مرة أخري تحاول المعارضة باتحاد كرة القدم تنظيم صفوفها في اجتماع الجمعية العمومية القادم للإطاحة بمجلس إدارة الجبلاية بعد فشلهم في المدة السابقة عقب قيام ثورة 25 يناير المجيدة لسوء تنظيم صفوفهم بسبب اختلاف أهدافهم مابين متضرر من لجنة البث الفضائي وسوء التحكيم. وآخر مطالب بإلغاء الهبوط والصعود بقرارات إدارية.. ومنهم من يتهم الاتحاد بإهمال الأندية وعدم تنفيذ برنامجه الانتخابي في النهوض بها وباللعبة انشائيا واقتصاديا وفنيا.. وهذه المرة تسعي المعارضة للانطلاق نحو هدفها برفض الميزانية والتي يتردد انها تعاني من عجز يصل إلي 58 مليون جنيه تقريباً ويكون رفض الميزانية هو "المسمار الأول الذي تدقه المعارضة في نعش الجبلاية" وتري المعارضة أن الانقضاض علي الاتحاد في هذا التوقيت هو الأنسب بسبب حالة الارتباك التي يعاني منها بعد أن شهدت الفترة الأخيرة في أعقاب ثورة شعب مصر الخالدة قيام ثلاثة من أعضائه بتقديم استقالاتهم.. وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها مجلس الجبلاية نفسه تلك الاستقالة الرابعة التي تقدم بها المهندس هاني أبوريدة نائب رئيس الاتحاد مؤخراً قبل انعقاد اجتماع الجمعية بأيام قليلة ليزيد من جراح مجلس الجبلاية لأن المعارضة تري أن هذه الاستقالات تعكس مدي ما يعانيه الاتحاد ودولاب العمل به من مشاكل وصراعات تؤثر سلبا علي مسيرة اللعبة الشعبية الأولي.. ورغم كل الأمواج العاتية التي تواجه مجلس الإدارة بالجبلاية فلابد أن نعترف أن سمير زاهر زعيم الجبلاية استطاع ببراعة ومهارة وبخبراته الإدارية المتنوعة أن يقود سفينة الاتحاد لبر الأمان حتي هذه اللحظة والتي حملت مفاجأة أخري بعد نشوب أزمة بين عضوي المجلس مجدي بعدالغني وحازم الهواري بسبب تصريحات الأول الفضائية ضد الثاني لتفتح هذه الأزمة ثغرة جديدة داخل دفاعات الاتحاد كان في غني عنها في هذا التوقيت الحرج جداً.. ومن الطبيعي أن يحاول زاهر لملمة إدارته وتدعيم موقفه مع المؤيدين له من أندية الجمعية العمومية بما يؤهله للتصدي لمحاولة المعارضة التي قويت شوكتها وتتمني الإطاحة بمجلس الجبلاية .. ومن حسن الطالع أن تلك المحاولة لرفض الميزانية تمهيدا لسحب الثقة قد تصطدم بالانتخابات التكميلية والتي تأتي ضمن برنامج أعمال اجتماع الجمعية لاستكمال تشكيل المجلس بانتخاب ثلاثة أعضاء بدلاً من الثلاثة الذين استقالوا وهناك ست مرشحين تقدموا لخوض هذه الانتخابات.. وهم حمادة المصري نجم مصر وناديي الأهلي والإسماعيلي السابق وأحمد شعراوي وكرم كردي وأحمد مجاهد رئيسا أندية بلدية المحلة والأوليمبي والحامول السابقان وجمال محمد علي المدرب السابق لبترول أسيوط ومصطفي قمر الحكم الدولي السابق.. ومن الطبيعي أن هؤلاء المرشحين يسعون الحشد المؤيدين لهم من أعضاء جمعية الاتحاد ومن مصلحتهم أن يستمر مجلس إدارة الجبلاية بقيادة سمير زاهر حتي نهاية دورته في صيف العام القادم حتي يفوز ثلاثة منهم بعضوية اتحاد الكرة وينعموا بمقاعده البراقة ويعدوا أنفسهم للدورة القادمة في الاتحاد الأشهر والأهم علي مستوي الرياضة المصرية. وهذا الواقع من شأنه ان يدعم الخطوات التي يقوم مجلس الجبلاية لاستيعاب الجبهة المعارضة وتفويت الفرصة عليها في الإطاحة به.. عموماً تؤكد الشواهد اننا علي موعد مع اجتماع غاية في السخونة والإثارة لجمعية الجبلاية.. وأيا كانت نتائج تلك المواجهة فلابد أن تخرج الكرة المصرية منها أكثر قوة وصلابة والفائز الأول من خلال الوصول لرؤية واستراتيجية واضحة ومتكاملة تربطها بمنطقة الكرة العالمية وتقودها لمستقبل أكثر إشراقاً وهدوءًا واستقراراً اقتصاديا وفنيا وتحكيميا وبنية أساسية لملاعبها وأنديتها بدلاً من الرقص علي السلالم وهو الواقع الذي تعيشه اللعبة منذ تطبيق نظام "الاغتراف" المعروف دوليا بالاحتراف.