انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تمصير المسلسلات الأجنبية وتحويلها إلي نسخ مصرية وعربية ويتنافس بها النجوم في المواسم الدرامية المختلفة محققين نجاحات كبيرة ونسب مشاهدة عالية لتتحول الفكرة بالتدريج من إشكالية تعكس لدي البعض نوعاً من الإفلاس الدرامي إلي واقع ملموس حقق من خلال التجارب المتعددة نجاحات غير مسبوقة. * المؤلف والسيناريست بشير الديك قال: الاقتباس والتمصير ليس أمراً جديداً علي الدراما أو حتي السينما التي شهدت منذ القدم العديد من التجارب الناجحة أحياناً والفاشلة أحياناً أخري. فالاقتباس ليس عيباً أو جريمة وليس دليلاً علي حالة إفلاس فني لدي المؤلفين كما يردد البعض لأنني أشاهد الكثير من المواهب الشابة سواء في المواسم الدرامية أو خريجي معهد السينما أو في مسابقات أكون عضواً للجان تحكيم فيها وأشعر بسعادة كبيرة وأنا أتابع تلك المواهب بأفكارها وقدرتها علي نقل قضايا المجتمع بواقعية وبساطة. أضاف : الاشكالية الحقيقية لا تكمن في الاقتباس لكنها تتعلق بسؤال هل كتابة النسخة الجديدة بشكل جيد وملائم لتطورات المجتمع ومناسب لعاداته وتقاليده وملامس لواقعه ومشكلاته أم أن الكتابة تكون بعيدة عن كل هذه الأفكار وتهتم فقط بنقل القصة دون تغيير. * السيناريست تامر حبيب قال: لا أري أي مشكلة في اقتباس عمل فني وتقديم فورمات عربي منه. فمثلاً مسلسل "جراند أوتيل" تم تقديم أكثر من عشرين نسخة منه علي مستوي العالم وبلغات مختلفة فما المشكلة من تعريبه وتقديم نسخة مصرية منه وأنا عندما قدمته لم أخف أنه فورمات بل إنني استخدمت نفس الاسم كالعتراف مني بالاقتباس وللحفاظ علي الفكرة الإسبانية. كما أن الشركة المنتجة تقوم بشراء حق تقديم الفورمات من أصحاب المسلسل الأصلي. وتكتب اسم المالك الأصلي للقصة علي تترات المسلسل. وهو نفسه ما تكرر من قبله في مسلسل "طريقي" المأخوذ عن فورمات كولومبي. وإذا شاهد إحدي النسخ الأصلية لأي عمل سيعرف حجم المجهود الذي نبذله لتقديم العمل في أفضل شكل حتي يناسب الواقع المصري والعربي. فالمهم أن تنقل القصة برؤية فنية جديدة وتكون مصبوغة بعوامل نجاحها والمتمثلة في ملاءمتها للثقافة السائدة بالمجتمع وعاداته وتقاليده وفي كل تجربة باختلاف ظروفها يظل الجمهور هو الفيصل في تقييم التجربة والحكم عليها. * الكاتب والسيناريست شريف بدرالدين أوضح: اتجاه المؤلف إلي تمصير عمل فني أمر معمول به في مصر منذ القدم سواء في السينما أو الدراما. وفي رأيي لا يعني أبداً افتقار كاتبة إلي الإبداع خاصة أن فكرة متابعة عمل فني وتحويله لآخر عربي أو مصري علي وجه الخصوص مهمة ليست سهلة علي الاطلاق وتحتاج مجهوداً كبيراً خاصة أن المؤلف لا يأخذ سوي الفكرة الرئيسية فقط ويرسم عليها أحداث وشخصيات تناسب الواقع المصري بمشكلاته وطبيعته وهو ما حدث علي سبيل المثل بأحداث مسلسل "هبة رجل الغراب" الذي غيرنا في أحداثه وبعض شخصياته لتناسب طبيعة المجتمع العربي. * الفنانة أنوشكا قالت: لا أري أي مشكلة في الاقتباس أو التعريب لأن كل عمل في النهاية يخرج بشكل مختلف تماماً عن الآخر. وهو ما حدث علي سبيل المثال في مسلسل "جراند أوتيل" لأن المتابع جيداً سيري فروقاً جوهرية كبيرة بين النسختين الأصلية الإسبانية والمصرية المعربة. خاصة أن النسخة المصرية خرجت لتلامس الواقع المصري بعاداته وتقاليده وملامحه الاجتماعية في مرحلة زمنية معينة بل إنه تفوق في بعض العناصر علي النسخة الأصلية أبرزها الصورة المبهرة واختيار المناظر الطبيعية الخلابة وأداء الممثلين الغني في كل الحلقات. مضيفة: الدليل علي نجاح العمل ليس فقط التكريمات التي حصل عليها المسلسل من جهات مختلفة أو الجوائز التي حصدها أبطال المسلسل وإنما الإشادة التي حصل عليها العمل من الشركة الأم التي أكدت أن النسخة المصرية من أفضل النسخ التي تم عمل فورمات لها. * الفنانة الشابة كارولين خليل قالت: لست ضد فكرة التمصير اطلاقاً خاصة إذا كان العمل مكتوب بشكل جيد ومنتبه للتفاصيل. مضيفة: عندما خضت تجربة سيت كوم "الباب في الباب" شعرت في البداية بالقلق من أن المسلسل أمريكي الأصل وسيتم تمصيره. ولكن بمجرد قراءتي للورق وحديثي مع فريق العمل وجدت الأمر مختلف تماماً لأن المسلسل تحول بالفعل للواقع المصري بتفاصيله المختلفة وهو ما جعلني أخوض التجربة بسعادة بالغة والحمدلله نجحنا نجاحاً كبيراً. فالتمصير واقع موجود منذ القدم ولكن سيظل نجاحه متعلقاً دوماً في الاهتمام بالتفاصيل بداية من مشاهدة العمل الأصلي والشروع في كتابة النسخة الجديدة مروراً بالتحضيرات وكتابة السيناريو ملائماً لثقافة المجتمع الذي سيعرض فيه واختيار أماكن التصوير والديكورات وانتهاءً بعمليات المونتاج والمكساج.