عجبت لهذا الزمن نقتل الكفاءات ونرفع الضعفاء ونطلق القول المأثور "القوالب نامت والانصاص قامت" فلا تجد موقعاً كان يشغله أحد العمالقة اصحاب الفكر إلا وضربت عنقه وترك موقعه وهمش دوره ليحل محله ضعيف مسلوب الفكر والقرار مرتعش لابد ان يرجع لولي النعم في اي خطوة او همسة لزوم البقاء علي الكرسي.. تخرج الكفاءات المحترمة ويحل محلها الضعفاء الانصاص لأن المسئول لا يراجعه احد يفعل ما يشاء مطلق اليد يقتل ويدفن ويرفع ويعظم نفخ المسئول من سلطته في أوردة هذا الضعيف ليستقي قوة المسئول هو المقرب. هو الصديق. هو الجهبذ. فأصبح هذا الضعيف قوياً بسلطة غيره. وفكر غيره قوته ليست في قراره أو فكره أو تطويره العمل إنما في الفصل والنقل والتشريد ومحاربة الرزق فدب الخوف بين العاملين والمرؤوسين للحفاظ علي لقمة العيش فأصبح الخوف هو سمة العمل وليس الاحترام او الحب.. نعم الخوف هو الصفة التي تحرك الناس والنتيجة انتكاسة علي المجتمع والأداء. وقتل الكفاءات لأنها لا توافق وزرع الخوف الذي يقتل الإبداع والتطوير. والتحول لفكر الفرد والرأي الواحد لأنه صادر من يملك المنح والمنع من يملك الرفع والذل. من يملك العطاء والدمار ومعظم الناس ليس لديها ترف المعارضة في ظل هذا العالم الذي تسيطر عليه المادة في كل شيء.. أجيال جديدة وجدت أسهل طريق وأفضل طريق تقبيل اليد في خنوع والتسبيح بالمدير ورئيس العمل. أسهل وأربح قلنا أهم ما في الإنسان "نفسه" فماذا سنأخذ من خيال المآتة. ماذا ننتظر من موتي أحياء. كل ما يفعله رئيس المنظومة صحيح وتعليماته وهي من السماء من يجرؤ علي المخالفة والاعتراض وان مصيره الضياع أو الاطاحة. كل أملي ان نشاهد الكفاءات الحقيقية يتم تكريمها حتي نشاهد كفاءات جديدة تخرج للمجتمع ونستفيد منها في كل المجالات.