ماذا يفعل بك أبناؤك يا مصر..؟! لماذا يتآمرون بك..؟! أهذه هي مصر التي كانت وطنا نعيش فيه ثم صارت وطنا يعيش فينا..؟! كتبنا فيما كتبنا من قبل أننا نخشي من أن تتحول مصر من استبداد الحكومة بالشعب إلي استبداد الشعب بالشعب.. وحدث ما كنا نخشاه بل أكثر منه فاستبد الشعب بالسلطة. فقد زادت حدة الاعتصامات الفئوية عن الحد مجسدة فوضي تعددت سقفها وتسير بمصر واقتصادها نحو الخراب.. فكيف لكل من أضرب عن العمل للمطالبة بحقه يطالب بالأجر قبل العمل.. وكيف يطالب بالزيادة قبل أن يضاعف من عمله..؟! ومن أين ستدفع الحكومة لكل المطالبين بحقوقهم الآن في ظل توقف عجلة الإنتاج وانهيار البورصة وهروب المستثمرين وتوقف حركة السياحة..؟ هل ستطبع أوراق النقدية لتزيد من التضخم وندخل في دوامة أكبر.. أم تستدين من الخارج؟! إذا كان المضربون عن العمل استغلوا الظروف للمطالبة بحقوقهم في هذه الأوقات بالضرب علي الحديد وهو ساخن فإن الحكومة تخاذلت هي الأخري في الضرب بيد من حديد لكل من سعي إلي خراب البلد. علي كل فئة تسعي إلي حقوقها أن تلتزم بعملها وتوكل بعض الأشخاص عنها وتبعد عن الإضراب حتي تغلق أي منفذ للبلطجية والمندسين ممكن أن ينفذوا منه. ولكن مما يزيد من الأسي في هذه البلاد هو الموقف السياسي الذي لا نعرف له شكلا ولا صورة.. فالرؤية غائمة لكثرة التصادم بين المجلس العسكري والحكومة من ناحية وكافة الطوائف السياسية من ناحية أخري.. فكل ما يصدر من قرارات أو قوانين من جهة السلطة تواجه بالرفض الشديد من السياسيين.. فيمارسون هم الآخرون نوعا من البلطجة السياسية فلا رأي إلا رأيهم وأنه هو الأصوب دائما.. وعلي الشعب أن يمشي ورائهم تطبيقا لسياسة القطيع. تفرغوا لفرض سطوتهم الفكرية علي الشعب.. وأداروا ظهورهم للبلاد وسعوا إلي تحقيق مكاسب شخصية فلا نسمعهم ينطقون إلا "لا" مرة للطوارئ وأخري لمنع التظاهر وثالثة لمحاكمة الفاسدين وغير ذلك.. ولم ينظروا للاقتصاد الذي ينزف والعمل الذي توقف والإنتاج الذي انهارت مقوماته.. ولم يقولوا نعم للاستقرار وهيا للعمل..!!