بعد عدة اسابيع من الشد والجذب والادعاءات الباطلة من الجانب القطري أثبتت المنظمة الدولية للطيران المدني "ايكاو" في جلستها التي تم عقدها علي مدار عدة أيام بحضور شريف فتحي وزير الطيران المدني سلامة الموقف الفني والقانوني لمصر ضد "البجاحة القطرية" التي حاولت عمدا وبكل وسعها إقناع أعضاء المنظمة الدولية للطيران المدني "إيكاو" بإصدار قرار يدين مصر والسعودية والإمارات والبحرين لعدم سماحها للطائرات القطرية بالهبوط في مطاراتها أو عبور أجوائها. الازمة ترجع منذ عدة أسابيع وتحديدا في الخامس من شهر يونيو الماضي الذي أصدرت فيه سلطة الطيران المدني المصرية في مصر والسعودية والإمارات والبحرين قرارا بوقف جميع الرحلات الجوية بين مصر و قطر وغلق الاجواء المصرية امام الطائرات القطرية المسجلة بالطيران المدني القطري. وفي خطوة غريبة ومستفزة دعا أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية المنظمة الدولية للطيران المدني لإعلان عدم قانونية إغلاق مصر والسعودية والإمارات والبحرين لمجالها الجوي أمام الطيران القطري منتقداً إجراءات الدول الأربع بعدما قطعت تلك الدول علاقاتها الدبلوماسية مع قطر متهمة إياها بدعم الإرهاب. وزعم الباكر استناده إلي ادلة وأسانيد قانونية للاعتراض علي إغلاق الدول الاربع أجواءها أمام الطيران القطري داعياً المنظمة الدولية للتدخل بقوة في هذا الأمر وإعلان هذا الحظر إجراء غير قانوني. وكان الرد سريعا من جانب مصر حيث أكدت سلطة الطيران المدني التزامها التام بمواد وأحكام اتفاقية الطيران المدني الدولي تحت مسمي "اتفاقية شيكاغو 1944" والاتفاقيات الاخري ذات الصلة بما يضمن سلامة الطيران المدني الدولي واستمرار تدفق وانسيابية الحركة الجوية الدولية فوق الاجواء المصرية. كما أكدت سلطة الطيران المدني احتفاظ مصر بحقها السيادي الذي يكفله لها القانون الدولي باتخاذ اي تدابير احترازية لحماية امنها الوطني اذا اقتضت الضرورة ذلك .. مشيرة الي انها ملتزمة بالقرارات الدولية الخاصة بمكافحة الارهاب وامن الطيران وعلي رأسها قرار مجلس الامن رقم 2309 الذي اتخذه مجلس الامن في جلسته 7775 التي عقدت في 22 سبتمبر عام 2016. اضافت سلطة الطيران المدني انها تمارس حقها في فرض مزيد من الإجراءات التي من شأنها ضمان أمن وسلامة أجوائها السيادية من أي تهديد أو مخاطر وفقا للقوانين والاتفاقيات التي تنظم حركة الملاحة الجوية فوق أجوائهاپ. وفي نفس الوقت أصدرت هيئة الطيران المدني في كل من الإمارات والسعودية والبحرين بيانات للتأكيد علي قانونية وسلامة موقفها. وإزاء هذا الموقف المتشابك وبناءً علي الشكوي المقدمة من دولة قطر وفقاً للمادة 54 "ن" من اتفاقية الطيران المدني الدولي "شيكاغو 1944". التي تمنح الدول الأعضاء الحق ببحث أي مسألة تتعلق بالاتفاقية عقدت المنظمة الدولية للطيران المدني "ايكاو" اجتماعات الجلسة الاستثنائية بمونتريال بكندا بمشاركة وفود 189 دولة الأعضاء في المنظمة الدولية وكانت المفاجأة حيث تلقت قطر صفعة جديدة بعد أن رفضت المنظمة الدولية للطيران المدني "إيكاو" الطلب القطري بإدانة مصر والسعودية والإمارات والبحرين لعدم السماح للطائرات القطرية بالهبوط فيها أو عبور أجوائها. والاعجب أن منظمة ايكاو أشادت بجهود الدول الأربع لسلامة أجواء المنطقة.. مشيرة الي أن وفود كل من مصر والسعودية والامارات والبحرين قدمت ورقة عمل مشتركة تضمنت الإجراءات التي تم اتخاذها خلال الاسابيع الماضية بالتعاون مع مكتب الإيكاو الإقليمي بالقاهرة من أجل تعزير السلامة الجوية فوق المياه الدولية بإقليم الشرق الأوسط. والتي تضمنت فتح ثمانية مسارات جوية اضافية للطائرات القطرية ورفض واحد لتخفيف الضغط علي المسارات الحالية فوق المياه الدولية وتدعيم سلامة الطيران. كما لاقت ورقة العمل المشتركة التي قدمتها كل من مصر والامارات والسعودية والبحرين استحساناً وقبولاً من أعضاء ايكاو الذين أشادوا بروح التعاون بين دول المنطقة علي المستوي الفني في الطيران المدني. وكان اللافت للنظر هو نجاح شريف فتحي وزير الطيران المصري في توصيف الوضع بصفة قانونية حيث رفض واعترض علي محاولات تسييس ماتم من اجراءات .. مشددا علي ضروره الالتزام بالجانب الفني الذي عقدت الجلسة في اطاره وهو ما لاقي ايضا استحسانا من جانب "ايكاو" لتعلن قانونية الدول الاربع وسلامة موقفها القانوني والفني ولتخرج قطر خالية الوفاض ويعود الوفد القطري من مونتريال بكندا متوجها إلي الدوحة فائزا بخفي حنين وخاسرا قضيته المزعومة. وعمار يامصر!