لي تجربة مهنية كبيرة وعميقة مع كأس العالم للأندية لكرة القدم تجربة استفدت منها مهنيا. مثلما استفاد مانويل جوزيه المدير الفني الأسبق للأهلي. والذي قاد فريقه في ثلاث نسخ متتالية. كنت حاضراً فيها جميعا باليابان. بالاضافة إلي نسخة أخري في أبوظبي. لم يشارك فيها أي ناد مصري. وكان النجم الساحلي هو ممثل افريقيا في البطولة العالمية.. وملخص التجربة أن مثل هذه البطولات الكبري لا ينفع فيها "فتحة الصدر" لانها بطولة الأحلام الكبيرة للجميع. في مدة قصيرة.. وبمعني آخر أنها تحتاج خطة عميقة. باعتراف مانويل جوزية. المدرب الكبير. الذي اكتشف انه ليس كبيراً في النسخة الأولي التي شارك فيها الأهلي عام 2006. واحتل المركز الأخير وباعترافه أيضا. قال جوزيه. انه لم يوجه اللاعبين التوجيه الصحيح في أول مباراة. امام اتحاد جدة. فخسرها. وانهار الفريق بعدها بشدة.. رغم أن فريق الأهلي كان يضم نخبة من أعظم نجوم مصر في هذه البطولة.. ولكن غلبت عليهم ثقتهم في أنفسهم. بأنهم جيل فولاذي. وابتعدت أبصارهم للمباراة النهائية.. فلم يحسبوا خطواتهم جيدا. فكانت العقدة من أول مواجهة. أستعيد هذه الذكريات. التي مضي عليها عشر سنوات كاملة. عشية اللقاء المرتقب عصر اليوم للزمالك أمام صن داونز. بطل جنوب افريقيا في ذهاب نهائي البطولة الافريقية. التي ستقدم بعد 180 دقيقة علي "مباراتين" سيكون ممثلاً للقارة السمراء في مونديال الأندية باليابان. بعد أقل من شهرين. فالزمالك غائب عن النهائيات الافريقية منذ 14 عاماً. بمعني أن الجيل الحالي الذي يمثل الفريق كان من الناشئين الصغار. عندما لعب الزمالك في هذا النهائي.. والنهائي ليس كباقي ادوار البطولة. من مواجهات أخف كثيراً. والفرصة دائما تبقي موجودة. بدليل أن الزمالك خسر في الدور قبل النهائي 2/5 امام الوداد البيضاوي. لكنه تأهل إلي النهائي. لسابق فوزه 4/0 أي أن مباراة الدور قبل النهائي شهدتا 11 هدفاً من الفريقين. وهذا شئ نادر جداً في كرة القدم.. وشبه مستحيل في نهائي أي بطولة.. لذلك فإن كل لاعبي الزمالك وجهازه وجماهيره معينين بنتيجة تجربة جوزيه مع الأهلي. وهي أن "فتحة الصدر" والشجاعة الزائدة لا تنفع أبداً. ولابد من الحكمة. واحترام المنافس. لأبعد درجة. خاصة عندما يلعب بين جماهيره. حتي لا يكون الندم شديداً. والتعويض في مباراة برج العرب صعباً. ورغم عدم معرفتي الكافية بالمدرب مؤمن سليمان. إلا أنني رصدت. تواضعه الواضح. وقدرته علي قراءة موقف فريقه. والفريق المنافس. وهذه ميزة كبيرة لأي مدرب.. لذلك أتوقع منه أن يتحاشي "العنترية" في مواجهة اليوم امام صن داونز وأن يدير المباراة بحرفية وثبات لمنع التهديف في الشباك البيضاء. واللعب بتأمين دفاعي وتضيق للمساحات في نصف ملعب الزمالك من البداية وحتي منتصف الشوط الثاني. مع مناوشات هجومية محدودة. قد تصيب احداها هدفاً. يكون هو عنوان البطولة الأفريقية. وتأشيرة الذهاب إلي اليابان.. وبالتأكيد ايضاً أن مؤمن سليمان يدرك أنه قد سبق للفريق الجنوب افريقي ان فاز علي الزمالك. ذهاباً واياباً في دوري المجموعات.. وهذه نتيجة تجعل الزمالك يخاف ان يطلع له العفريت مرة ثالثة في مباراة اليوم. وأيضا هي نتيجة. قد تنقلب بسحرها علي اصحابها. اذا مسهم الغرور والثقة الزائدة. مثل مدربهم ماسيموني. الذي مسه الغرور بالفعل. ويبقي أن أكرر بألا يطمع الزمالك في مباراة اليوم. وان يكون هدفه هو حماية شباكه حتي النهاية. وأن يؤجل "الطمع" إلي النصف الثاني من النهائي. يوم 23 اكتوبر في برج العرب. وستكون مصر كلها مع الفريق في مهمته الكبيرة. حتي يحقق اللقب. ويطرق بوابة اليابان. للمرة الخامسة بأسم الأندية المصرية.