** سيدتي: عمري 25 عاما.. تخرجت في الجامعة وتزوجت وسافرت مع زوجي لأمريكا.. كل هذا حدث في أقل من سنة.. وهناك كانت المفاجأة اكتشفت أنني لم أعرفه جيدا.. فهو عصبي جدا.. وبذيء اللسان ووصل الأمر لمد اليد.. لم يضربني إنما سكب في وجهي كوب ماء وحمدت الله انه لم يكن شايا وأي شيء ساخن.. لم أخبر أمي بذلك فهي مريضة ولا تحتمل وابي مثل زوجي عصبي جدا ومن الممكن أن يتصرف بجنون مع والد زوجي.. فحماي هو عمي.. ولكنني كبرت ولم أر زوجي وابن عمي غير مرات قليلة فهو مسافر منذ كان طالبا بالجامعة وبمجرد تخرجه أقام هناك. أنا الآن حامل.. ولا أنكر عليك أحببته كثيرا.. ولكنني أخشي أن تتحول حياتي لبؤس وشقاء بسبب عصبيته وبذاءته.. وقد قرأت علي النت لك مشكلة منذ عام تقريبا كانت تتحدث عن البذاءة ومشكلة رجل ينهي حياته مع زوجته بعد عشرة طويلة بسبب طول لسانها.. أخاف أن أكون مثل هذا الرجل وخاصة أنني بعيدة عن وطني وأهلي.. أرجوك ساعديني. ** عزيزتي: الزوج للزوجة وطن وكذلك الزوجة لزوجها وطن.. خاصة في الغربة حين يتلخص الأهل جميعهم في فرد.. ومشكلتك ليس للغربة يد فيها وإنما في سوء الاختيار أو سرعته أو عدم البحث خلف تاريخ وتصرفات الخطيب قبل أن يتم الزواج.. وبما انك زوجته.. وبما انك ستكونين أما لطفل منه.. وبما انه ابن عمك.. لابد من محاولات اصلاح.. فعلاقة واحدة مما ذكرتهم لك.. كفيلة بأن نحاول الاصلاح.. زوجك مريض بالعصبية.. وحينما يتعصب الإنسان تظهر خصاله السيئة كلها ولدي زوجك تظهر بذاءته وكذلك بداية لطول اليد.. ونحن وكما أمرنا إسلامنا وعلمنا.. نمر بكل محاولات الاصلاح وننتهي بحكم من أهلها وحكم من أهله.. وفي حالتكم أفضل ألا يكون والدك وعمك بل غيرهما كجد أو أعمام والدك.. المهم ألا يكونا ممن يمتلكون نفس صفات الزوج من العصبية. والبداية عندك.. دائما يكون العام الأول عاما للمشاكل المتكررة بين الزوجين وهذا من الأشياء الطبيعية فأنتما من بيئتين مختلفتين رغم القرابة بينكم.. وثقافة مختلفة.. ولم تلتقيا بشكل متصل منذ سنوات.. وبالطبع سيكون هناك وقت تحتاجانه حتي تعتادا علي بعضكما.. والغربة تتكفل بهذا في الأوضاع العادية.. الغربة تقرب بين الزوجين وتصهرهما كيانا واحدا.. المهم أن نتعلم ثقافة التسامح والرغبة في التغيير وعدم الملل سريعا فأنتما زوجان وعليكما بتأسيس حياة لكما ولأطفالكما.. لذا.. عليك بالبحث أولا عن أسباب المرات التي أثارت غضب زوجك وعصبيته والتفكير فيها وربما وجدت انه محق في غضبه وليس عصبيته بالتأكيد.. نظرا لتصرفاتك أولا ربما تثيرين أعصابه بشدة فينفلت منه زمام نفسه غاضبا كما يفعل.. ودعي الحكم لأحد أهل الثقة من أهلك.. فعيوننا لا تلتقط اخطاءنا.. ولو كانت كل المرات لست مسئولة عنها.. فتخيري لحظة يكون هادئا ولطيفا وأخبريه بأنه يجرحك ويخيفك بتصرفاته وهو غاضب... وأنك تخشين علي حياتكما وعلي طفلكما وانك تحبينه وتتمنين الحياة معه ولكنك لا ترغبين في قسوته ولا الفاظه الخارجة لك.. وأحرصي ألا تتهميه بالبذاءة.. أي لا تستخدمي ألفاظا بذيئة لتعبري له عن بذاءته فتدمرين ما ترغبينه وتحولين اللحظة لمعركة جديدة.. وإذا استحالت المحاولة أعرضي عليه أن تذهبا معا لطبيب صحة نفسية أو معالج سلوكي ومستشار أسري وإن رفض فعليك بالحكم من أسرتك وأسرته.. فقط تأكدي انك لست مخطئة ولست مثيرة للمشاكل.. وتذكري انك نقطة الارتكاز لنجاح العلاقة الزوجية.. وفقك الله.