عادت من جديد ظاهرة "النباشين" لتسيطر علي شوارع الإسكندرية خاصة لعلمهم بمواعيد جمع القمامة التي تتواجد فيها شركة النظافة ونظراً لكون النباشين هم الأكثر تواجداً علي أرض الواقع فقد أصبحت عملية النبش وانتقاء "خير" القمامة هو الهدف الأول للنباش وعادت الإسكندرية للصفر في انتشار القمامة وتبعثرها وانتقاء ما يمكن تدويرها. يقول المهندس أيمن خير الله لا أدري أين الأحياء وأين شركة القمامة في الأساس فالقمامة يتم تبعثرها وانتقاء ما يمكن تدويره في الشوارع الرئيسية طوال اليوم وعدنا من جديد لعصر البلطجة ولا يوجد حسيب ولا رقيب للنباش والكارثة أن عملية فرز القمامة تتم في الشوارع الرئيسية علي مرأي من الجميع. تضيف سحر ابراهيم: لقد فوجئت أثناء توجهي بنجلي لمنطقة الشلالات أن الباب الخلفي للمركز الذي يوجد به ملاعب كرة القدم تنبعث منه رائحة كريهة بعد أن تحول إلي مقر لتجميع القمامة للمنطقة بأكملها بالرغم من انه شارع رئيسي يبعد خطوات من حي وسط حيث يقوم جامعو القمامة بالتجمع ليل نهار لفرز القمامة بالشارع وانتقاء ما يصلح وترك ما يتبقي بالشارع لتمر عليه السيارات دون حسيب أو رقيب ودون مراعاة للأطفال الذين يتواجدون ليل نهار وانتشار الفئران والحشرات نتيجة للقمامة ولا أدري متي تتواجد شركة النظافة وتضع حداً لهؤلاء الذين عادوا للظهور من جديد. يضيف خالد بدر الدين: لقد أصبحت القمامة محل نزاع بين البلطجية حيث فوجئنا مؤخراً بالتشاجر عليها بالأسلحة البيضاء بمنطقة المنتزة لعدم سماح بلطجي لآخر بالفرز في المنطقة الخاصة به مما أدي إلي مصرعه. والأغرب أن فريزة القمامة أصبح لديهم تروسيكل وتوك توك لتجميع القمامة به ونقلها والسير به في الشوارع الرئيسية دون حسيب أو رقيب والفقير منهم فقط هو من يقوم باستقلال العربات الكارو. مؤكداً علي أن تقاعس شركة القمامة عن العمل في الساعات المهمة هو الذي يؤدي إلي الكوارث التي نجدها فالفريز لديه دوريات ويعلم موعد القاء القمامة أما الشركة فنجدها في الشارع الساعة الحادية عشرة تاركة المجال للفريزة. يضيف حسني رضوان: كانت هناك حملات علي الفريزة لأن أغلبهم أطفال شوارع وبلطجية ووجودهم شديد الخطورة وأصبحنا نتجنبهم عندما نجدهم في أي مكان خوفاً منهم. علي الجانب الآخر يقول الحاج علي حميدو شيخ الزبالين بحي وسط: لقد عرضنا مجهوداتنا علي المحافظة وشركة النظافة فرفضت وقمنا بشراء 38 سيارة نقل حتي يكون لدينا معداتنا الخاصة ولكن للأسف لم يستمع لنا احد فاضطررنا إلي العودة للعمل بأنفسنا بالشارع. مضيفاً: لقد تغير الحال فالعامل الذي كان يقوم بفرز القمامة كان يحصل علي 80 جنيهاً ولكن حالياً يحصل علي 130 جنيهاً في اليوم. وقال لم تصبح القمامة كما كانت في الماضي لقد قل خيرها فالأسر الآن مع ارتفاع الأسعار أصبحت تراعي ما تلقيه في القمامة وتستغني عنه حتي نستخرج ما يفيدنا نأخذ وقتاً طويلاً. أضاف أن مصدر رزقنا الأساسي هي المصانع الأهلية التي تقوم بإعادة تدوير البلاستيك للتصنيع المختلف ومصانع الورق تشتري الكرتون ومصانع الحديد تحصل علي الخردة والصاج حيث يباع بسعر خمسة آلاف جنيه للطن والكرتون بسعر ألفي جنيه للطن. أضاف: لابد أن تدعمنا الدولة لأننا نوفر مواد خاماً للمصانع ولدينا دور حيوي نقوم به في دفع العجلة الاقتصادية للدولة. وأكد علي أنه علي اتم استعداد أن يدفع للمحافظة أموالاً بدلاً من قيام المحافظة بدفع أموال لشركة النظافة مقابل رفع أربعة أطنان من القمامة يومياً.