بمجرد أن يتولي مسئول مسئوليته في موقع ما. نجده وفورا أول شيء يقوم به هو عزل مساعديه وتغيير قياداته لرفع معارفه وأصدقائه. أو من يراهم أهل خبرة وثقة لأن السابقين لم يؤدوا بشكل جيد. هذا أمر مقبول وإن كان لنا عليه تحفظ شديد. لكنه ليس مجال حديثنا الآن لأن الأداء الصحيح ليس فقط بتغير الوجوه والأسماء خاصة لو كان الاختيار بلا معايير أو خبرات. مجال حديثي فئة أخري خطيرة للغاية تظهر في دهاليز المؤسسات والوزارات وهي صبيان المسئول. والصبي هو المساعد المقرب الذي يقوم بأعمال محددة بأمر محدد من رئيسه ومن هنا يستمد قوته وسطوته. وعادة صبيان المسئول متوصي عليهم يحصلون علي مرتبات عالية وعادة مؤهلاتهم لا تواكب عملهم أو ترقياتهم يرسمون الصرامة علي الوجوه لا يتحدثون مع أحد لا تواصل مع أحد إلا المسئول ومن يحبه المسئول. يعملون وفق بوصلة محددة وأجندة محددة يطلقهم المسئول علي الناس في المؤسسة لإرهابهم والتجسس عليهم ونقل المعلومات وعادة يجندون عاملين في المؤسسة علي كل المستويات من ركاب الأمواج الذين يبحثون عن مركز أو يريدون أن يكونوا أصحاب حظوة عند المسئول. وطبيعي أن أحد الطرق بل أقصرها هو التقرب من الصبيان وتنفيذ أي شيء لإرضائهم وبالتالي إرضاء الكبير فهم فقط المسموح لهم بالدخول في أي وقت بل وكلامهم مصدق فورا ولم لا وهم الأقارب أو الموصي عليهم وأصحاب الثقة. من هنا تبدأ الكارثة للجميع الكل يخافهم لأنهم قد يصبحون من قاطعي الأرزاق ويستمدون قوتهم الخارقة من المسئول فيتصرف كل واحد منهم كالطاووس لو رأيته لتصورت أنه أكبر واحد له هيبة كاذبة باطلة. هؤلاء الصبيان كارثة رأيتها بأم رأسي علي مدي أربعين عاما وعادة هم أحد أسباب سقوط الإمبراطور إنهم قلب البطانة وأخطرها وأشرار المجتمع. أقول للمسئول: اتق الله في اختيار الصبيان والأفضل ألا يكون لك صبيان فكل من يعمل معك اجذبهم بالود والحب والعدل. أن يكونوا صبيانك سوف تحس بدفء وأكثر وأشمل ولو كان لابد من صبي حولك اختاره وهذبه. أما الصبيان فإياكم والغرور أو الإحساس أنك طاووس فأنت بقدرك قزم لبس ثوب العملاق. اتق الله في عملك واخدم الله ولا تخدم سيدك. إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء.