لأن حالة الانفلات الأمني التي نعيش فيها تجاوزت كل الحدود وأصبحنا والحمد لله نعيش في قلق دائم علي ابنائنا وأنفسنا ولأن مواجهة البلطجة مثلها مثل أي ظاهرة سلبية تنتشر في المجتمع فأقترح علي المسئولين عن إدارة شئون البلاد "مؤقتا" أن يصدروا قراراً فوقيا بإنشاء هيئة عليا لإدارة شئون البلطجة في مصر!! ليس هذا من باب الاستخفاف أو "التريقة" لا سمح الله لكنه اقتراح من شأنه أن يقنن تلك الحالة الغريبة علي مجتمعنا طالما والحمد لله أن رجال الشرطة بجلالة قدرهم المدججين بالأسلحة مصرون علي عدم التعامل مع هؤلاء البلطجية.. صحيح أن حالة الأمن بدأت في التحسن التدريجي خاصة بعد إعلان عودة العمل بقانون الطوارئ "جزئيا" لكن تظل الإشكالية الكبري هي أن الشعب يريد الأمن والأمان في حين أن الشرطة تريد عودة الأمن لكن علي طريقتها القديمة القائمة علي الاعتقال والتنكيل والتلفيق. والحل - كما سبق وذكرت - أن ننشئ هيئة البلطجة التي تتولي مسئولية إدارة ذلك النشاط المتفشي في المجتمع وأن تصبح تلك الهيئة نموذجا للديمقراطية وتداول السلطة بمعني أن تكون للهيئة جمعية عمومية قوامها جميع المسلجين خطر في مصر "بالمناسبة يتعدون في القاهرة الكبري وحدها ربع مليون مسجل بالتمام والكمال" هذه الجمعية تنتخب مجلس الإدارة من المسجلين خطر جرائم نفس باعتبارهم الأقدر علي إدارة أمور الهيئة لما لهم من سطوة وقوة وجبروت يرهب الجميع. أما الهدف الاساسي من إنشاء تلك الهيئة فهو إدارة النشاط بمعني ترتيب الأولويات من سرقة وخطف إلي ترويع آمنين إلي فرض اتاوات إلي قطع طرق وعلي هذا النحو يتم تقسيم النشاط حسب المناطق السكنية وطبيعة المقيمين فيها.. فمثلا منطقة المهندسين يصبح نشاط البلطجة فيها قائماً علي فرض الاتاوات لأن سكانها من المترفين وأصحاب الياقات الشيك والأثرياء علي حين منطقة مثل بولاق الدكرور أو الطالبية وفيصل أو البساتين فيخصص لها بلطجية أشداء يتولون ترويع سكانها البسطاء ويسرقونهم!! أما بلطجية منطقة وسط البلد فهؤلاء يتولون مهام قطع الطرق أمام المحلات حتي يهرب الزبائن ويضطر أصحاب تلك المحلات إلي تسريح العاملين لديهم ليصبحوا مع مر الأيام ضمن البلطجية ونفس الحال لعمال المصانع والشركات وتتحول مصر بلد الأمن والأمان إلي بلد البلطجة والبلطجية ثم نتولي بعد ذلك تصدير نشاط البلطجة لدول العالم طالما أننا فشلنا في التصدير السلعي الذي يحقق العملة الصعبة التي نستورد بها قوت شعبنا. أعتقد بتلك الهيئة يمكن لنا أن ننتقل من حالة الانفلات الأمني الاستثنائية إلي نشاط الانفلات الأمني القومي الذي تطمئن معه القلوب ويخفت قلق أولياء الأمور علي ابنائهم وهم يبدأون عاما دراسيا جديدا.. نتمني أن يبدأ وينتهي علي خير.. والسلام عليكم.