* يسأل سعيد.ع من القاهرة: تزوجت زميلتي في العمل سراً ولكن علي يد مأذون. وبعد مرور عامين علم أهل زوجتي بأمر زواجنا فأجبروني علي الطلاق. علماً بأنني قد أكرهت علي هذا الطلاق. كما أن زوجتي لم تطلبه.. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: ذهب جمهور الفقهاء إلي عدم وقوع طلاق المكروه. وروي ذلك عن عمر وعلي وابن عمر وابن عباس وابن الزبير وجابر بن سمرة وبه قال عبدالله بن عبيد بن عمير وعكرمة والحسن وجابر بن زيد وشريح وعطاء وطاووس وعمر بن عبد العزيز وابن عون وأيوب السخستاني ومالك والأوزاعي والشافعي وإسحاق وأبو ثور وأبو عبيد لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". وأخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس قوله: "طلاق السكران والمستكره غير جائز". وحديث عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "لا طلاق في إغلاق" قال أبو عبيد والقتيبي معناه في إكراه. وقال أبو بكر: سألت ابن دريد النحوي فقال يريد الاكراه. لأن إذا أكره انغلق عليه رأيه. وقالوا إن طلاق المكره هو قول حمل عليه صاحبه بغير حق فلم يثبت له حكم ككلمة الكفر إذا أكره عليها أحد. هذا في الإكراه بغير حق أما لو أكره بحق نحو إكراه الحاكم المولي علي الطلاق بعد التربص إذا لم يف بواجباته. ويدخل فيه أيضاً الزوج الذي يسيء عشرة زوجته إساءة يتحقق بها الضرر وتستحيل معها العشرة ويأبي الخلع أو الطلاق فإن أكرهه الحاكم علي الطلاق وقع لدفع الضرر عن الزوجة ولحديث "لا ضرر ولا ضرار". وبهذا فإذا أجبر المرء علي تطليق زوجته بغير حق فلا يقع طلاقه شرعاً. وجاز له الرجوع إلي القضاء. * تسأل سلوي. أ من الإسكندرية: أنا فتاة في مرحلة الشباب أفكر كثيراً في نفسي ولكن غالباً ما يغلبني البكاء علي ما فرطت من الصلاة والطاعة لله.. فماذا أفعل؟ * يجيب: من الطبيعي في مثل هذه السن أن يفكر المرء مع نفسه كثيراً وأن ترد إليه الكثير من الأفكار وربما يبكي أحياناً ويعاتب نفسه أحياناً أخري. فالذهن الإنساني كإناء لا يكون فارغاً أبداً. فإذا لم يكن لدي المرء ما يشغله تواردت إلي ذهنه الأفكار والخواطر. وإذا شغل نفسه بعمل صالح فإن كل الهواجس والأفكار غالباً ما تهجره سريعاً لأن "المشغول لا يشغل". لهذا يجب عليك أيتها الأخت السائلة أن تشغلي نفسك بما هو مفيد حتي لا تأتيك مثل هذه الأفكار التي تلح عليك. ولكي أن تشغلي نفسك بقراءة القرآن وأن تعلمي نفسك في هذه السن ما سوف تحتاجين إليه في المستقبل. وأن تحافظي علي الصلاة في أوقاتها وأن تختلطي بالأهل والأقارب وبالحديث معهم. فإذا فعلت ذلك فإن الله تعالي يصرف عنك العلل والبكاء وعضال الداء.