وردت اسئلة كثيرة ومتعددة يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم. عرضنا بعضها علي فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية فأجاب بالآتي: * يسأل سليمان محمد: هل الحقنة الشرجية تفطر الصائم أم لا خاصة اني لا أستطيع قضاء حاجتي إلا بها؟ ** مذهب جمهور العلماء في الحقن الشرجية وهي التي تعرف بالحقنة والاحتقان عند الفقهاء انها مفسدة للصوم إذا استعملت مع العمد والاختيار؛ لأن فيها إيصالاً المائع المحقون بها إلي الجوف من منفذ مفتوح. وذهب اللخمي من المالكية إلي انها مباحة لا تُفطر. وهو وجه عند الشافعية؛ قاله القاضي حسين. وفي قول آخر عند المالكية انها مباحة لا تفطر. وهو وجه عند الشافعية قاله القاضي حسين. وفي قول آخر عند المالكية أنها مكروهة فلهذا استحب قضاء الصوم باستعمالها. وبناءً علي ذلك: فيمكن تقليد هذا القول عند المالكية لمن ابتلي بالحقنة الشرجية في الصوم ولم يكن له مجال في تأخير ذلك إلي ما بعد الإفطار. ويكون صيامه حينئذي صحيحًا. ولا يجب القضاء عليه. وإن كان يستحب القضاء خروجًا من خلاف جمهور العلماء. * يسأل ح. ن: ما حكم من صام رمضان لكنه لا يصلي. هل ذلك يفسد صيامه ولا ينال عليه أجرًا؟. ** من صام وهو لا يصلي صومه صحيح يسقط عنه الفرض؛ لأنه لا يشترط لصحة الصوم اقامة الصلاة. ولكنه آثم شرعًا من جهة تركه للصلاة ومرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب. وعليه أن يبادر بالتوبة إلي الله تعالي. أما مسألة الأجر فموكولة إلي الله تعالي. غير أن الصائم المصلي أرجي ثوابًا وأجرًا وقبولا ممن لا يصلي. * تسأل سارة محمد: ما حكم استعمال السواك أو المعجون وفرشاة الأسنان أثناء الصوم؟ ** يجوز للصائم استعمال السواك لتنظيف الفم والأسنان واللسان. بل هو مستحب خاصة في الصباح بعد اليقظة من النوم وعند تغير الفم. وقد كره الإمام الشافعي استعمال السواك بعد الزوال للصائم؛ لما جاء في الحديث الشريف من أن "خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". وهذا معني حسن إن كان الناس لا يجدون رائحته. فإن كان الصائم يتعامل مع الناس فإن الأفضل له أن يغير رائحة فمه ولو بعد الزوال؛ توقيًا من تأذيهم برائحته؛ لأن درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح. وكذلك الحال في استعمال المعجون وفرشاة الأسنان في نهار رمضان. بشرط أن ينقي الفم بالماء جيدًا من آثار المعجون حتي لا تتسرب مادته إلي الحلق. فإن بقيت رائحة المعجون أو طعمه فإن ذلك لا يؤثر مادامت مادة المعجون نفسها قد زالت. هذا. ومن السنن المؤكدة في حق الصائم أن يخلل ما بين أسنانه جيدًا بالسواك. ويُفضل أن يستعمله كلما ادعت الحاجة إلي استعماله. ومن الآداب الإسلامية التي ينبغي مراعاتها ألا يستخدم السواك أمام الناس وفي الأماكن العامة؛ كالمواصلات ومكاتب العمل أو بعد اقامة الصلاة وقبل تكبيرة الإحرام؛ لأن استخدام السواك يحتاج إلي مضمضة الفم بالماء بعد استخدامه وغسل السواك بعد الاستعمال. * تسأل نادية. ح: توفي رجل وصرفت التأمينات الاجتماعية مبلغًا ماليًا تحت مسمي مصاريف الجنازة في شيك باسم زوجته. فهل هذا المبلغ يكون خاصًا بالزوجة فقط أم يعتبر تركة عن المتوفي وتقسم علي ورثته؟ ** أولاً الأموال التي تخرج من التأمينات كمصاريف الجنازة تكون من حق من خرجت باسمه . ولا تدخل ضمن ميراث المتوفي؛ فأمثال هذه الأموال لا تعتبر تركة عن المتوفي. ولا تقسم بقسمة الميراث. وإنما تقسم طبقًا لما تقرره الجهة التي صرفتها؛ حيث إن تكييفها قائم علي التبرع من الجهة المانحة. وللمتبرع أن يوجه تبرعه حيث يشاء.. وعليه فإن الشيك الذي صُرف من التأمينات كمصاريف الجنازة باسم زوجة المتوفي يكون خاصًا بها لا يشاركها فيه أحد.