جاء فشل الحركة الانقلابية من قبل مجموعة من الجيش التركي، على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليكون بمثابة قبلة الحياة لجماعة الإخوان المسلمين، حيث تعتبر تركيا أكبر متنفس للجماعة بعد دولة قطر، وبمثابة الوطن البديل لهم، بعد خروجهم من مصر عقب أحداث الثلاثين من يونيو والإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعتبر أن ما حدث في مصر انقلاب عسكري كامل الأركان، وعليه فتح ذراعيه لاستقبال قيادات الإخوان الهاربة من مصر إلى تركيا، ليعد بذلك أكبر داعم لهم في المنطقة. وتشهد العلاقات المصرية التركية، فتورًا في العلاقة وصلت لحد المقاطعة نتيجة لعدم اعتراف أردوغان ونظامه بنظام 30 يونيو وهجومه المستمر على أحكام الإعدام التي طالت معارضين في مصر ما أدى إلى تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين وفشل جميع محاولات المصالحة بين البلدين لإصرار تركيا على موقفها تجاه ما حدث في مصر ومطالبتها بالإفراج عن مرسي وقيادات الجماعة. محاولة الانقلاب التي حدثت في تركيا ليل الجمعة من قبل مجموعة من الجيش جاءت كالصاعقة على جماعة الإخوان المسلمين وزادت التوقعات بأنه حال نجاح الانقلاب ستسارع السلطة الجديدة في تركيا بتسليم قيادات الإخوان المطلوبين إلى مصر خاصة أن منهم عليه أحكام قضائية وذلك كعربون محبة لاعتراف مصر بالسلطة الجديدة في تركيا وبداية علاقات جديدة بين البلدين. جماعة الإخوان التي يحتمي أكثر قياداتها الهاربين بتركيا دافعت بكل قوة عن النظام التركي بقيادة الرئيس أردوغان مستنكرة ما حدث من محاولة الانقلاب التي وقعت على إرادة الشعب، وحرياته، ومكتسباته مؤكدة أن الشعوب ستظل بوعيها هي الضامن الوحيد لكل الهجمات ضد الديمقراطية، وحائط الصد المنيع ضد كل محاولات اختطاف أوطانها. وقالت الجماعة في بيان لها اليوم السبت: "إن ما حدث في تركيا من نجاح اقتصادي غير مسبوق، وما شهدته البلاد من حريات وديمقراطية يشهد لها العالم، لن تضيع أمام أي محاولة انقلابية تستهدف الاستيلاء على تلك المكتسبات". وقالت الجماعة إنها على يقين بأن الشعوب التي عاشت الحرية، وذاقت ثمار الديمقراطية لسنوات طويلة، لن تقبل بغيرها سبيلا لمستقبلها، ولن ترضى بالعودة إلى عصور القمع والتخلف والارتهان للأعداء والاستيلاء على مقدرات أوطانها. المتحدث الإعلامي باسم الجماعة، محمد منتصر، قال عبر حسابه على تويتر، إن "الشعوب المناضلة هى التي تقود حريتها. كل الدعم للشعب والحكومة التركية المنتخبة.. سينتصر الشعب لا محالة بإذن الله وستبدأ موجة حقيقية من مقاومة الانقلابات". وأصدرت عدة قيادات مصرية متواجدة في تركيا بيانًا أعلنت إدانتها فيه للمحاولة الانقلابية التي وصفتها بالظلامية في تركيا، مؤكدة تضامنها مع كل قوى الشعب الحية والديمقراطية، لافتة إلى أن موقفها يأتي في ظل اتجاه الأحداث لتأكيد انتصار إرادة الشعب التركي على محاولة من أرادوا الانقلاب عليها. وأكدت القيادات -في بيان لهم السبت حمل عنوان "تحية للمدافعين عن الشرعية في تركيا"- أن "قوى الشعب التركي الحية أعطت كل الشعوب الحرة درسًا في كيفية الحفاظ على شرعيتها وإرادتها، لا دفاعًا عن شخص أو حزب أو فئة، بل دفاعًا عن الحرية والحق في الحياة الكريمة بظل سلطة يختارها الشعب ويراقبها ويغيرها بإرادته لا بدبابة عسكر". ووقع عليه كل من د. أيمن نور (زعيم حزب غد الثورة)، وإيهاب شيحة (حزب الأصالة)، ود.ثروت نافع (رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان المصري)، ود. عمرو دراج (وزير التخطيط والتعاون الدولي السابق)، ود.سيف عبد الفتاح (أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة)، وحاتم عزام (برلماني سابق)، والشاعر عبد الرحمن يوسف، ود.طارق الزمر (رئيس حزب البناء والتنمية)، ود.محمد محسوب (وزير الشؤون البرلمانية وعميد كلية الحقوق الأسبق)، ويحيى حامد (وزير الاستثمار الأسبق). وكان ضباط منشقون عن الجيش التركي، قد انقلبوا على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، واعتقلوا رئيس هيئة أركان الجيش، وأصدروا بيانًا أعلنوا فيه احترامهم لكل المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي أبرمتها الدولة التركية، مؤكدين أن حركتهم كانت من أجل الحفاظ على الديمقراطية. واستجاب الشعب التركي لنداء الرئيس أردوغان بالنزول إلى الشوارع حيث واجهوا دبابات الانقلابيين، ونجحت الشرطة التركية بمعاونة أفراد من الشعب التركي في القبض على مجموعة من الجنود الموالين للسلطة الانقلابية كما تم احتجاز بعض القادة العسكريين الداعمين لعملية الانقلاب لتفشل محاولة الانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد. وأعلن قائد الجيش التركي بالنيابة فشل محاولة الانقلاب العسكري فيما ذكرت وسائل إعلام تركية اعتقال قائد قوات خفر السواحل التركي .