اللواء طيار وصفي بشارة قلليني أحد أبطال القوات الجوية خلال حرب 73 فتح خزائن أسراره ل "المساء".. حيث تحدث عن حرب 67 وكيف استطاعت القوات الجوية تحويل الهزيمة إلي انتصار ومعارك حرب الاستنزاف ثم الضربة الجوية الأولي وتحقيق النصر العظيم. يقول اللواء طيار وصفي بشارة قليني: تخرجت عام 1965 والتحقت بأسراب المقاتلات ميج 21 الليلي. وخلال حرب اكتوبر كنت "قائد ثان" لسرب 49 ومسئولاً عن القطاع الجنوبي. يضيف: لكن قبل الحديث عن انتصارات حرب 73 والضربة الجوية الأولي لابد من الرجوع بالتاريخ لما قبل ذلك. حيث تم التمهيد للحرب من تجهيز وتدريب وإصرار علي الانتقام لما حدث في عام 67. حيث استشهد أعداداً كبيرة من الطيارين خلال حرب 67. بالرغم من وجود بطولات كثيرة للطيارين لا تنسي إلا أنها في النهاية كانت خسارة. وهذا حول لدينا روح الخسارة إلي الانتقام لتعويض المهانة.. وبدأت حرب الاستنزاف وكانت بمثابة التمهيد لحرب اكتوبر وكنا وقتها حوالي 60 طياراً مقسمين 30 طياراً بمطار أنشاص و30 آخرين في مطار المنصورة ووصل اجمالي عدد الطيارين خلال حرب 73 إلي 100 طيار. يستطرد: بعد بدء حرب الاستنزاف بشهرين وتولي الفريق مدكور أبوالعز قيادة القوات الجوية قمنا بتنفيذ ضربة جوية كاملة لم يسمع عنها أحد. وضربنا القوات الاسرائيلية في سيناء وكانت ضربة مؤثرة جداً. ما رفع الروح المعنوية للطيارين. وتم تغيير التكتيك من الارتفاعات العالية إلي المنخفضة ودربنا الطيارين علي ذلك. وهذا أخذ مجهوداً شاقاً جداً. قال: كنا نقوم بطلعات جوية يومية فوق القناة بعد تغيير التكتيك وأصبح معدل الطيران والاشتباكات كبيراً خلال حرب الاستنزاف بالمنصورة. بالإضافة إلي تدريب الطيارين الجدد في نفس الوقت وتجهيزهم. في 19 سبتمبر عام 1969 ضمت اسرائيل الطائرات الفانتوم إلي أسطولها الجوي. وقالت وقتها إنها ستغير موازين القوي في العالم. ومع أول اشتباك قمت بإسقاط أول طائرة فانتوم وسقطت في بحيرة المنزلة وكان شيئاً مذهلاً وحصلت علي جائزة قدرها 2000 جنيه وكان اشتباكا مشهوراً وكل هذا رفع روح الطيارين الجدد الذين لم يشاركوا في حرب 67 وبدأنا نعد الخطط للعبور واستعادة الكرامة. في نهاية حرب الاستنزاف كانت اسرائيل تمتلك طائرات الفانتوم والميراج 2000 والاسكاي هوك بأعداد كبيرة ونحن مازلنا بنفس التسليح القديم طائرات الميج 17 والميج 21. ولكن ما حدث لدينا هو اختلاف الفرد المقاتل والإصرار علي الانتقام وهذا ما أنجح حرب .1973 أضاف أن هدف الضربة الجوية الأولي هو ضرب محطات الصواريخ ومواقع الاتصالات والتمهيد لدخول القوات المصرية. وبدأ العدو في الاشتباك مع قواتنا وكانت خسائرهم في اليوم الواحد لا تقل عن 12 طائرة اشتباك. وفي الجزء الجنوبي كنا نشتبك بالمقاتلات الميج 21 ومحميين بصواريخ الدفاع الجوي وكان هناك تعاون كبير للتنسيق وتبادل الأدوار. ومن يوم 6 اكتوبر وحتي يوم 24 موعد وقف اطلاق النار حدث تطوير في المواقف وبدأنا ضرب القوات التي تحاول الدخول إلي الثغرة وحاصرنا الثغرة التي كانت دعاية أكثر منها حقيقة. حيث سعت جولدا مائير لرفع الروح المعنوية لجنودها المحاصرين حتي تم وقف اطلاق النار وبدأ الانسحاب الاسرائيلي. وعن المواقف البطولية خلال حرب اكتوبر.. قال: شاهدت عشرات المواقف والبطولات خلال حرب 73. وأذكر منها قصة الشهيد الطيار "سليمان ضيف الله" الذي ضحي بنفسه من أجل عودة باقي السرب سالماً. حيث كنت وقتها قائداً للسرب 49 ومسئولاً عن القطاع الجنوبي للجبهة. وكنت في اشتباك فوق منطقة الثغرة ونسير في سرب مكون من 4 طائرات وفوجئنا بأن الوقود أوشك علي النفاد وكان الشهيد سليمان ضيف الله يشتبك مع العدو من أجل أن تمر وتعود الطائرات الثلاث الأخري سليمة. وعن تطوير القوات الجوية.. قال إن القوات المسلحة قامت في الفترة الأخيرة بتطوير نفسها من جيش وبحرية وطيران.. وأتذكر الرئيس السادات حينما كان في مجلس الشعب معبراً عن الانتصار قال "اليوم أصبح لدينا درع وسيف". فنحن كدولة من غير جيش قوي وسلاح طيران قوي وبحرية قوية لا يكون لنا كيان أو اسم. خاصة أن العالم يحترم الدولة القوية فقط التي تستطيع تحقيق أهدافها وتأمين مصالحها. ولذلك كان تطوير القوات المسلحة ضرورياً. وفخور جداً بالأسلحة التي انضمت إلي القوات المسلحة.