المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجمة "هدف عسكري" شمال إسرائيل بالطيران المسير    تشكيل مانشستر يونايتد المتوقع أمام برينتفورد    اليوم.. بايرن ميونخ يواجه شتوتجارت لاستعادة الانتصارات    على مدار يومين.. الصحة تطلق اليوم 10 قوافل طبية بالمحافظات    كوريا الشمالية: عثرنا على حطام مُسيرة عسكرية كورية جنوبية    حزب الله يُعلن استهداف جنود ومواقع إسرائيلية    غداً.. انطلاق الأسبوع التوظيفي ل جامعة عين شمس    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 19 أكتوبر 2024    اليوم.. محاكمة إسلام بحيري لاتهامه بصرف شيك دون رصيد    مشهد صادم للجمهور.. اختراق هاتف إعلامي مصري على الهواء مباشرة (تفاصيل)    الشيخ أحمد كريمة يوجه رسالة لمطرب المهرجانات عمر كمال    عباس شراقي يكشف أسباب الزلازل المتكررة في إثيوبيا    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف سالي فؤاد.. طريقة عمل سلطة الفاصوليا الخضراء    أسعار الذهب في مصر تقفز لأعلى مستوى منذ فبراير    أسعار الحديد اليوم السبت 19 أكتوبر 2024 في مصر.. طن «عز» يسجل 42 ألف جنيه    ملف يلا كورة.. الأهلي إلى نهائي إفريقيا لليد.. استعدادات أندية السوبر.. ومجموعة قوية لسيدات مسار    إجازة 10 أيام.. مواعيد العطلات الرسمية في شهر نوفمبر 2024 للموظفين والبنوك والمدارس    6 سنوات عمل سياسي| «التنسيقية».. استراتيجية جديدة للانتشار والتفاعل وزيادة الكوادر    في أول مشروع لمراكز الادخار المحلية.. نجحت «ميت غمر» وفشلت روسيا وأمريكا!    تفاصيل مقترح قانون جديد لمكافحة المراهنات    من غير زعل .. أبرز نقاط القوة والضعف والتميز في كل الأبراج    المخرج عمرو سلامة لمتسابقة «كاستنج»: مبسوط بكِ    رئيس شعبة البيض: البيع بالمزرعة يتم حسب الوزن.. ونطالب بوضع معادلة سعرية    ما هو مكر الله؟.. الإفتاء تحذر من وصفه تعالى به وتوضح 7 حقائق    ترامب يعلق على اغتيال السنوار.. ماذا قال عن «بيبي»؟    وزير الخارجية: رغبة شديدة من الشركات التركية في ضخ مزيد من الاستثمار بمصر    لا داعي للأدوية.. وصفات طبيعية كالسحر تخلصك من الإمساك في 30 دقيقة    تجمع «بريكس» يدعم إنشاء تحالف للطاقة النووية    الاستعلام عن صحة شخص سقط من قطار بالبدرشين    شباب السوالم يفوز على الرجاء بهدفين في الدوري المغربي    التقديم في سند محمد بن سلمان بالسعودية 1446    بسبب الأجرة.. ضبط سائق تاكسي استولى على هاتف سيدة في القاهرة (تفاصيل)    «مينفعش الكلام اللي قولته».. إبراهيم سعيد يهاجم خالد الغندور بسبب إمام عاشور    أحمد سليمان: طريق الأهلي أفضل.. ولكننا نحب التحديات    بلومبيرج: توقعات بارتفاع ناتج حصاد الكاكاو في كوت ديفوار بنسبة 10%    ننشر تعريفة الركوب الجديدة لسيارات السرفيس بمدينة الشيخ زايد    إسكان النواب تكشف موعد إصدار قانون البناء الموحد الجديد    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت 19 - 10 - 2024    ستاندرد آند بورز تعلن أسباب الإبقاء على نظرة مستقبلية إيجابية لمصر    موسكو: خسائر القوات الأوكرانية على محور كورسك تبلغ 505 عسكريين خلال 24 ساعة    تامر عاشور ومدحت صالح.. تفاصيل الليلة الثامنة من فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية    حضور كبير في حفل تامر عاشور بمهرجان الموسيقى العربية.. كامل العدد    الصور الأولى من حفل خطوبة منة عدلي القيعي    عودة قوية ل آسر ياسين في السينما بعد شماريخ    منتج عمر أفندى يكشف حقيقة وجود جزء ثان من المسلسل    عمرو أديب عن واقعة الكلب على قمة الهرم: نازل كإنه بيتحرك في حقل برسيم    دورتموند يعود لطريق الانتصارات بفوز على سانت باولي في الدوري    رسميا، السعودية تستضيف كأس السوبر الإسباني للمرة الخامسة    أفضل 7 أدعية قبل النوم.. تغفر ذنوبك وتحميك من كل شر    وزير الخارجية التركي يعزي حركة حماس في استشهاد السنوار    وزير الخارجية اللبناني: استمرار إسرائيل في سياسة المجارز سيؤدي إلى مزيد من التطرف    ليلة لا تُنسى.. ياسين التهامي يقدم وصلة إنشادية مبهرة في مولد السيد البدوي -فيديو وصور    اللواء نصر موسى يحكي تفاصيل ساعة الصفر في حرب أكتوبر    رهاب الطيران..6 طرق للتغلب عليها    أشرف عبد الغني: الرؤية العبقرية للرئيس السيسي حاضرة وقوية وتدرك المتغيرات    تطابق ال«DNA» لجثة مجهول مع شقيقه بعد 30 يومًا من العثور عليها بالتبين    ماذا نصنع إذا عميت أبصاركم؟.. خطيب الجامع الأزهر: تحريم الخمر ثابت في القرآن والسنة    عالم أزهري: الإسلام تصدى لظاهرة التنمر في الكتاب والسنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالحليم قنديل صاحب الكارت الأحمر للرئيس: 25 يناير نموذج جديد للثورات في تاريخ العالم
نشر في المساء يوم 20 - 08 - 2011

كارت أحمر للرئيس.. الأيام الأخيرة.. الرئيس البديل.. ضد الرئيس.. هذه أهم مؤلفات وكتب ضيفنا اليوم في الفترة من عام 2005 حتي ..2010 حمل علي عاتقه واجبا مقدسا وهو "إنهاء عصر العائلة الحاكمة في مصر".. أول من رفع صراحة شعار "لا للتوريث" ورفع سقف النقد ودعا إلي العصيان السلمي وإنهاء حكم عائلة مبارك.
انه الكاتب الصحفي والمفكر د. عبدالحليم قنديل أول متحدث رسمي باسم حركة "كفاية" التي كان لها دور مهم في التغيير وثورة 25 يناير.
تحقيق الهدف
* في البداية.. هل أنت سعيد اليوم بعد أن تحقق هدفك بإنهاء عصر العائلة الحاكمة في مصر ونهاية حكم مبارك.. وهل كنت واثقا من قيام الثورة وإمكانية تحقيق هذا الهدف؟!
** للأمانة كنت واثقا من تحقيق الهدف.. ظللت عشر سنوات أحاول تكسير ما يسمي بالخطوط الحمراء التي تتعلق بنقد الحكام ونقد حسني مبارك.. كانت مهمتي التبشير بالثورة المصرية في الوقت الذي كان يحاول فيه الآخر تكسير الهمة والادعاء بأنه لا إمكانية لأن تقوم ثورة في مصر وكان يقول إن ما يحدث هو مجرد غضب.. وأنا كنت أري أن هناك غضبا يكفي لصنع ألف ثورة.. كنت أري أن هناك آبار غضب جوفي تحتاج إلي كتلة حرجة تزيل الغطاء عن هذه الآبار وساعتها سينطلق الغضب من الآبار بالملايين.
وكنت أقدر الكتلة الحرجة بحوالي مائة ألف متظاهر وهؤلاء هم وقود الثورة والقوة الكافية لازاحة الغطاء عن آبار الغضب وهذا ما حدث في 25 يناير.. الكتلة الحرجة تحركت والخطأ الأمني الخلقي ظهر فحدثت الثورة.. وهذا الخطأ الأمني الخلقي بالمناسبة لا يمكن تجنبه لانك لا تستطيع أن تربي وحشا ثم تمنعه من نهش الناس.. الخطأ الأمني الخلقي بدأ في 25 يناير في السويس والقاهرة ووصل ذروته في جمعة الغضب فاكتملت القوة ونزحت الملايين بلا نازح إلي الشارع.. لم يكن باستطاعة أي قوة سد الغضب.. الدراما المليونية.. المسلسل الانتقالي.. وجاء دور صديق الثورة المجلس العسكري لينضم إلي لصيق الثورة جمهورها.. شبابها جمهورها الذي شارك فيها إما بصورة عمدية أو بتلقائية.. هذا اللصيق أثبت مقدرته علي التجمع مجددا لحماية الثورة في جمع متعددة أو 8 أبريل و8 يوليو و29 يوليو وغيرها.
كل جمعة تراه يظهر في إطار محدد.. ضغط اللصيق علي الصديق.. ضغط الأصيل علي الوكيل.. الشعب هو الأصيل.. والمجلس الأعلي هو الوكيل وقد تم صياغة هذا.. عقد الوكالة في صورة قانونية في البيان رقم 2 للمجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي اعترف بأن ما جري ثورة وانه يحكم باسم الشرعية الثورية هذا ما حدث دراما هائلة بلا قيادة.. الكتلة الحرجة.. التدفق التلقائي.. أشبه بأعاصير الطبيعة منها إلي الحركات الاجتماعية.
* دعني أتوقف هنا لحظة.. البعض يعيب علي ثورة 25 يناير بأنها بلا قيادة وهذا من نقاط ضعفها في رأيهم؟
** أرجو فقط أن أتوقف عند كلمة البعض يعيب.. يا سيدي نحن لا نشتري الثورة من السوبر ماركت.. ثورتنا ولدت هكذا.. من الخطأ القياس علي غيرها من الثورات.. نحن نتظاهر.. كائنات تجارب في معمل تاريخ.. ثورتنا من طراز جديد.. موديل.. نموذج جديد للثورات في تاريخ العالم.. جزء من عمليات التجارب.. آثارها تمتد إلي كل الأوضاع في المنطقة العربية.. نموذج للثورات وأكثر سلاماً وأماناً للانتقال إلي نظام سياسي آخر.. مثال للثورات العربية.. الثورة الأم مما يؤكد أنها نموذج من نوع مختلف.. ثورة هائلة في ظل تقدم وسائل الاتصال.. انظر إلي ما حدث ويحدث في بريطانيا.. إنه بإلهام من الثورة المصرية التي أصبحت قائداً ميدانياً.. إذن عدم وجود قيادة للثورة هو سمة وميزة.
* ولكن يبقي السؤال "رايحين فين"؟!
** هناك علامات طرق.. أنت كنت في منطقة "موات" وتنتقل الآن إلي مرحل خطر.. وأن تعيش في خطر أفضل من الموت.. اليوم لديك قطاع بالملايين يعيش في قلق علي مصير البلاد وهذا انجاز جوهري لم يكن موجوداً من قبل.. هذا يعني أنه لا عودة للخلف لا شيء سوف يعود للخلف لا أقول ذلك من منطق التفاؤل والتشاؤم فأنا لا أؤمن بهما بل من منطق الثقة بأن الثورة سوف تنتصر.. نحن الآن في منطقة ضبابية سوف يشقها شعاع الثورة في النهاية.. البعض يعتقد أن الثورة المصرية "وان شوط" من 25 يناير إلي 11 فبراير وأنا أقول له لا.. إنها ثورة من أشواط كثيرة حدث بعضها وسيحدث البعض الآخر اليوم وغداً.
الغضب متعدد الموارد.. لم يكن الغضب من الاستبداد السياسي فقط.. لا.. هناك انحطاط تاريخي لم يحدث من قبل.. مصر في عام 1973 كانت رأساً برأس مع كوريا الجنوبية سواء في معدل التنمية أو التكنولوجية.. اليوم مصر أصبحت ذيلاً بذيل مع بوركينا فاسو.. مهمتنا اليوم إعاد إنشاء بلد بكامله.. نعم.. المشهد اليوم مختلط متقيح.. فقر.. بطالة.. بلطجة رسمية وشعبية.. إحساس بالمهانة طوال السنوات الماضية أوجاع اجتماعية وسياسية واقتصادية وتاريخية.
مصر تم تجريفها زراعياً وصناعياً.. النظام بها كان معلقاً علي عصا أمنية وكان مكونا من عائلة حاكمة.. وطبقة مليارديرات من أصحاب المال الحرام.. لا قواعد اجتماعية أو سياسية.. فقط عصا أمنية.. هذا النظام كان ميتاً إكلينيكياً وأشبه بحالة النبي سليمان الذي ظل الجن خادماً له ولم يعرف أنه مات إلا عندما أكلت دابر الأرض منسأته.. هكذا كنت أري صورة هذا النظام الذي كان يبدو للبعض مخيفاً جداً.. أنا كنت أراه ضعيفاً جداً.. مات سياسياً وما تأخر هو إعلان موته.. هذا النظام كف عن أن يكون قادراً علي الاشباع أنه يطلب الاذعان ويتصرف مثل الجراد عندما يقوم بالتجريف.. هكذا فعل النظام تجريف للسياسة والزراعة والصناعة.
المنظر العام كان يوحي بأن لم تعد هناك مقدرة للمجتمع أن يثور بالطرق التي كان متعارفاً عليها من قبل.. السطح كان يوحي بالهدوء ولكن العمق كان يغلي والبعض كان عاجزاً عن أن يري ما يجري في العمق.. في انتخابات 2010 ظهرت في مناظرة علي قناة الجزيرة قلت فيها "لا يخدعنكم وجد مصر الراكد الهادئ مثل هدوء النيل.. انتظروا لحظة داهسة بأقدام الفيل وقد اقتربت هذه اللحظة".. لم أقل ذلك من فراغ كنت أسمع أصوات ارتطام لحطام صحون تتسكر في§ المطبخ.. الواجهات أنيقة نعم.. الفنادق.. الأمن مستتب.. ولكن الثورة قادمة.
هذه الثورة التي ولدت بلا قيادة وهذا ليس عيباً كما قلت بل سمة.. إلي أي مدي ستؤثر.. دعونا نري وننتظر.. ستجري الانتخابات وسيفوز من يفوز بعضوية البرلمان والرئاسة.. هل يعني ذلك نهاية الفوران الثوري أو عدم إمكانية تجدد الثورة.. أبداً هناك قوي نشأت اسمها قوة الشارع أكبر من قوة الهيئات التمثيلية.. وقوة الشارع هذه ستظل تنازع قوي السلطة التي ستجيء بشكل نزيه أكثر مما كان من حيث الإجراءات وهذا ما أثق فيه.. نعم أنا أعرف أن الإرادة الذاهبة للتصويت قد تؤثر عليها عوامل متعددة بلطجة.. أموال.. دعاية مضللة.. ولكن أنا ضامن نزاهة الإجراءات إلا أنه سيظل النزاع قائماً إلي أن تتطابق إرادة الشارع مع الهيئات.. المسألة ليست نهايتها إجراء الانتخابات.. يجب أن يكتمل المعني بالاختيار الأساسي السليم للخط الاقتصادي والسياسي.
* من سيفوز في اعتقادك؟!
** نحن الآن في مرحلة قسمة الغرماء.. توزيع الخسائر.. نحن في بلد مختل سياسياً.. هناك قطب هائل لليمين وفراغ إلي اليسار.. هناك قطب تمثله فصائل اليمين الإسلامي وفي قلبه الإخوان وهي ظاهرة تكونت علي مدار عقود طويلة مضت.. تكونت في البداية علي أساس أنها جمعية خيرية تخاطب مجتمعاً بائساً.. 2/3 سكان تحت خط الفقر والبطالة والعنوسة والمهانة فكانت أدواتها المستوصفات والزكاة وفي نفس الوقت تخاطب المجتمع بصفتها جمعية دينية تدعو إلي الآخرة والفكرتان متداخلتان في بناء النفوذ الإسلامي.. وهذا القطب سيحصل في الانتخابات البرلمانية القادمة في اعتقادي علي نسبة تتراوح ما بين 33 و40% من المقاعد بما يعني القوة الأساسية التي يتآلف معها الآخرون لتشكيل حكومة جديدة.
وهنا أتوقف لأقول للإخوان بل ادعوهم للنزول والحكم وأنا موقن أن اختيارهم الاقتصادي والاجتماعي بالذات هو "حل مبارك".. هذا هو المأزق.. نفس المشكلة وإذا كان الإخوان قد نجحوا في احتلال قلب المشهد اليميني كما قلت عن طريق الجمعية الخيرية والدينية فإنني أري أن أسرع وسيلة لخفض شعبية الإخوان هي وضعهم في الامتحان وتوليهم الحكم وسيقعون كما قلت في نفس الخطأ وسيكون جوهر اختيارهم هو نفس اختيار حسني مبارك.. وهذا للأسف أيضاً هو اختيار اليمين الليبرالي وفي القلب منه حزب الوفد وحتي حزب ساويرس الجديد.. الاختيار الاقتصادي والاجتماعي واحد.
لا تصدق أن هناك خلافاً بين الإخوان والليبراليين.. لا نصدق صراع الديوك الذي يجري حالياً. أنه محاولة لإخفاء البضاعة.. صراع اخترعوه بين فريقين.. الدولة الدينية مقابل الدولة المدنية.. تجدهم يبالغون في الموضوع وتصويره علي أن صراعاً عنيفاً ولكن في الحقيقة الليبراليون والإسلاميون واحد.. الفرق فقط في القناع هذا يضع قناع ديني والآخر مدني ولكنهم واحد في كل شيء حتي في العلاقة مع أمريكا وإسرائيل. إذا سألت الإسلاميين قالوا لك سنلتزم ونتعامل بشريعة السوق وإذا طبقت تلك الشريعة ستكون أمريكا آلة السوق وكذلك إذا سألتهم عن معاهدة السلام.. ستجد مواقفهم متطابقة مع أجنحة اليمين الأخري..
* إذن ما الحل؟
** المجتمع في صدمة والاستجابة ستأتي تالية.. هناك فرق بين الحزب الذي ينتظر مصر والحزب الذي تنتظره مصر وأنا اعتقد ان بعد أول انتخابات برلمانية ستنشأ معادلة جديدة سيظهر حزب الثورة المصرية الذي سيكون أقرب إلي حزب العدالة والتنمية التركي وهذا الحزب يبدأ من وجهة نظري بالمقلوب من اليسار إلي الوسط يتكون من موارد فكرية وسياسية متعددة وسيمثل يسار المجتمع.. الناصريين.. الإسلاميين.. خارج الإخوان والذين سيزداد عددهم مع الوقت.. انظر إلي د.عبدالمنعم أبوالفتوح ود.كمال الهلباوي وغيرهما إلي جانب قطاعات من اليسار والماركسيين والليبراليية الوطنية بعيدا عن المارينز الأمريكان الخارجين من حضانة التمويل الأجنبي.. الليبرالية الوطنية التي تخرج بين الالتزام الاجتماعي والعداء للاستعمار.. إضافة إلي الملايين من الشباب بلا أي ايدلوجية سياسية.
الحزب الجديد سيتجمع حول برنامج سياسي وليس أيدلوجيا سياسية يؤمن بأهمية الإسلام بالتوحيد العربي بأي صورة حتي ولو كانت علي النمط الأوروبي .. الحزب الذي يمكن ان يكون نقيضا وهذه مسألة لها ألف سابقة.
لقد كانت كفاية في مرحلة الكفاح ضد مبارك نواة مبكرة.. حزب الوحدة الوطنية المصرية الجامعة.. المشاركات أكثر من المفارقات.. عامود فقري يشد إليه مفردات قوي ذات التزام اجتماعي.. الصراع كما قلت بين الإسلاميين والليبراليين مفتعل لأن وحدة الاختيار الاقتصادي والاجتماعي تجمعهم.. من هنا ما نراه الآن علي المسرح صراع مفتعل حول الهوية الثقافية للبلد.. الحزب الجديد يري الوطن الجامع لا خلاف البتة نحن مع المادة الأولي من الدستور التي تؤكد علي عروبة مصر وان شعبها جزء من الأمة العربية ولغته العربية.. ومع المادة الثانية من الدستور التي تؤكد ان دين الدولة هو الإسلام وان الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع وان كنا نري إضافة نص علي حق الطوائف المسيحية في تطبيق شرائعها في الاحوال الشخصية.
من آخر السطر هذا هو الموقف المثبت في آلاف الوثائق لماذا إذن التشوه والجهالة في موضوع الشريعة.. معروف بالطبع انني لست علمانيا مع الاشارة إلي ان من يريد ان يكون علمانيا هو حر ولكنني لست كذلك ومع هذا أري انه لا توجد في الإسلام دولة دينية والعلمانية ليست مطلوبة في هذا البلد ولا أعلم لماذا استوردوا لنا تلك القضية من التاريخ الأوروبي أيام العبودية وسيطرة الكنيسة علي كل شيء ما لنا وهذه القضية.
الاعتراف بمكانة الشريعة الإسلامية لا يخل بالتعددية أو المساواة لا تناقض.. الدولة المدنية والعلمانية تصوير زائف لحقيقة الصراع في المجتمع.. المهم التوجه الاقتصادي والاجتماعي.. لقمة العيش.. فرصة العمل.. التعليم الأفضل.. الكرامة.. الناس لا تشغلها قصص العلمانية والدينية.. المهم حياتهم.. هم يفتعلون تناقضا حيث لا تناقض.. قضية يضعها المتحذلقون ليس صحيحا ان هناك صراعا.. الإسلاميون ليبراليون والليبراليون إسلاميون.
وماذا عن السلفيين:
هذه جهات خارجة من الغابة توا.. انها ظاهرة مخيفة جدا.. رأيتهم في جمعة 29 يوليو يرفعون علم السعودية ويقولون إسلامية.. إسلامية.. ما هذا؟ مصر إسلامية منذ الفتح الإسلامي.. مع هؤلاء لا يمكن ضمان سلامة عملية سياسية.. انها عوارض لبنانية وفي المشهد أجهزة مخابرات وتمويل أجنبي.
التمويل الأجنبي
بمناسبة التمويل الأجنبي.. انت من مؤسسي حركة كفاية وأول متحدث رسمي باسمها ما رأيك في ظاهرة التمويل الأجنبي وهل تلقت كفاية تمويلا أجنبيا.
للعلم من مبادئ حركة كفاية منذ ولدت رفض التمويل الأجنبي ليس هذا فقط بل انها ترفض التعامل مع أي جهة أجنبية ممولة في هذا البلد ولنا موقف كاثوليكي ان جاز التعبير من التمويل الأجنبي ولذا نتحدي كما كنا نتحدي النظام السابق ان يدعي أحد ويثبت ان كفاية تلقت أو تتلقي تمويلا أجنبيا بل اننا نطلب حظر التمويل الأجنبي تماما بأي صورة من الصور خيرية أو اجتماعية أو حقوقية ونطلب من السلطات العامة ان تغلظ العقوبات علي من يتلقي التمويل الاجنبي وتطالب باجتثاث هذه الظاهرة في كافة صورها وسواء كان التمويل رسمياً في صورة معونات للدولة مثل المعونة الامريكية او غيرها من المعونات للجمعيات الحقوقية والاجتماعية والمدنية.
وانا أري أن المعونة الأمريكية ساهمت في إحداث تكييف هيكلي للاقتصاد المصري وساهمت في تجريف ذلك الاقتصاد علاوة علي تكييف هيكلي للعقل والسياسة.
أما التمويل الاجنبي فقد ساهم في تكييف هيكلي للعقل والسياسة أيضا بل وساهم في تغيير الولاء وبدلاً من ان يساهم المتلقون لتلك المنح والاموال في تغيير احوال بلدهم قاموا بتغيير أحوالهم الشخصية وظهرت ظاهرة الرأسماليين الحقوقيين واصبحوا مليونيرات والمسألة تحولت إلي تجارة وبدون رأسمال وساهمت في فساد المثقفين فكل ما تحتاجه شقة وتليفون وخواجة وأي كلام في حقوق الانسان وهي صاحبة لقب اسوأ الادوار في تجريف المعارضة المصرية وعلي مدار 10 سنوات لم يشارك هؤلاء في حركة ضد مبارك بل كانت تجمع معظمهم وشائج مع أمن الدولة بل يتبادلون الخبرات والتقارير معهم ومع النظام السابق.
وظهر النمط العائلي في تطور المنظمات الحقوقية.. ينشيء منظمة والزوجة منظمة أخري نسائية والابن للطفولة وكله بزنس.. لذا أطالب بحظر التمويل الاجنبي سواء كان غربياً او ا مريكياً او عربياً وهناك خطر لسعودة مصر فكما تحاول امريكا واسرائيل احتواء الثورة المصرية فان السعودية حريصة علي احتواء الثورة المصرية لأسباب خاصة بها لانها تري أنها خطر علي العرش السعودي لذا فأنهم يدعمون الاتجاهات السلفية التي لم تشارك في ثورة 25 يناير علي الاطلاق ومشاركتهم في السابق كانت اقرب للخدمة الدينية في معبد جهاز امن الدولة لذا فانا اعتبرهم من الثورة المضادة.
وهناك فرق بينهم وبين الاخوان المسلمين الذين اعتبرهم حالة مصر أكثر بتاريخهم وتفاعلاتهم واسلامهم الذي اعتبره مصرياً أقرب من العودة وجو الغابة الذي خرج منه السلفيون الذين يتمتعون بفهم بدائي متخلف للتقاليد والشريعة الاسلامية.. فلا توجد قوة ذات تأثير تختلف علي مكانة الشريعة ولكنهم لا يعلمون ان هناك فرقاً بين الشمول الالزامي والشمول التوجيهي فمثلاً الاسلام به حد السرقة ولكن لكي تطبقه لابد من توفير حد الكفاية.
هم يريدون مجتمعاً من المتسولين وأناساً غير قادرين علي الانتاج ونحن نريد مجتمعاً قادراً منتجاً وتوجد عدالة توزيع ونري ان اقصر طريق لتطبيق الشريعة هو الاقتصاد الاشتراكي المنتج وليس السرقة واللصوصية وهل ما فعلوه يوم استفتاء 19 مارس نموذج للجهالات والاساءة الي قيم الاسلام حيث صوروها علي انها غزوة الصناديق.
انا وسوزان مبارك
ما هي حكايتك مع سوزان مبارك؟
** تعلمون جميعاً واقعة اعتراض بعض الاشخاص البلطجية لي عام 2004 حيث اوسعوني ضرباً ثم تركوني مجرداً من ملابسي علي الطريق الصحراوي بعد ان طلبوا مني عدم الكلام عن الكبار.. هذه الواقعة اعلن العادلي براءة الداخلية منها خاصة وأن مبارك كان علي سفر وهذه حقيقة فالذي أمر بذلك سوزان مبارك بأمر من جمال وإشراف زكريا عزمي الذي اعتقد انه كان مسئولاً عن جهاز أمن خاص مفصول عن الرئاسة يشبه الحرس الحديدي ايام الملك.
اخيراً هل بعد كل ما مررت به من حادثة الضرب والتضييق عليك في العمل والرزق.. هل أنت نادم علي اختيارك؟!
** أبداً فأنا أؤمن ان لكل إختيار ضرائب وانا اعتبر ان ما حدث لي أقل مما حدث لآخرين فهناك من ظلم اكثر مني في السجون وهناك من اختفي مثل رضا هلال الذي أطالب بإجلاء مصيره.. وأنا دخلت في معارضة للنظام السابق ومخاصمة تاريخية والحمد لله حصلت علي حملة تضامن اعطتني حصانة أغلي واقوي من أي حصانة.. حصانة الشارع فرغم انني لست اجتماعياً الا ان حملة التضامن معي كانت اكبر مما اتوقع لدرجة أن النظام اصبح هو في موقع المحاصر والمطلوب منه عدم المساس بي.نعم ضغطوا علي وحاربوني في رزقي ومنعوني من الكتابة في العربي والكرامة وصوت الأمة بل ووصل الأمر إلي جريدة الراية القطرية ولكنهم لم ينجحوا أبداً في دفعي إلي عزلة وظلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.