قبل 36 ساعة من حلول عيد الأضحي المبارك شهدت شوادر بيع الأضاحي حالة من الركود بسبب غلاء الأسعار. اكتفي المواطنون بالفرجة فقط علي خروف العيد والعجول بالأسواق واتجهوا لشراء اللحوم الشعبية "فشة وكرشة وممبار وكوارع ورأس" لأن أسعارها أرخص وتفي بالغرض ووصفتها الأسر الفقيرة بأنها "أضحية الغلابة" بعد ارتفاع اسعار اللحوم الحية والمذبوحة والمستوردة. أكد التجار ان ارتفاع أسعار الأضاحي يرجع إلي ارتفاع اسعار العلف التي بلغت 3000 جنيه بدلا من 2000 جنيه العام الماضي. أوضحوا أن أسعار المواشي ترتفع في القاهرة لأنها منطقة صناعية بينما تقل الأسعار نسبيا في المناطق الزراعية والتي يتم فيها تربية المواشي.. حيث بلغ سعر كيلو الضأن 44 جنيها والبقري 42 جنيها قائم. "المساء الأسبوعية" انتقلت إلي سوق المواشي بحي السيدة زينب. ورصدت الأوضاع علي الطبيعة. حيث تراوح سعر كيلو الخروف الحي مابين 39 إلي 42 جنيها بينما تراوح سعر الكرشة والفشة 15 جنيها والكوارع 35 جنيها والممبار 25 جنيها. قال فرج حسن تاجر مواشي بالسيدة زينب: ان سعر كيلو الخروف الحي أغلي من الموسم الماضي حيث بلغ سعره 44 جنيها بدلا من 38 جنيها العام الماضي مشيرا إلي أن نسبة الاقبال ضعيفة حتي الآن ولكن من المنتظر زيادتها يوم وقفة عيد الاضحي. أكد أن ارتفاع أسعار الأضاحي بشكل عام يرجع إلي ارتفاع سعر الدولار الذي جعل أسعار العلف نار. حيث ارتفع ثمن طن العلف من 2000 إلي 3000 جنيه بالاضافة إلي أن وزاراتي الزراعة والتموين ساهما في غلاء الأسعار عن طريق بيع الأضاحي للموظفين فقط وبالتالي جعلونا فريسة للمربين الذين رفعوا الاسعار. اتفق معه في الرأي ايهاب محمد تاجر مواشي حيث قال ان سوق المواشي اصبح للفرجة فقط والركود يسيطر منذ بداية الموسم وحتي الآن. أشار إلي أن كيلو اللحوم البقري الحي يتراوح ما بين 42 و44 جنيها. أضاف قائلا "إحنا بنستورد الذرة والعلف من الخارج بسعر مرتفع فبالتالي سعرهم حيبقي غالي علينا وعلي الزبون. موضحا ان أكل الخروف في اليوم الواحد يتكلف 10 جنيهات!! قال سيد صديق "تاجر مواشي": من الطبيعي ان ترتفع الأسعار عن الأعوام السابقة بسبب التضخم وارتفاع العملة الاجنبية وغلاء الأسعار. أوضح انه يعمل في مجال تربية المواشي منذ 25 عاما وسبب ارتفاع اسعار اللحوم هو ذبح الإناث. طالب الحكومة بتشديد العقوبة علي المستثمرين والمربين الذين تسببوا في تفاقم أزمة اللحوم وارتفاع اسعارها الي هذا الحد بسبب ذبح "الإناث" وطالب بعودة مشروع البتلو وحظر ذبح الاناث. أضاف ان الحل يتلخص في استصدار منشور رسمي بمنع ذبح الاناث أو الذبح خارج السلخانة ويتم تنفيذه بكل حسم وشدة للحفاظ علي انثي الماشية وتشجيع صغار المربين علي تربية المواشي مرة وأخري ويمكننا خلال ثلاث سنوات القضاء علي أزمة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء ومن الممكن ان نقوم بتصديرها مثلما كنا نفعل من قبل مع الكويت والسعودية. قال محمود خلف تاجر عجول بالسيدة زينب ان سعر كيلو الجاموس 40 جنيها وسيصل يوم وقفة عرفات الي 45 جنيها موضحا ان الزبائن تقوم بالشراء رغم الزيادة في الأسعار قائلا الناس برضوا هتشتري حتي لو الكيلو وصل ل 200 جنيها لأن دي سنة ولله يعني المواطن ممكن يستلف عشان يشتري اضحية العيد ومعظم الناس بتشترك في الأضحية الواحدة. أوضح محمد عبدربه تاجر عجول ان الغلاء سببه استلام العجول بسعر مرتفع من المربين والفلاحين.. مشيرا إلي أن سعر كيلو اللحم البقري الحي وصل إلي 42 بدلا من 34 جنيها. اشتكي علاء السعيد "تاجر خرفان" من ضعف القدرة الشرائية لدي الزبائن الذين هجروا سوق المواشي واتجهوا الي الجزارين لشراء احتياجاتهم بسبب ارتفاع الاسعار. أكد أن الارتفاع المتزايد في أسعار العلف هو السبب الرئيسي مشيرا إلي انه يمتلك 45 رأس ماشية داخل الشادر ويتكلف يوميا 300 جنيه دشيشة وبرسيم لاطعامها. أضاف شعبان عبدالله ان السوق "نايم" هذا العام بسبب ارتفاع الاسعار في كل شيء وليس سوق المواشي فقط والمواطن علي قد حاله. قال عماد عبدالجواد وشقيقه يامن عبدالجواد انهما اعتادا علي شراء الاضحية كل عام منذ سنوات طويلة ورغم الارتفاع المستمر في الأسعار الا انهما يتشاركان في شراء عجل واصبحت عادة لا تنقطع بالاضافة الي ان بعض المواطنين الذين يحصلوا علي نصيبهم اعتادوا علي ذلك ولا يمكن منعهم من الحصول علي نصيبهم من لحوم الأضحي. رأفت ابراهيم قال ان غياب الرقابة علي الأسواق جعلنا فريسة سهلة للتجار الذين استغلوا الظروف ورفعوا اسعار الاضاحي "علي مزاجهم" لانهم متأكدون اننا سوف نشتري لانها سنة عن رسول الله "صلي الله عليه وسلم".