضروب.. مضروب. بالاضافة للظروف الصعبة التي تعرض لها مالكو القنوات الخاصة العربية أثرت كثيرا علي حجم ما ينفقونه علي الدراما وبعد ان كانت تنتج 5-7 مسلسلات تقلص هذا الرقم كثيرا هي فعلا سنة صعبة جدا علي صناعة الدراما. * السيناريست الشابة انجي القاسم مؤلفة مسلسل "حلاوة الدنيا": مش عارفة الحكاية هتمشي ازاي 2018 ان الموضوعات التي تنتمي للناس وقريبة منهم هي التي تنجح ويرتفع رصيدها لكن الموضوعات الغريبة المليئة بالعنف والألفاظ السيئة ينساها الجمهور بسرعة "دا إذا اتفرجوا عليها أصلا".. وتضيف انجي القاسم: شهر رمضان لا يعتبر المقياس.. وليس كل عمل أثار الجدل يكون ناجحا لكن الدراما الاجتماعية ثبت انها الأكثر قربا من الناس ليس في مصر فقط دائما في العالم العربي كله.. بدليل ان مسلسل سابع جار عبارة عن حواديت بسيطة جدا لكنه نجح لأنه تعرض لحاجات تمس البشر العاديين.. وتضيف: القرار الخاص بوضع حد أقصي لميزانيات المسلسلات سوف يقلل من عدد الأعمال عما اعتدنا عليه في السنوات الماضية لكن المسلسلات متوسطة والقليلة الانتاج مستمرة .