لعل نجاح النجمين الكبيرين محمود شيكابالا ووليد سليمان في قيادة كل من زمالك الأحلام والنادي الأهلي في تحقيق فوزين غاليين عندما اكتسح المارد الأبيض المقاولون العرب بثلاثية ملعوبة نظيفة والمارد الأحمر فريق النصر للتعدين بنفس النتيجة يؤكد من جديد أن نتائج المباريات وما تشهده من مواقف صعبة لا يحسم إلا بالنجوم أصحاب المهارات الخاصة مثل الساحر شيكا الملقب بالآباتشي والحاوي وليد سليمان فكلاهما صنع هدفاً وسجل الثالث ليختتم به سيرك أهداف الزمالك في المقاولون والأهلي في النصر للتعدين بعد أن قدم كل من الآباتشي الساحر شيكا والحاوي وليد فاصلاً من اللمحات الفنية الممتعة وسخر مهاراته الفذة في خدمة الأداء الواعي لفريقه وكونهما من فصيلة اللاعبين الموهوبين النادرة نجد أن شيكا بروح المايسترو وإيجابية المهاجم استطاع أن يقود نجوم زمالك الأحلام ببراعة لعزف سيمفونية كروية حملت في مضمونها كل فنون الساحرة المستديرة ومنحت عشاق المارد الأبيض مظاهر التشويق والمتعة والإثارة وأسعدتهم وهم يتابعون هذا الأداء للزمالك.. جمال هذا العرض الرائع نجاح لاعبيه في ترجمته لأهداف تهز شباك المقاولون العرب وتنتزع منه ثلاث نقاط غالية ليبعث المارد الأبيض برسالة قوية وواقعية مع مديره الفني الجديد محمد صلاح ابن الزمالك المخلص الكفء بأنه أصبح جاهزاً للمنافسة علي درع الدوري الغالي هذا الموسم واستعادته من النادي الأهلي والذي توج به في الموسم الماضي.. وتلك الرسالة التي تؤكد عودة الزمالك لمستواه الغالي وخطورته وإيجابيته وقدرته علي المنافسة علي القمة ليس بسبب فقط فوزه علي المقاولون ولكن تلك الرسالة تستند للمستوي الرفيع والعرض الكروي القوي والذي ظهر فيه بشخصيته الحقيقية مترابطاً في خطوطه وسريعاً في أدائه طبعاً ومتميزاً في لياقته البدنية وإيجابياً في انطلاقاته واختراقاته لمرمي المنافس ومتسلحاً بالروح القتالية الغالية وإرادة الفوز.. وهو ما حرص المستشار مرتضي منصور الرئيس التاريخي للزمالك علي توصيله للاعبيه بأن النجاح لن يتحقق إلا إذا توافرت له الإرادة القوية للوصول بجانب تجديده الثقة في لاعبيه وقدرته علي صنع الفارق في أي مباراة وفي مقدمتهم الساحر شيكابالا.. وفي المقابل كان لنزول وليد سليمان حاوي الأهلي والمنتخب الوطني مفعول السحر في قيادة فريقه لحسم مواجهته في أسوان أمام النصر للتعدين ليسجل الأهلي الثلاثية الثانية توالياً بعد تفوقه علي الطلائع بنفس النتيجة وفي الشوط الثاني أيضاً ولكن ليس مهماً لدي الفرق الكبيرة أن يتأخر الفوز أو تتأجل عملية التهديف للشوط الثاني فإن حماسة المنافس والتزامه بخطة دفاعية محكمة قد تتسبب في هذا الموقف ولكن مع انخفاض معدل اللياقة البدنية في الشوط الثاني ووقوع الأخطاء نتيجة الضغط المتواصل عندئذ تنجح الفرق في فض الاشتباك وتحقيق الفوز ولعلنا نتفق أن النادي الأهلي بشكل عام يتمتع بالاستقرار الفني نجومه بما يضمه الفريق من مواهب عديدة تضمن له الحد الأدني في تقديم العروض والمستوي الذي يليق بحامل اللقب.. وهو في لقاء التعدين أجاد وتألق في الثاني من حيث الأداء الخططي وسرعة بناء الهجمة والتحركات الجماعية في الأمام والتي تضمن له الكثافة العددية في المنطقة الخطرة للمنافس.. ولكن رغم تأخره في التهديف أمام الطلائع حتي الشوط الثاني ولكنه قدم عرضاً قوياً وممتعاً علي مدي شوطي المباراة تميز بالحماسة الشديدة والسرعة الفائقة وفجأة عاد وتراجع الأداء أمام النصر للتعدين وعموماً لا أحد يختلف أن الأهلي يمتلك هذا الموسم فريقاً كاملاً في كل مراكزه وبالتالي فإن تربعه علي القمة منفرداً أمر طبيعي حتي يستكمل زمالك الأحلام مبارياته المؤجلة ليبدأ القطبان العريقان صراعهما المثير والمشوق والممتع علي الفوز بدرع الدوري.. وهذا الصراع يمثل كلمة السر دوماً في نهضة الكرة المصرية وقوة منتخبها الوطني وبوابته لتحقيق إنجازاته الدولية.