الإرهاب الأسود لا يفرق بين مسلم أو مسيحي ولا يعرف وطناً. يضرب في كل مكان وكل إنسان. فبعد ساعات قليلة من تفجير محيط مسجد السلام بالهرم الذي راح علي اثره عدد من رجال الشرطة.. استيقظت مصر علي كارثة مروعة جديدة ومشهد إجرامي استهدفت مصلين أبرياء داخل الكنيسة البطرسية بالعباسيية راح ضحيته حتي مثول الجريدة للطبع 24 شهيدا و48 مصابا. احتشد الآلاف من المصريين مسلمين ومسحيين حتي الساعات الأولي من صباح اليوم في محيط الكنيسة البطرسية بالعباسية.. ورفعوا لافتات مكتوبا عليها "ربنا موجود.. لا للإرهاب".. كما رفعوا "المصاحف والصلبان" وأضاءوا الشموع ليلا حزنا وحدادا علي أرواح الشهداء. ردد المحتشدون أمام الكنيسة هتافات غاضبة ضد الإرهاب ورددوا هتافات أخري تؤكد علي الوحدة الوطنية ومنها "مسلم ومسيحي إيد واحدة" و"حفضل أصلي.. مهما حصلي" و"يا نجيب حقهم.. يا نموت زيهم" و"إحنا غلابة.. دمك مش هيروح هدر". "المساء" ذهبت إلي موقع الحادث وتجولت داخل الكنيسة البطرسية بالعباسية.. حيث وجدنا تحطم محتويات الكنيسة بالكامل والأسقف والحوائط والزجاج والمقاعد من شدة الانفجار ورائحة الدماء تفوح من كل مكان. وقعت الكارثة في تمام الساعة العاشرة صباح أمس أثناء صلاة قداس الأحد بالكنيسة البطرسية.. حيث انفجرت عبوة ناسفة تحت مقاعد السيدات وهو المكان الذي يصعب أن يصل إليه الرجال وهو ما يدل علي أن الفاعل أو الجاني امرأة مما أدي إلي تدمير الكنيسة وسقوط عشرات الضحايا والمصابين وتطاير الاشلاء داخل أرجاء الكنيسة البطرسية. شهد محيط الكنيسة البطرسية حالة من الذعر عقب التفجير من شدة الصراخ والبكاء والخوف وعلي الفور تجمع أهالي المنطقة مكان الحادث لمعرفة ما حدث. هرعت سيارات الإسعاف إلي موقع الحادث ونقلت الضحايا والمصابين إلي مستشفيات الدمرداش ودار الشفاء والزهراء الجامعي.. كما هرعت سيارات المطافئ تحسبا لأي طوارئ. توجهت القيادات الأمنية والمسئولون إلي موقع الحادث وتم فرض كردونات أمنية في محيط الكنيسة وقام خبراء المفرقعات بتمشيط المكان والعمارا السكنية المجاورة تحسبا لأي طوارئ وتم إغلاق شارع رمسيس وعمل تحويلات مرورية للشوارع الجانبية منعا لزحام السيارات. ومع مرور الوقت توافد المصريون بمختلف طوائفهم مسلمين ومسيحيين إلي محيط البطرسية للتنديد بالحادث الغشيم. نظم الأقباط في محيط الكنيسة البطرسية وقفة بالشموع حدادا علي أرواح الشهداء.. وقاموا بالصلاة بالشارع خاصة بعد أبواب الكنيسة. هزت الهتافات أرجاء شارع رمسيس أمام الكنيسة البطرسية.. حيث رددوا "يا رب.. يا رب" و"إيد واحدة" و"القصاص.. القصاص" و"نموت وتحيا مصر".
