عندما تختفي أجهزة الرقابة من الأسواق.. يحدث كل شيء وتقع المخالفات بالجملة. هذا ما يحدث في الإسكندرية.. عروس الثغر.. التي لم تشعر بوجود د.أسامة الفولي المحافظ الجديد. هوجة من اللحوم المهربة والمجهولة المصدر في أكشاك عشوائية متر* متر علي الرصيف أو بجانبه أو في جانب من الطريق.. عيني عينك وتحت أعين المسئولين وعلي رأسهم المحافظ وأجهزة الطب البيطري والتموين والتجارة الداخلية.. مما شجع البلطجية علي إقامة المزيد من الأكشاك الصغيرة وتأجيرها لبائعي اللحوم ب 100 جنيه في اليوم الواحد. تجار استوردوا هذه اللحوم دون أي مساءلة أو تفتيش ليقوم الباعة بعرضها في الأكشاك للمستهلكين بأسعار مخفضة تبدأ من "30" جنيها!! شجع علي تزايد الأكشاك إقبال الغلابة علي الشراء فالأسعار مغرية مقارنة بالمجمعات والجزارين. قام بعض الباعة في الأكشاك بتعليق لافتات ورقية صغيرة تقول: "هنا محاربة الأسعار" وآخرون علقوا لافتات اللحوم مبردة وطازجة. أكشتف سر هذه اللحوم المجهولة جزار بمجمعات الإسكندرية شد انتباهه إحدي اللافتات بمنطقة السيوف وقام بالشراء فتبين له أن اللحوم عليها أختام غير واضحة يصعب التعرف عليها. أكد محمد شعبان جزار أن اللحوم غير مفيدة ولها روائح حيث يتم عرضها طوال اليوم تحت حرارة الشمس بعيداً عن الثلاجات! يتساءل من الذي سمح بعرض هذه اللحوم؟ وأين أجهزة الرقابة بالمحافظة؟ الأكشاك موجودة في ميادين محطة مصر والعصافرة قبلي والمندرة وأبي سليمان وأبي قير.. شعبة الجزارة لم تقم باتخاذ موقف حازم متعللة بغياب الرقابة والضمير وأنهم لا يستطيعون مواجهة الخارجين علي القانون الذين يتولون حماية هذه الأكشاك. تقول هانم حامد ربة منزل نشتري من هذه الأكشاك لأن الأسعار معقولة مقارنة بالجزار فدخلي لا يتجاوز ال750 جنيه مطلوب أن تكفي معيشة الشهر بالكامل. أما محمد سعد عامل فيقول اشتريت من هذه اللحوم وبصراحة لم أجد لها طعما وأكد لي بعض الجزارين أنها لحوم إثيوبية لا تصلح للاستهلاك الأدمي.. أوضح أن سعر الكيلو 32 جنيها بدون ورق وب30 إذا تم البيع في ورق لحم مخصوص لأنه ثقيل ويزن في الميزان. وتحدث محمد جاد الله موظف قائلا: لا يهمني المكان المستورد منه هذه اللحوم المهم أنها تدخل بيتي وأن يشعر أبنائي أنهم مثل الأغنياء يتناولون اللحم. ويري عبدالله سامي موظف أن الأزمة تكحمن في ارتفاع أسعار اللحوم بالإسكندرية حتي وصلت إلي 90 جنيها مما ساعد علي تواجد ذوي النفوس الضعيفة الذين لا يهمهم صحة المواطن بقدر ما يهمهم انتفاخ جيوبهم بالأموال فقط! وينبه عادل عبدالمجيد بالمعاش إلي أن بعض هذه الأكشاك في مناطق نائية بالإسكندرية تعرض لحوم حيوانات نافقة مادامت الرقابة غائبة. * أما صبري فواز عامل فهو يري أن هؤلاء الباعة يبيعون بسعر التكلفة الحقيقي مع هامش ربح صغير علي عكس المحلات! *ويرفض هذا الكلام عامر وهيب عامل مشيرا إلي أن هذه اللحوم غير مختومة فكيف يشتريها المستهلك لمجرد أنها رخيصة معرضا حياته للخطر؟! من جانبهم رفض أصحاب الأكشاك التحدث للمساء علي الإطلاق. ولكن الآخرين تحدثوا مشترطين عدم ذكر أسماء أوتصويرهم.. أكدوا أن اللحوم التي يعرضونها سليمة بدليل عدم إصابة أحد ممن تناولوها وطالبوا بضرورة منح تراخيص لأكشاكهم وتقنين أوضاعهم. * أ - ن - ف بائع بمنطقة أبي قير اعترف أن التجار استوردوا هذه اللحوم وقاموا بتخزينها في الثلاجات وأكدوا لهم أنه لا خوف علي المواطن من استخدامها وأنها صالحة للاستخدام. * ن - ف - م قال أنا وباقي الأكشاك نبيع اللحوم دون أي مقالاة ونكتفي بهامش ربح معقول. *عطا عبدالمجيد قال لا يهمني معرفة اسم المستورد أو التاجر الذي يبيع بقدر اهتمامي بالشراء بأسعار معقولة والبيع بأسعار تبدأ من 30 جنيها للقطع الأمامية و35 للخلفية رغم أن محلات اللحوم بالأسواق تبيع كيلو المجمد بأسعار تبدأ من 50 جنيها! توجهت "المساء" إلي الطب البيطري ولكن كل المفتشين رفضوا التحدث بحجة عدم التصريح لهم وأن هناك تعليمات مشددة بذلك؟ وبعرضهم قال إن الأمر يحتاج إلي حملة مكبرة توفر لهم الحماية.. لأن المفتشين يخافون علي أرواحهم لوجود بلطجية أمام هذه الأكشاك.
