تمثل دعوة الرئيس السيسي لحضور قمة دول البريكس في الصين تقديرا كبيرا لمكانة مصر وثقلها علي الساحة الدولية وما تتمتع به من قدرات وإمكانات واعدة تتيح لها المشاركة بفعالية وقوة في تنشيط النمو الاقتصادي العالمي. والاستفادة من تجارب الآخرين في تحقيق التقدم والرقي في الداخل. ومعروف أن مجموعة البريكس تضم الدول الأسرع نموا في العالم. وهي بحسب ترتيب حروف كلمة "بريكس" باللغة الإنجليزية. البرازيلوروسيا والهند والصينوجنوب أفريقيا. وكما يتضح من أسماء هذه الدول. فإن ما يجمع بينها هو ما مرت به من تجارب تنموية جعلتها الدول الأسرع نموا في حجم الناتج المحلي الإجمالي. وليس الانتماء إلي إقليم جغرافي محدد ولا تطبيق تجارب تنموية متطابقة. بل كل دولة في المجموعة لها تجربتها الخاصة في تحقيق التنمية والنهوض بالمستوي الاقتصادي لشعبها. ولو نظرنا إلي الموقع الجغرافي لهذه الدول لوجدنا البرازيل تنتمي إلي قارة أمريكاالجنوبية في النصف الغربي من الكرة الأرضية. أما روسيا فهي تقع في شمال شرق أوروبا وجزء من آسيا. والهند في جنوب آسيا. والصين في شرق آسيا. وجنوب أفريقيا تقع في جنوب القارة الأفريقية. كما يتضح من اسمها. معني ذلك أن القدرة علي تحقيق التنمية والارتقاء بالمستوي الاقتصادي للبلاد ليس رهنا بموقع جغرافي معين ولا بالانتماء لعرقية محددة. ولا بعدد السكان. وإنما بحسن إدارة واستغلال موارد البلاد وبإرادة الشعوب التي تسعي لكي تجد مكانا لها تحت الشمس. في عالم لا يعترف بغير الأقوياء ولا يرحم الضعفاء. وإذا كانت مجموعة البريكس تضم في عضويتها الدول الخمسة سابقة. الذكر. فقد دعت الصين قادة خمس دول أخري. هي مصر وغينيا والمكسيك وطاجيكستان وتايلاند. لحضور اجتماعات قمة المجموعة التي تعقد بعد يومين. ولا خلاف علي أن دعوة هذه الدول غير الأعضاء لحضور القمة لم تأت من فراغ. فهذه الدول. تمثل أهمية خاصة لدول المجموعة. ومن بينها دولتان تنتميان لقارة آسيا. هما طاجيكستان وتايلاند. ودولتان تنتميان لأفريقيا وهما مصر وغينيا. وواحدة تنتمي لأمريكا الشمالية. هذا التوزيع الجغرافي للدول المدعوة يؤكد من جديد عدم ارتباط المجموعة بنطاق جغرافي محدد ولا بنظام سياسي بعينه ولا بالانتماء لعرقية بذاتها. من هنا يتضح بعد آخر للمجموعة» ألا وهو سعيها لتحقيق انتشار أكثر اتساعا في أنحاء الكرة الأرضية. خصوصا بعد أن تحطمت حواجز المكان والزمان في عصر الاتصالات الإلكترونية والتجارة عبر الإنترنت وانفتاح العالم شرقه وغربه علي بعضه البعض. إن العالم يعيش حاليا عصر التكتلات والكيانات الكبري. وأصبحت مصالح الدول والشعوب متشابكة ومترابطة. وتتأثر ببعضها البعض. بصورة لم يسبق لها مثيل. لدرجة يمكن معها القول بأنه إذا ألقي أحدهم حجرا في غرب المحيط الهادي اهتزت له مياه شرق الأطلنطي! بالتالي فإن أية دولة لا تبادر إلي الانضمام للتكتلات والكيانات والتجمعات السياسية والاقتصادية العالمية ستفوتها فرص كثيرة إذا لم تحسن الاستفادة مما توفره هذه التكتلات. سواء من حيث القدرة علي جذب الاستثمارات أو زيادة الصادرات أو تقديم الخدمات اللوجستية لحركة التجارة والتبادل السلعي بين هذه الدول. بعضها البعض. وهذا. بلا شك. يسهم كثيرا في تحقيق التنمية وزيادة معدلات النمو. بما ينعكس إيجابا علي حياة الشعوب. ولا جدال في أن مصر تعد أرضا خصبة لجذب الاستثمارات. وتقديم الخدمات اللوجستية. كما تعد مركزا إنتاجيا. يسهل توزيع السلع من خلاله. نظرا لموقعها الجغرافي الفريد بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. ولما تزخر به من أيد عاملة وفيرة. وبقناة السويس التي تعد شريانا رئيسيا لتدفق حركة التجارة العالمية. لا بد أن نفيد ونستفيد من مجموعة البريكس وتجاربها. بمبدأ المكسب للجميع.