ليت رجب طيب أردوغان رئيس تركيا يكون قد أدرك الآن الفارق بين الانقلابات والثورات.. الفارق بين أن ينقلب الجيش علي الحكم.. وبين أن يساند الجيش شعبه الذي انتفض لإسقاط الحكم فيلبي النداء.. لقد عاش أردوغان تلك اللحظة ليلة 15 يوليو عندما حاول عدد من قادة الجيش الانقلاب علي الحكم.. ماذا حدث؟ طالب أردوغان الأتراك بالنزول إلي الشوارع والميادين للوقوف أمام المحاولة الانقلابية والتصدي لها.. وأعلن بأنه لا سلطة تعلو علي الإرادة الشعبية.. وأن دور الجيش هو أن يحمي الشعب.. انتفض الشعب التركي وأفشل محاولة الانقلاب! المشهد يختلف.. بين ليلة 15 يوليو 2016 ونزول الآليات العسكرية إلي شوارع أنقرة وأسطنبول.. وبين ليلة 30 يونيو 2013 ونزول الشعب المصري إلي الميادين والشوارع يطالبون بإسقاط حكم الإخوان.. ما حدث في تركيا هو محاولة انقلاب أحبطها الشعب التركي.. وما حدث في مصر ثورة شعبية ضد حكم الإخوان انحاز لها الجيش المصري. إن أردوغان يناقض نفسه حين يطلق علي ثورة 30 يونيو "انقلاب عسكري".. ماذا كان يريد من الجيش المصري.. هل كان يريد أن يصوب الجيش سلاحه في وجه الشعب حفاظاً علي حكم الإخوان الذي ينتمي إليهم.. هل كان يريد من الجيش المصري العظيم أن ينحاز لمرسي وجماعته وعشيرته الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف ليقف الجيش ضد إرادة الملايين! علي رجب طيب أردوغان أن يراجع نفسه ويصحح سياساته ويعرف أخطاءه التي ارتكبها ولا يزال تجاه مصر وشعبها الذي يكن كل الود والاحترام للشعب التركي ويدرك تماماً ما قاله خلال الساعات العصيبة لمحاولة الانقلاب الفاشلة بأنه لا سلطة تعلو علي إرادة الشعب.. وبأن ما حدث في مصر يوم 30 يونيو 2013 كان إرادة شعب.