مازالت أكثر المناطق بالإسكندرية خاصة الشعبية تعاني من العشوائيات والتي أصبحت السمة الأساسية لشوارع وميادين المحافظة.. حتي الأماكن والمناطق الراقية بوسط وشرق الاسكندرية لم تسلم من سيطرة البلطجية بعد ان كانوا يخشون المرور بها. وبالرغم من استرداد شرطة المرافق لعافيتها إلي حد ما وعودتها لضبط النظام والأمن في الشوارع. إلا ان البعض مازالوا يتحدون بصورة صارخة لكل القوانين والاعراف ويجدون متعة ولذة في خرق القوانين بكافة الصور متشدقين بشعارات الحرية. وأوضح مثل علي ذلك بيع البضائع والأدوات المنزلية المسروقة "عيني عينك" وبدون خوف من محاسبة أحد حيث تعرض تلك البضائع ومنها الموبايلات والأجهزة الكهربائية بل والأحذية أيضاً المسروقة من أمام المساجد وأدوات السباكة والتي سرقت من المنازل أثناء أحداث الثورة علي الرصيف وأمام سنترال "محطة مصر" والذي أصبح وفجأة بين ليلة وضحاها سوقاً كبيراً ينافس "سوق الجمعة" في بضائعه المتعددة والمختلفة مما يشكل عائقاً أمام موظفي السنترال أثناء توجههم لعملهم وخروجهم منه في ظل وجود البلطجية بأفعالهم ومشاجراتهم التي لا تنتهي ويعطي مظهراً غير حضاري لتلك الجهة الحكومية شأنه في ذلك شأن سنترال المنشية والذي أصبحت جدرانه أشبه بمعرض كبير تعرض عليه جميع أنواع الملابس الرجالي والحريمي وأيضاً استغل البعض سلالم المبني ليعرض عليها لعب الأطفال والويل لمن يتعرض لهم أو يحاول اثناءهم عن تلك الأفعال فالجميع يحمي نفسه سواء بالعصي الخشبية أو الأسلحة البيضاء. لذلك يلتزم الجميع الصمت أمام ما يشاهدونه ولا يرضون عنه. حتي مواقف أتوبيسات النقل العام لم تخل من تلك الفئة التي استشرت بصورة مبالغ فيها متمثلة في سائقي الميكروباصات الذين اتخذوا من تلك المواقف أماكن خصوصية لهم يركنون فيها سياراتهم كما يحلو لهم وتحولت الأرصفة أمامها إلي كافتيريات مفتوحة طوال اليوم لتقديم الشاي والقهوة وانتشرت عربات الأطعمة الجاهزة ومجهولة الهوية من كبدة ولحوم وسجق وكشري مما يهدد المواطنين بكارثة صحية بالاضافة لاستغلال البعض للموجة الحارةحيث يقومون ببيع جميع أنواع المشروبات والعصائر للمواطنين والموظفين والذين يجهلون طرق صنعها وقيام البعض ببناء بعض الأكشاك الخشبية لبيع الدواجن بأقل من التسعيرة وذبحها في الطريق العام دون رقابة وإلقاء فضلاتها في عرض الشارع لتتجمع أكوام من القمامة في كل مكان وتنشر الأمراض. ووسط هذا السلوك غير الحضاري والصورة الكئيبة لمعظم الشوارع نجد ان المواطن السكندري لا يرضي عن تلك التصرفات ويطالب المسئولين والأحياء والمحافظة بضرورة الإسراع في اتخاذ الخطوات الجادة والفعالة للقضاء علي تلك السلبيات حتي يعود للاسكندرية رونقها ومظهرها الحضاري خاصة أن الكثير من السياح يترددون عليها ويقومون بالتقاط الصور. أكد "جرجس أيوب" موظف بشركة بأنه من المفترض بعد الثورة العظيمة والتي جمعت بين أطياف الشعب جميعاً دون تفرقة بين ديانة أو مستوي اجتماعي ان يتسم الجميع بالسلوك المتحضر ويتمثل في المحافظة علي الشوارع نظيفة والا يستغل الجميع لفظ الحرية لفعل ما يشاء دون مراعاة للآخرين فقد فوجيء بأن البعض يقومون ببيع الاشياء المسروقة وبأبخس ثمن وللأسف بدلا من ان يتصدي لهم المواطن حدث العكس فالجميع يتهافت للشراء منهم بالرغم من علمهم بأن تلك الأشياء مسروقة فالموبايل يباع بداية من 50 جنيهاً إلي 100 جنيه حسب حالته وأغلب الموبايلات بها عيوب مما ينتج معارك بين البائع والمشتري بصفة مستمرة الا ان الجميع يقومون بالشراء وكأن كل شخص يريد الاستفادة من الوضع فقط دون مراعاة لأي اعتبارات أخري. أضاف: كذلك فوجيء ببيع بعض قطع غيار للكمبيوترات وبأثمان ضئيلة وللأسف يتردد الشباب علي هؤلاء البائعين للشراء منهم ولا يحاولون معرفة مصدر بضائعهم. أضاف "أسامة حسن" صاحب مقهي بأن المعايير اختلفت وأصبحت سلوكيات المواطنين غير محتملة فعلي أتفه الأسباب تقوم المعارك والجميع يحاول الانتصار في المشاجرة دون مراعاة لباقي الأطراف وفي أغلب الأحيان يقع الكثير بين مصاب ومتوفي ولذلك يجب التصدي لأعمال العنف والبلطجة والتي أصبحت منتشرة بصورة شبه يومية وبعد ان كنا نسمع عن تلك الأحداث ونقرأها في الصحف أصبح الجميع يتعرض لها يومياً لذلك لابد ان يتصدي رجال الشرطة بكل حسم وقوة لاية مخالفات ولابد ان يلقوا تعاوناً من المواطنين حتي يتمكنوا من أداء واجبهم الذي هو في حقيقة الأمر يعود علي المواطن بالامن والأمان لان الجميع أصبح الآن يخشي علي أبنائه في الشوارع وخاصة ان العام الدراسي علي الأبواب. أشار "أشرف محمد" عامل إلي أن من يحتل الأرصفة والميادين يدعون بأنه باب رزق لهم وهذا مخالف للحقيقة فمن يريد ان يعلم فليعمل عملا شريفاً وليس في الأدوات والأجهزة المسروقة لانه فوجيء بالمحابس وحنفيات المياه بل بعدادات المياه والكهرباء تباع علي الأرصفة علناً دون خوف وأكد أن الظاهرة الملفتة للنظر هو اختفاء المسئولين والذين كانوا يستدرون عطف المارة بعاهاتهم لانهم وجدوا في احتلال الأرصفة والميادين وواجهات المباني الحكومية ضالتهم المنشودة بدلا من طلب المساعدة فأي شخص يريد بيع أي شيء يجد للأسف مشتر وكأن الاسكندرية كلها تحولت إلي "سوق الجمعة". أضاف يحيي مصطفي - موظف - أنه لابد من السيطرة علي هؤلاء المتطفلين والذين يتحركون بتشكيلات منظمة وأغلبهم من البلطجية لحماية بعضهم البعض خاصة ان السرقات باتت منتشرة بكل مكان فبعد ان كانت من قبل عبارة عن حوادث فردية وفي الأسواق والأماكن المزدحمة فقط أصبح من الطبيعي ان يقوم اي فرد بتثبيت أي شخص في وضح النهار وسرقته دون الخوف من القانون أو رجال الأمن. أكدت زينب محمد - ربة منزل - أنها فوجئت بأن بعض النسوة يترددن علي المنازل لبيع بعض البضائع من ملابس وخلافه مما يشكل خطورة علي ربات البيوت وأطفالهم ولذلك لابد من القبض علي من تسول له نفسه النصب أو الاحتيال علي المواطنين. قالت ناهد السيد: إن من الظواهر السلبية أيضاً ارتفاع أسعار كل شيء بين ساعة وأخري خاصة أجرة الميكروباص فكل سائق يحدد الأجرة التي يريدها علي هواه بالرغم من انه يضع أجرة السيارة ملصقة علي الزجاج الا انه لا يعمل بها وبالرغم من ان تلك السيارات تخفف عبء المواصلات عن المواطن وتسهل له الحركة الا ان الجميع الآن أصبح يخشي الركوب بها خوفاً من بلطجة السائقين. أكد كل من مني أحمد وهثيم محمود وأيمن بدر وهناء رضوان طلبة جامعيون بأنهم نتيجة السلوك غير الحضاري والانفلات الأمني نظموا علي "الفيس بوك" حملة "ابدأ بنفسك ومن حولك" تستهدف محاربة السلبيات والتركيز علي النواحي الايجابية تحقيقاً لأهداف الثورة وكي يعود للاسكندرية وجهها المشرق بالاضافة لمساعدة بعض العاطلين عن العمل في البحث وانجاز عمل شريف لهم يتكسب منه بدلاً من النصب وسرقة المواطنين.