المسئولون في القطاعات صنفان منهم من يعتمد علي الإعلام. ويفضل الظهور في الوسائل المرئية والمقروءة لسرد بطولاته العنترية. ويحول الأوهام إلي حقائق ويساند أعوانه بقدر ما يحقق له الاستقرار ولهم البقاء في أماكنهم ويقنع الرأي العام علي أنهم أبطال جاءوا من عالم آخر ليحققوا مطالب المواطنين. هؤلاء المسئولون يعتقدون أن هذا الظهور هو الوسيلة الوحيدة التي تجعل الأجهزة الرقابية تغفل عن أخطائهم والحقيقة أنهم يجرون القطاعات التي يرأسونها إلي الهاوية رغم أنهم يحصلون علي آلاف الجنيهات دون أن يقدموا أي عمل يذكر. أو فكر جديد يخدم المصلحة العامة. الواحد منهم يؤكد في كل تصريحاته أنه أنجز وطور دون أن يكون هناك عمل ملموس أو حقيقي انعكس علي المواطن من جراء هذا التطوير المزعوم وقد يوهم الناس بأن خططه سوف تؤتي ثمارها في عام 2020 أو عام 2025 حتي لا يفاجأ بمن يطلب منه كشف حساب بالإنجازات التي حققها خلال عام أو عامين من توليه المسئولية ويظل تحت هذا البند جالساً علي مقعده. وعندما يتعرض للهجوم لوجود انحراف في موقعه تجده أكثر الغاضبين علي الإعلام الذي كان يستعين به من قبل في إظهار مواهبه. أما الصنف الثاني من المسئولين الذين ينطبق عليهم لقب "الجندي المجهول" فتجدهم يعملون في صمت ويتلاحمون مع الرأي العام ويعايشون الناس في مشاكلهم وهمومهم ابتغاء مرضاة الله ومراعاة الضمير الحي. ورغم ذلك فإنهم لا يبتعدون عن وسائل الإعلام لكنهم لا يسعون إليها. ويرحبون بالنقد البناء من أجل إصلاح الشيء الذي تم التنويه عنه في الصحف أو التليفزيون. هذا المسئول تجده أكثر الناس نجاحاً والتزاماً. وأفضلهم خبرة لأنه يجعل من النقد إنجازاً ويلمس الرأي العام إنجازاته في مدة وجيزة جداً. أما المسئول الذي يغضب من النقد البناء فإنه فاشل بكل المقاييس ولا يريد أن يكشف فشله أحد كما أنه عاجز عن إصلاح فشله ومن هنا سيبدأ في مواجهة من ينتقده بالعنف ويكره أن يقابله. علي كل حال إننا نحتاج إلي مسئول جريء يعترف بالأخطاء التي وقع فيها ويعزم علي إصلاح هذه الأخطاء بدلاً من المكابرة والتعالي ومن هنا يكتب نجاحه مع المواطنين والمسئولين.