غرقت الإسكندرية في ثاني أيام نوة رأس السنة بعد استمرار تساقط الأمطار الغزيرة طوال يوم أمس وبالرغم من سطوع الشمس علي فترات متفاوتة خلال فترة الظهيرة إلا أن آثار مياه أمطار "النوة" ظلت متبقية بالشوارع فلأول مرة يرتفع منسوب المياه بالعجمي ليتخطي الأرصفة ويقتحم المنازل ويغلق شوارع بأكملها بعد أن غرقت العديد من شقق الدور الأول. قال ضوي خير الله أمين شباب القبائل المصرية: غرقت منطقة العجمي بصورة لم تكن متوقعة بسبب الأمطار وهو ما ترتب عليه هروب الأهالي من منازلهم والإقامة في المساجد بشارع خيرالله خاصة وأن منسوب العقارات منخفض بتلك المنطقة عن منسوب الشارع لتقتحم المياه منازلهم وهناك أسر بمناطق مختلفة بالعجمي لا تستطيع دخول منازلهم بعد غرقها في مياه الأمطار. شهدت "منطقة غرب" غرق شارع العوامي بجوار المدرسة البريطانية ومساكن الإيجي كاب والصينية وطلعت مصطفي والدريسة قبلي ومسجد القويري قبلي وبحري أما طريق وادي القمر الذي يشهد أعمال الرصف ورفع كفاءة علي مدار عامين دون أن تنتهي حتي الآن فأصبح بمثابة بحر عائم يفصل بين العجمي وغرب الإسكندرية. علي الجانب الاخر تواجدت د. سعاد الخولي نائب المحافظ حتي الساعات الأولي من الصباح بشوارع العجمي في محاولة لاحتواء الأزمة الطاحنة التي أغرقت المنطقة حتي الكيلو 21 ومدخل الهانوفيل والبيطاش وهو ما ترتب عليه قيام هيئة الصرف الصحي بتشغيل 4 طلمبات رفع بمحطة "6 ص" والتي تقع خلف شاطئ النخيل بالعجمي ولازالت تخت التجربة ولم يتم استلامها بشكل رسمي وذلك لرفع المياه من الشوارع والمنازل حتي لا تتفاقم الأزمة أكثر من ذلك بعد أن عجزت الشنايش بمشروع الصرف الصحي بالحي من احتواء الأزمة ولم ظلت منطقة العجمي معزولة طوال اليوم مع المجهودات المستمرة لإنقاذها. أكد علاء يوسف رئيس حي العجمي أن أزمة الصرف وتجمع مياه الأمطار وبالشوارع نتعرض لها سنويا بسبب تهالك الشبكة وعدم قدرتها علي استيعاب مياه الأمطار والصرف الصحي معا بالإضافة إلي غرق طريق وادي القمر الذي لا يزال تحت الإنشاء ولا يوجد به صرف صحي أو شنايش الأمطار. لا يختلف الحال كثيرا بمنطقة شرق ووسط الإسكندرية حيث ساهمت عمليات الكحت للشوارع وإزالة الطبقات العليا من الرصف التي قامت بها المحافظة تمهيدا لرصفها من جديد والذي تأخر لعدة أسابيع إلي ارتفاع نسبة مياه الأمطار بالشوارع بعد أن أصبحت الشنايش أعلي الطريق الذي تم كحته وبالتالي لم تعد قادرة علي تصريف المياه التي أصبحت أعلي من مستوي الشارع. ولعل من المشاهد الإنسانية المؤثرة قيام الأهالي بحمل أطفالهم من التلاميذ ليعبروا بهم برك المياه المتجمعة أمام المدارس كمدرسة جناكليس ومدرسة محمد حنفي الابتدائية بشرق المدينة نتيجة لوجود مطب صناعي أدي إلي تراكم المياه أمامها ومدرسة البوابة 27 بمنطقة العجمي وهو ما ترتب عليه قيام مديرية التربية والتعليم بالدفع بثلاث سيارات تابعة لها لشفط المياه من أمام المدارس التي تتلقي البلاغات عنها بعد أن تم تشكيل غرفة عمليات بالمديرية وبكل إدارة تعليمية لإحتواء أزمة الأمطار. توقفت الحركة المرورية تماما في الصباح أثناء توجه الموظفين لأعمالهم مما أدي لحدوث شلل مروري بطريق الكورنيش وشارع أبوقير فضلاً عن تعثر حركة الترام بعد غرق حرم قضبان عربات الترام في مياه الأمطار كما غرق ساحة محطة القطار بمنطقة محطة مصر في المياه ودفع مسئولو هيئة السكك الحديدية بعمال النظافة لكسح المياه المتجمعة بالساحة يدويا بواسطة "المكانس". الأغرب كان العثور علي خشبة بطول مترين تقريبا بشبكة الصرف الصحي بطريق "إسكندرية مطروح" الرئيسي مما تسبب في حدوث سدد بالماسورة وغرق الطريق في مياه الأمطار وقام الجهاز التنفيذي بتطهير الماسورة واستخراج الخشبة من شبكة الصرف. كما غرق العديد من شوارع المحافظة في مياه الأمطار ومنها منطقة الزوايدة وطريق الكورنيش بمنطقة سابا باشا وسيدي جابر والمعمورة البلد وشارع ملك حفني ومصطفي كامل وشارع المراغي العمومي والكيلو 21 والهانوفيل حيث تسببت مياه الأمطار في حدوث شلل مروري بمختلف احياء المحافظة وتعطل السيارات في مياه الأمطار بعد ارتفاع منسوبها.