هشام عبدالحفيظ ان حرب الاستنزاف علي الجبهة المصرية الإسرائيلية التي دامت أكثر من ألف يوم تعتبر نموذجا حقيقيا ومثاليا لحروب الاستنزاف حيث تكبدت إسرائيل خلالها طبقا لدراسة أعدها العميد يهوشع زئيف السكرتير العسكري لوزير الدفاع الإسرائيلي والعميد شلومو غازيت كبدت إسرائيل ثلاثة أمثال ما لحقها من خسائر بشرية خلال حرب 67 حيث نشرت المجلة العسكرية للجيش الإسرائيلي ان القوات الإسرائيلية فقدت خلال حرب الاستنزاف أربعين طيارا بينما بلغت خسائر القوات البرية 827 قتيلا و3150 جريحا و28 طائرة وتدمير مدمرة وسبعة زوارق وسفن انزال ونقل و19 مجنزرة و72 دبابة و81 مدفع ميدان وهاوتزر.. إلا ان أفضل ما حققته حرب الاستنزاف هي انها أتاحت للقوات المصرية أفضل فرص للتدريب الواقعي واكتساب خبرة جيدة للقتال الفعلي والتعرف علي صفات العدو ونقاط الضعف والقوة لديه أتاحت الفرصة لاختبار القادة العسكريين ومكنتهم من الاحتكاك عملياً بالفكر العسكري الإسرائيلي وبفضل هذه الحرب تطور السلاح المصري وفق ضرورات الواقع وأصبح السلاح الذي يمسك به المقاتل مع بدء هذه الحرب مختلفا نوعيا عما كان يقاتل به عند نهايتها. حرب الاستنزاف التي تجاهلها البعض وحاول التقليل من قيمتها وما قدمته تضمنت عددا من المعارك التي كانت بروفة أقرب للواقع والحقيقة مما سيحدث في أكتوبر .73 طائرة ميج تسقط أول فانتوم إسرائيلية فوق السنبلاوين عام 69 رغم ان قواتنا الجوية قامت خلال حرب الاستنزاف بحوالي 7200 طلعة جوية للتأمين والقصف والاستطلاع وقامت في يوليو عام 69 بهجمة جوية مكثفة شاركت فيها 50 طائرة قصفت أهدافا إسرائيلية شرق القناة منها موقع صواريخ هوك في رمانة ومحطة رادار شرق الاسماعيلية وتكرر هذا القصف في 24 يوليو بقوة أربعة أسراب ثم يوم 11 سبتمبر في شكل ضربة جوية مصغرة واختراقات جوية استمرت أكثر من 15 دقيقة فوق سيناء إلا ان واقعة اسقاط أول طائرة فانتوم إسرائيلية وأسر أول طيار إسرائيلي بعد 4 شهور فقط من تعيين الرئيس حسني مبارك رئيسا لأركان القوات الجوية كانت لها قيمة ومعني مختلف فتلك الطائرة كانت ضمن الصفقة الأولي من طائرات الفانتوم الأمريكية لإسرائيل في أكتوبر عام 1968 والتي شملت 50 طائرة مع البدايات الأولي لحرب الاستنزاف ضمن سياسة الولاياتالمتحدة لضمان التفوق الجوي الإسرائيلي حيث وصلت أول دفعة من تلك الطائرات في سبتمبر 69 وبدأت الاشتراك في القتال في نوفمبر 1969 وكانت تعتبر من احدث الطائرات الأمريكية في ذلك الوقت فسرعتها 2305 كيلو مترات مما يساعد علي ارتفاعها 12190 مترا في دقيقة ونصف ومسلحة بثمانية صواريخ جو - جو من طراز ساير ويندر وهي تفوق بذلك الطائرات ميج 21 التي تصل سرعتها 1135 كيلو مترا ومسلحة بصاروخين جو - جو طرازات 13أ. وقيمة نجاح طائرة الميج 31 المصرية في اسقاط الفانتوم الإسرائيلية انها جاءت في ذروة اختراقات الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي المصري من ساحل البحر الأحمر ومنطقة بحيرة المنزلة علي ارتفاعات منخفضة ثم الارتفاع لمسافات تتراوح ما بين 8 إلي 11 كيلو مترا بمجرد الاختراق لجذب طائراتنا إلي معارك جوية مدبرة ولتحديد أماكن تمركز وسائل الدفاع الجوي المصري. قيمة نجاح الميج 21 المصرية في اسقاط الفانتوم الإسرائيلية في 9 ديسمبر عام 1969 في انها جاءت ايضا بعد قرار الرئيس جمال عبدالناصر بتجنب دخول الطائرات المصرية في مواجهة الطائرات الإسرائيلية في مناطق بعيدة بناء علي تفسير الرئيس مبارك لسقوط الطائرات المصرية عند مواجهة الطائرات الإسرائيلية فوق العين السخنة. وقائع قصة اسقاط الميج 21 للفانتوم الإسرائيلية وبطلها الملازم أول طيار رضا جوهر من لواء المقاتلات الجوي بقاعدة المنصورة بدأت في الساعة الثانية والربع ظهر 9 ديسمبر حينما ظهر علي شاشات الرادار بمركز العمليات بقاعدة المنصورة هدفان من 4 طائرات من شمال بورسعيد علي ارتفاع من 1500- 2000 متر في اتجاه الغرب بسرعة لا تزيد علي 800 كيلو متر متجهة لقاعدة نطاق المنصورة باعتبارها اقرب مطارات الجبهة علي الفور أقلع تشكيل من طائرات الميج 21 بقيادة العميد مجدي كمال من 4 طائرات قامت كل من طائرتين بالاشتباك مع 4 طائرات فانتوم إسرائيلية. قامت احدي طائرات الفانتوم بالدخول خلف قائد التشكيل لضربه في تلك اللحظة قامت طائرة الملازم أول رضا جوهر بالالتفاف حوله وضربه بصاروخ واصيبت الطائرة ودخنت علي ارتفاع 7 كيلو مترات فوق السنبلاوين وقفز الطيار الإسرائيلي فوق قرية تاج العز وكان أول طيار إسرائيلي يتم أسره بعد حرب 67 واسمه حبورا. بعد المعركة الجوية بساعة اتصل الرئيس عبدالناصر ليعرف مصير أول أسير طيار إسرائيلي ويهنيء الطيار المصري. في الساعة الثامنة والنصف قطع البرنامج العام نشرة الثامنة والنصف ليعلن عن وقوع أول أسير طيار إسرائيلي.