رحب كل من مصر والجامعة العربية الليلة الماضية بالاتفاق الذي أعلنت عنه روسيا بشأن وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا. ودعت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية جميع الأطراف إلي الالتزام بالاتفاق باعتباره خطوة نحو وضع حد للمعاناة الإنسانية التي يمر بها الشعب السوري نتيجة العنف والاقتتال. وتمهيداً لاستئناف المحادثات السياسية مع استمرار مكافحة الإرهاب والتطرف واستهداف الجماعات الإرهابية. كما أكدت مصر علي أن هذا الاتفاق يتسق مع موقفها الثابت منذ بداية الأزمة في سوريا بأن الحل الوحيد لهذه الأزمة يتمثل في الحل السياسي العادل الذي يحقق طموحات الشعب السوري الشقيق. ويحقن دماء أبناء الشعب السوري ويحافظ علي وحدة أراضي الدولة السورية وسيادتها والحفاظ علي مؤسساتها الوطنية ويعيد الاستقرار إلي الساحة السورية مع استمرار مكافحة الإرهاب البغيض في سوريا والمنطقة. من جانبه رحب أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بالإعلان عن التوصل إلي وقف شامل لإطلاق النار في سوريا. قال الأمين العام: إن وقف العمليات القتالية طالما مثل ركناً رئيسياً في الموقف العربي من الأزمة السورية وأن المأمول هو أن تصاحب هذا الإعلان إرادة حقيقية تسمح بالوصول إلي مرحلة الحل السياسي للأزمة. صرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام محمود عفيفي بأن أبوالغيط يعتبر أن استقرار وقف إطلاق النار رهن بالتزام الدول الضامنة له محذراً في هذا الصدد من استغلاله من أجل محاولة فرض واقع سكاني جديد علي الأرض من خلال استمرار سياسات التهجير القسري ونقل السكان وتغيير الطبيعة الديموغرافية للمدن السورية قد يؤدي إلي انهياره أسوة بما جري خلال الفترة الماضية وهو ما لا يرغب فيه أي طرف. أضاف ان الأمين العام يدعو إلي مراقبة دولية لوقف إطلاق النار لضمان تنفيذ مختلف الأطراف لالتزاماتها من أن هذا التطور المهم سيصب في صالح عموم الشعب السوري الذي عاني كثيرا من ويلات الحرب والخراب الذي خلفته وليس في صالح طرف بعينه. كما ذكر أن أبوالغيط أكد أن هناك إجماعاً عربياً حول الحل السياسي بوصفه الحل الوحيد للأزمة السورية وإجماعاً مماثلاً عبرت عنه كافة القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة العربية سواء علي مستوي القمة أو المستوي الوزاري برفض الإرهاب والدعوة إلي مواجهته بكل حسم مشدداً علي أن وقف إطلاق النار يمثل خطوة أولي ضرورية من أجل تحقيق هذه الأهداف خاصة إذا ما جري تطبيقه بصورة محايدة ومتجردة عن أي رغبة في تحقيق مكاسب سياسية تستبق التفاوض بين الأطراف. أشار المتحدث الرسمي إلي أن الأمين العام عبر عن أمله في أن يشكل وقف إطلاق النار بارقة أمل للشعب السوري بحلول العام الجديد مضيفاً أن هذا الشعب عاني دماراً وعنفاً فوق الاحتمال وان إنهاء هذه المعاناة يتعين أن يكون الهدف الأسمي لكل القوي المتداخلة في الأزمة السورية.