تحتفل مصر غدا مع بقية بلاد المسلمين بذكري المولد النبوي الشريف.. وبهذه المناسبة.. ينشر "المساء الاسبوعي" هذا التقرير المبسط عن رسولنا الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.. فقد كان يعرف بحب الانصات للسماع.. ولذلك سمح لعشيرته.. بل وحثهم عليه.. كما نري في قصة السيدة عائشة مع أحد الانصار حين أوصلت له عروسة.. فسألها النبي صلي الله عليه وسلم بعد عودتها: أأهديتم الفتاه إلي بعلها؟ فأجابت عائشة: نعم فقال: بعثتم معها من تغني؟ فقالت عائشة مازحة: تغني ماذا يارسول الله؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم.. تغني: أتيناكم.. أتيناكم.. فحيونا نحييكم ولولا الحبة السمراء.. ما سمنت عذاريكم ولولا الذهب الاحمر.. ماصلت بواديكم وقال الرسول صلي الله عليه وسلم.. أو علمت ان الانصار قوم يحبون الغزل؟ وذكر الملحن والناقد والمؤرخ الفني الراحل "محمد قابيل" في "موسوعة الغناء في مصر" : - يختلف المؤرخون والكتاب حول نظرة الاسلام إلي الغناء.. فمنهم من قال إن الاسلام حرمه.. ومنهم من قال إنه يحل ممارسته في حدود.. وقد تميز الغناء في العصر الاسلامي بخلوه من المصاحبة الموسيقية واعتماده علي الغناء فقط في أسلوب ديني عميق وظهور الاداء المتصل بالدين من خلال الاذان للصلاة وتلاوة القرآن الكريم وأناشيد الصلاة والعيد.. وغناء المديح والسيرة النبوية. فالاسلام لم يحرم الغناء.. بدليل ان الرسول صلي الله عليه وسلم أهدي "سيرين" الجارية المصرية التي أهداها المقوقس ملك القبط إليه مع شقيقتها "مارية" وكانت مغنية.. أهداها إلي "حسان بن ثابت" فهو لم يعترض ولم يكره عمل سيرين في الغناء. وبمرور الايام احتل الغناء مكانا رفيعا في مجالس العرب إلي جانب الشعر والادب.. وعندما انتقلت الخلافة إلي الأمويين بعد مقتل آخر الخلفاء الراشدين "علي بن أبي طالب" ازدهر الغناء.. وكان من أبرز ملامح الحياة حتي في مكة والمدينة.. وكثر الشعراء في العراق والحجاز وما بين النهرين ودمشق.. وأصبح للغناء شأن رفيع في المجتمع.. وفي تصور الخلفاء بصفة خاصة.. حتي أن أحد الخلفاء وهو الوليد بن اليزيد كان شاعرا وملحن ومؤلفاً موسيقيا.. وظهر علماء وضعوا أسساً لمنهج ما يمكن ان نسميه بالمدرسة الموسيقية العربية. وسارت الموسيقي في نهضتها برعاية الخليفة رغم سريان روح التزمت في بعض الاوساط الفقهية.. ولما اعتلي "عبدالملك بن مروان" عرش الخلافة استمر إزدهار الموسيقي.. فقد كان هو أيضا شاعرا وملحنا ومن أنصار الموسيقي علميا وفكريا.. وكذلك فإن الخليفة "سليمان بن عبدالملك" كان محبا للغناء وأجزل العطاء للمغنين والموسيقيين.. وكان حب الخليفة "عمر بن عبدالعزيز" للموسيقي حبا صوفيا.