فجرت لعبة المصالح وبيزنس كرة القدم أزمة كبيرة مع الاتحاد الأفريقي والتي تسبب فيها الحصول علي امتيازات لجماهير مصر ودخول إحدي الجهات المصرية إلي عش الدبابير للحصول علي حق الرعاية للبطولات الأفريقية وحقوق البث الفضائي إلا أن الكاف رفض ذلك ومنح تلك الحقوق لجهة فرنسية رغم ان الشركة المصرية التي عرضت ما يفوق ما حصل عليه الكاف من المنافس بمبلغ يقدر ب 200 مليون دولار ضاعت علي الكرة الأفريقية بسبب المصالح الشخصية والفساد. وهو الأمر الذي اعتباره جهاز حماية المنافسة في مصر خرقاً للقانون المصري وأحال الشكوي للنيابة التي أمرت بدورها محاكمة رئيس الاتحاد الأفريقي والسكرتير العام للاتحاد ليكشف الاتحاد الأفريقي عن وجهه بالتهديد بنقل مقر الكاف من القاهرة إلي أديس أبابا بأثيوبيا عقاباً لبحث المصريين عن فرصتهم في مشاهدة مباريات الاتحاد القاري مجاناً وبلا مصاريف باهظة يدفعها المصريون للقناة القطرية التي حصلت علي الحقوق من القناة الفرنسية. لم يقف الموقف علي التهديد بنقل المقر فقط لكنه وصل لتضييق الخناق علي ممثل مصر في انتخابات الاتحاد الأفريقي والدولي المهندس هاني أبوريدة رئيس الاتحاد المصري وعضو اللجنة التنفيذية في الكاف والفيفا حتي الآن عندما دفع بمجموعة من أعضاء الاتحاد الأفريقي للترشح للجنة التنفيذية للفيفا ومنافسة أبوريدة بعد ان حصل علي اللقب بالتزكية خلال مناقشات أعضاء الجمعية العمومية بالأمس ليصل عدد المرشحين إلي خمسة من بينهم سيدة وهم بالإضافة إلي أبوريدة مرشح من غينيا وجنوب السودان وجنوب أفريقيا وبوروندي. وكل هذه التصرفات دعت أبوريدة للاعتذار عن المقعد المخصص للناطقين باللغات العربية والإسبانية والبرتغالية إلي المقعد الحر الذي لم يكن فيه أي عضو من الجمعية العمومية ليكون الإقرار بفوزه غداً الخميس في اجتماع الجمعية العمومية الرسمي ما لم يتقدم مرشح آخر من بين الباقين الأربعة حيث لا يمكن حصول أبوريدة علي المقعد إلا بعد انتهاء اجتماع الجمعية العمومية نظراً لاحتمال ترشح أحد من الذين أجازهم الفيفا من قبل أو الانتظار إلي شهر مايو القادم بعد ان حاول البعض عرقلة مسيرة أبوريدة بحجة أنه لم يتقدم في المؤتمر الرسمي. وهكذا كشف عيسي حياتو عن وجهه الحقيقي من صديقه هاني أبوريدة ومن مصر التي فتحت أمامه كل أبواب الحفاوة والتكريم والاستقبال الطيب وأكد بتصرفه أنه كان أحد أفراد الفساد في مجلس الفيفا السابق الذي أطاح بالرئيس السابق بلاتر لتبدأ ألاعيبه ضد احتفاظ أبوريدة بمقعد مصر في الاتحادين الدولي والأفريقي. وأغفل حياتو كل مواقف مصر التي ساندت وساعدت وأسهمت في حصول دول كثيرة في القارة علي استقلالها بعد ثورة يوليو 1952 وأسست بأفكار رجالها وخبرائها الرياضيين الاتحاد الأفريقي وخصصت موقعاً من أفضل الأماكن في مصر ليكون مقراً لاتحاد القارة. كما ساهمت الفرق المصرية في إعلاء مسابقات الكاف بمشاركة الفرق المصرية منتخبات وأندية حتي تصدروا المشهد من البداية عام 1953 حتي الآن متقدماً علي جميع الدول والأندية في حصد الألقاب مما منح مسابقات الكاف شهرة عالمية ومنافسة البطولات الأوروبية. لذا وجب علي المصريين مساندة ابنها هاني أبوريدة والكفاح من أجل الحفاظ علي مكانة مصر في هذا الاتحاد ولديه رجال وأفكار المصريين ويكون الدور الأكبر علي الدبلوماسية المصرية مع نظرائها من الأفارقة وهم أصدقاء لمصر ويفضلون زيارتها دوماً للاستمتاع بجوها الصحو صيفاً وشتاء يلقون كل العناية والرعاية والذهاب عند القدوم والعودة لبلادهم. فضلاً عن ان المرشح المصري واجهة جيدة شريفة صاحب خبرة كبيرة وآراء سديدة يشهد بها الاتحاد الدولي والاتحاد الأفريقي والعالم كله.. لن يستطيع حياتو أن ينفذ مخططه الدنيء بإبعاد مصر عن الاتحاد الأفريقي وقتها سيتجرع سوء عمله بعدم إعادة انتخابه ليهبط لمزبلة التاريخ كما وصل إليها شريكه بلاتر.