أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن فخره واعتزازه بتلك النخبة المتميزة من الشباب المشارك في منتدي شباب العالم والذي جعل من المنتدي حدثاً عالمياً بحق.. وفيما يلي نص كلمة الرئيس في الجلسة الختامية من المنتدي. أتحدث لكم وإليكم اليوم في اليوم الأخير من فعاليات المنتدي وأنا كلي فخر واعتزاز بتلك النخبة من شباب العالم الذي جعل من المنتدي حدثاً عالمياً بحق فقد كانت الفعاليات متميزة ومتفردة في الشكل والمضمون وأتاحت لنا جميعاً الفرصة لتبادل الرؤي والأفكار والاستماع لوجهات النظر المختلفة كما كانت فرصة عظيمة لمتابعة هذا التنوع الثقافي والحضاري الثري والذي دلل بلا شك علي أن الحضارات تتكامل وتتآلف لتصنع الخير ولا تتصادم ولا تتصارع لمزيد من الحروب والنزاعات وقد صنع الشباب علي مدار الأيام الماضية أيقونة للحماس والنقاء وتفجرت الطاقات الإيجابية ومارسوا حواراً متفرداً واتخذوا من النقاش سبيلاً لتحقيق الذات والتعبير عن الرؤي والأفكار. كما استعرض نماذج شبابية ملهمة أمدتنا بالقوة في التمسك بالحلم الذي نتمناه لشبابنا وشباب العالم بمستقبل باهر وأفضل من الحاضر. وانني انتهز هذه الفرصة لتقديم التحية والتقدير للجنة المنظمة لهذا المنتدي علي هذا النجاح المبهر في التنظيم شكلاً ومضموناً. لقد كان يقيني حازماً حين استجبت متحمساً لشباب وطني في دعوتهم في انعقاد هذا المنتدي. حيث أثبتت التجربة أن الشباب. كل الشباب قادرون علي اتخاذ القرار والحوار لإثبات الذات وتحقيق الطموح. إن هذا العالم الممتلئ بالصراعات والنزاعات والحروب والذي يواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية ضخمة لن يجد سبيلاً لمواجهتها سوي بالاعتماد علي طاقات الشباب وتعظيم الاستفادة منها وهم يستطيعون صناعة طريق مستقبلهم من أجل عالم بلا عنف أو جهل أو مرض أو فقر. وهي ضرورة حتمية لا رفاهية للاختيار فيها. السيدات والسادة.. إن انطلاق منتدي شباب العالم في دورته الأولي يعد بمثابة منصة تواصل بين شباب مصر والعالم. ولقد تولدت لدي الدولة المصرية بجميع مؤسساتها إرادة حقيقية في تفعيل هذه المنصة لضمان استمرار حالة التواصل الجاد والبناء وتبادل وجهات النظر. وسنبذل كل الجهد لتطويرها والحفاظ عليها.. إن الحوار والاستماع للرأي والرأي الآخر يعد مكتسباً إنسانياً عظيماً ووسيلة فاعلة لتحقيق الاستقرار والتنمية. قيمة إنسانية تابع الرئيس السيسي: إن العالم بشبابه وبقدراته وتنوعهم في الكم والكيف يمثل قيمة إنسانية حقيقية يجب الحفاظ عليها وتوظيفها من أجل السلام والازدهار. ولن يتحقق ذلك سوي بالتكامل بين الثقافات والحضارات. كما أن الاستثمار في الشباب هو الاستثمار الحقيقي الذي يحقق عوائد مستقبلية ذات قيمة إنسانية وحضارية تتقدم بها الأمم وتزدهر. أبنائي وبناتي شباب العالم الممتلئ حماساً.. إن سعادتي بكم بالغة وثقتي في حماسكم غير محدودة ورهاني عليكم لا يقبل التأويل. وكم كنت منبهراً وأنا أشارككم الحوار واستمع إليكم وأدون آراءكم وأتفاعل مع أنشطتكم المختلفة علي مدار أيام انعقاد المنتدي الذي شهد نشاطاً مكثفاً من جلسات وحوارات ونقاشات ونموذجاً لمحاكاة مجلس الأمن الدولي.. تحدثت إليكم بصدق وتناقشت معكم بموضوعية وحرصت علي تكثيف تواجدي بينكم.. وقد كان حلمنا شباب مصر وأنا معهم أن يصبح هذا المنتدي وسيلة فاعلة للنقاش تتحقق خلالها نتائج ملموسة وواقعية. وبالفعل فقد أفرزت نتائج الحوارات والنقاشات التي شهدها المنتدي مجموعة من التوصيات عملت اللجنة المنظمة علي توثيقها ودراسة إجراءات تطبيقها وتفعيلها.. وأعلن لكم اليوم من هنا من أرض السلام والأنبياء انحيازي الكامل لتلك التوصيات ورعايتها وإتاحة جميع وسائل وامكانيات الدولة المصرية لتنفيذها وإطلاق "إعلان شرم الشيخ للسلام والتنمية" الذي ينص علي القرارات التالية: أولاً: تكليف اللجنة المنظمة لمنتدي شباب العالم وتحت الإشراف المباشر للمكتب الرئاسي باتخاذ الاجراءات اللازمة لتحويله إلي مركز دولي معني بالحوار العربي والأفريقي والدولي بين شباب العالم ويستهدف آليات الحوار بينهم من أجل تحقيق السلام والتنمية. ثانياً: تكليف وزارة الخارجية بالتنسيق مع جميع الأجهزة المعنية بالدولة والمنظمات والمؤسسات الدولية وعلي رأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة بتبني قرارات نموذج محاكاة مجلس الأمن الدولي الذي قام بتنفيذه شباب مصر والعالم والتوسع في تنفيذه في المنتديات القادمة علي جميع المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية. ثالثاً: تكليف اللجنة المنظمة لمنتدي شباب العالم بالتنسيق مع أجهزة ومؤسسات الدولة بانعقاد المنتدي سنوياً خلال شهر نوفمبر من كل عام بمدينة شرم الشيخ. رابعاً: تكليف وزارات الثقافة والآثار والتعليم العالي والبحث العلمي والتخطيط باتخاذ ما يلزم لإنشاء مركز للتكامل الحضاري والثقافي يهدف إلي تفعيل آليات التعارف والتقارب بين شباب العالم من أجل تكامل الحضارات والثقافات. خامساً: تكليف اللجنة المنظمة لمنتدي شباب العالم بالتنسيق مع كافة أجهزة ومؤسسات الدولة لإنشاء المركز المصري الأفريقي للشباب والذي يهدف إلي توفير الرعاية للطاقات الشبابية من أبناء القارة السمراء في كافة المجالات. سادساً: تكليف مجلس أمناء الأكاديمية الوطنية للتدريب والتأهيل للشباب بتنفيذ خطة للتبادل الدراسي والثقافي مع كافة الأكاديميات والمعاهد والمراكز التدريبية المناظرة لها وتخصيص عدد من المقاعد الدراسية بها كمنح مجانية للدارسين من الدول العربية والأفريقية والآسيوية ودول أمريكا اللاتينية. سابعاً: تكليف اللجنة المنظمة لمنتدي شباب العالم برئاسة الجمهورية بتشكيل لجنة خبراء من مختلف دول العالم لوضع استراتيجية دولية لمواجهة قضايا الهجرة غير المنظمة والتطرف والأمية علي ان يتم طرح الاستراتيجية للنقاش من خلال فعاليات ينفذها المنتدي اعتباراً من بداية عام 2018. ثامناً: تكليف السادة ووزاء التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات المصرية لإنشاء مركز إقليمي لرعاية الإبداع التكنولوجي يوفر الدعم العلمي والمالي للنابغين في مجال التكنولوجيا من الدول العربية والأفريقية. تاسعاً: تكليف اللجنة المنظمة لمنتدي شباب العالم لاستضافة وفود شبابية من مختلف دول العالم لعقد ورش عمل وحلقات نقاشية علي مدار عام 2018 حول مختلف القضايا والموضوعات التي تم مناقشتها خلال المنتدي مع تفعيل كافة آليات التواصل الحديثة لضمان توسيع قاعدة المشاركة في الحوار من الشباب حول العالم. عاشراً: تكليف مجلس الوزراء بالتنسيق مع الوزارات المعنية لإنشاء مركز إقليمي لدعم ريادة الأعمال وتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر. قال الرئيس في كلمته في ختام فعاليات منتدي شباب العالم إن كل الشباب الحاضر من كافة أنحاء العالم قد أسعد الشعب المصري والمنتدي واللقاءات التي تمت هي حالة نقدمها لمصر والعالم أجمع ونحن نستطيع ان نتحاور مع أنفسنا ومع بعضنا البعض ونتناقش مشيراً إلي أن هناك فرقاً كبيراً بين ان نقوم بتقديم توصيات أو قرارات وبين ان نقوم بإجراءات تنفيذية لافتاً إلي أن هذا التجمع كان فرصة حقيقية لعصف ذهني شديد بين كل الشباب حول قضايا تهمه وهو أمر من المهم ان يشاهد المصريون والعالم أجمع. أضاف الرئيس قائلاً: نحن حريصون علي مواجهة الإرهاب وان مواجهته ليست فقط بتصويب الخطاب الديني وإنما بالحوار والنقاش وتقبل الاختلافات علي نحو ما تجسد في هذا المنتدي مضيفاً ان المصريين يقودون حرباً كبيرة بالنيابة عن البشرية مشيراً إلي أن سيدات مصر تقدمن أبنائهن وأزواجهن من أجل تلك المواجهة التي تقوم بها مصر من أجل العالم أجمع. وشدد الرئيس السيسي علي أن هذا المنتدي كان بمثابة تفريغ للطاقة السلبية التي تؤدي إلي اليأس والاحباط كما كان أيضاً بمثابة شحن ايجابي عظيم يدعو إلي الأمل والتفاؤل. أشار إلي أن هذا المنتدي بهذا الحضور الكبير والمكثف من دول كثيرة ومن شباب دول العالم كان فرصة لتجاوز التأثيرات الإعلامية السلبية التي تنطلق من رؤية ومصالح بعض الدول والأطراف كما كان المنتدي فرصة وأساساً للتواصل مع بعضنا البعض علاوة علي أنه كان فرصة للتواصل مع بعضنا البعض كما كان فرصة للحوار العملي الذي تحتاج إليه منطقتنا. واستشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالآية الكريمة "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وأعرب عن سعادته بالضيوف الكرام الذين شاركوا في المنتدي قائلاً: "إن شاء الله تكون هناك فرصة نلتقي في نوفمبر القادم ونتحدث مع شباب آخر".