أخيرا تنبه عدد من أعضاء مجلس النواب إلي خطورة مشروع القانون الذي استدرجهم النائب محمد أبو حامد للتوقيع عليه.. والخاص بتعديل بعض أحكام قانون الأزهر بما يستهدف النيل من شيخ الأزهر وزعزعة الثقة في مؤسسة الأزهر الشريف ومكانته التاريخية.. فقرر هؤلاء النواب سحب توقيعاتهم علي مشروع القانون.. مؤكدين احترامهم للأزهر وقيادته وأنهم لا يقبلون أي مساس بهما. قال بعض النواب لصحيفة "الأخبار" إنهم تأكدوا من أن مشروع القانون المقترح يتضمن انتقاصا من استقلال الأزهر وقيادته.. وأنهم وقعوا بالموافقة عليه دون أن يقرأوه.. ولو قرأوه من البداية لرفضوا التوقيع عليه نهائيا.. بينما ذكر السيد الشريف وكيل مجلس النواب إن شيخ الأزهر قيمة وقامة كبيرة ليس في مصر فقط بل وفي العالم أجمع ولن نسمح لأنفسنا بالمساس به. ونقلت "الصحف" عن أحد النواب قوله إن من المقرر تشكيل وفد برلماني يضم 100 عضو للقاء شيخ الأزهر وإعلان التضامن معه في مواجهة مشروع قانون أبو حامد وأيضا في مواجهة الحملة التي تحاك ضد مؤسسة الأزهر والتي يقصد بها مصر وليس شيخ الأزهر فقط.. مؤكدا أن بعض النواب الذين وقعوا علي مشروع قانون تنظيم الأزهر لم يكونوا علي دراية كافية بمضمون المشروع.. وخصوصا فيما يتعلق بمواد محاسبة شيخ الأزهر. وزاد نائب آخر علي ذلك فأعلن أنه سيتقدم بطلب إحاطة لرئيس الوزراء لوقف هذه الحملة ومعرفة من يقف خلفها.. مؤكدا أن "بعض كارهين يحاولون التقليل من شأن وقيمة الأزهر.. ونحن نحترم الأزهر ومن يمثله.. وأي هجوم عليه نرفضه رفضا كاملا". هذا الموقف الجديد من بعض النواب يستحق التحية.. حتي ولو كان صحوة ضميرة متأخرة.. ونتمني أن يثبت هؤلاء النواب علي موقفهم الجديد في رفض أي مساس بالأزهر واستقلاله ومكانته.. ولا يهتز موقفهم مع الريح.. وليعذرونا في تخوفنا من تقلباتهم.. فلم يعد لدينا أدني أمل في أنهم سيقدمون شيئا مفيدا للشعب.. كل أملنا ينحصر اليوم في أنهم لا يدمرون الأشياء الجميلة المستقرة في المجتمع.. ولا يتغولون بسلطتهم التشريعية علي بقية السلطات المهمة في الدولة ومؤسساتها. لقد اغتالوا استقلال القضاء في لمحة عين.. ووافقوا علي تعديل قانون السلطة القضائية الذي يسلبها استقلالها في جلسة واحدة ودون مناقشة.. والآن تدور الدائرة علي الأزهر الشريف.. ورغم كل الكلام الجميل الذي أعلنه عدد من النواب فإن النائب أبو حامد مازال يتحدي ويؤكد أن لديه توقيعات تكفي لتقديم مشروع القانون المقترح بشأن الأزهر الأسبوع القادم. للأسف لم يثبت مجلس النواب إلي الآن أنه معبر عن الشعب ويشعر بآلامه ومشاكله واحتياجاته.. وإنما هو مجلس الحكومة الذي ينفذ ما تريده وأكثر.. وقد قبلنا ذلك وتعايشنا معه.. لكن الأمور وصلت الآن إلي التربص بمؤسسات الوطن والاعتداء عليها وزعزعة بنيانها من الأساس بسلاح التشريع. حمي الله الأزهر.. وحمي مصر.. وحمانا من القوانين سيئة السمعة التي تنهال علي رءوسنا من حيث لا نحتسب.