أن يثور الناس ضد بلطجي روعهم واستحلهم حياة وجسداً وأملاكاً وأموالاً.. فهذا أبسط رد علي مرتكب تلك الجرائم القذرة. وأن يدفع البلطجي حياته ثمناً لجرائمه.. فهذا أيضا أمر طبيعي وعدالة السماء. لكن ليس الطبيعي أن يتفق الناس مع بلطجية آخرين للتخلص من بلطجي وينفذ فيه الجميع حد الحرابة بقتله ثم قطع يديه ورجليه وفصل رأسه عن جسده والقيام بزفة لأشلاء هذا البلطجي في الشوارع والأحياء!! هذا ما حدث فعلاً في منشية العبد بدسوق محافظة كفر الشيخ مع البلطجي الخطر جداً أحمد السعيد محمد حشاد وشهرته "بربار". البلطجي رغم أن عمره لا يتجاوز 34 عاماً إلا أنه سبق اتهامه في 32 قضية من شروع في قتل وسرقة بالإكراه وبلطجة واغتصاب ومخدرات وترويج أقراص مخدرة وإحراز سلاح ناري وأبيض وفرض إتاوات وإحداث عاهة وترويع الآمنين والاحتجاز بالإكراه وغيرها.. فماذا تبقي من الجرائم لم يرتكبها؟ وبربار.. مسجل خطر فئة "أ" سرقات عامة بالإكراه وأعمال بلطجة.. سبق اعتقاله 7 مرات وصدرت ضده عدة أحكام وكان محبوساً في سجن دسوق تنفيذاً لحكم صادر ضده في إحدي هذه القضايا.. إلا أنه هرب من السجن خلال الانفلات الأمني في يناير.. ومن جبروته عاد إلي منطقته يمارس فيها البلطجة متحدياً الحكومة والناس. كان يضرب النار في الهواء خلال الليل أو يلقي بقنابل المولوتوف علي الفاضي لترويع الناس واخافتهم حتي ضج منه الكبير والصغير قرروا التخلص منه.. اتفقوا مع 60 بلطجياً آخرين وحاصره الجميع من كل جانب ومن فوق سطح منزله والأسطح المجاورة ومن أسفل المنزل دون أن يخافوا من الرصاص الكثيف الذي أطلقه أو القنابل التي ألقاها لتفريقهم.. حتي سقط في أيديهم حياً فنفذوا فيه حد الحرابة. هناك 3 ملاحظات مهمة علي الحادث: * أولاً : هذا البربار يستحق أكثر مما تعرض له.. وكان المفروض أن يقتل منذ زمن.. أقول يقتل فقط دون أن يطبق عليه حد الحرابة الذي أشم فيه رائحة سلفية محرضة عليه أو داعية له أو مشاركة فيه!! * ثانياً : يعتب البعض علي الأهالي أنهم اقتصوا من البلطجي بأيديهم ونفذوا فيه حكم الإعدام بأنفسهم مغتصبين سلطة الحاكم.. وأرد علي هؤلاء المنتقدين بأن الأهالي لجأوا إلي الشرطة للقبض عليه أو قتله لكنها رفضت أو لم تهتم فماذا كانوا سيفعلون وهم غير آمنين علي حياتهم وأعراضهم وأملاكهم وأموالهم؟.. إن سلبية الشرطة في مواجهة البلطجية ستؤدي إلي كوارث لا حصر لها.. ومع ذلك فأنا ضد تنفيذ حد الحرابة بأيدي الناس مهما كانت الظروف. * ثالثاً : ويعتب آخرون علي الأهالي الاستعانة بعدد كبير من البلطجية الآخرين للتخلص من بربار.. وقد يكون العتاب هنا في محله لأن تدخل هؤلاء البلطجية لم يكن لوجه الله بل لإزاحة خصم قوي وعنيد وشرس يزاحمهم علي التورتة.. ما أدري الأهالي أن يظهر من بين هؤلاء البلطجية "بربار" آخر أو فريق من "البرابرة" لفرض السيطرة علي المنطقة؟.. هل يأمن أحد لبلطجي؟ المفروض أن تنشط الشرطة وتؤدي عملها كما يجب أن يكون في مجال مكافحة البلطجة.. إما باعتقال البلطجية والمسجلين خطر والهاربين من السجون وحتماً هي تعرفهم جميعاً وتحفظ عناوينهم الأصلية والبديلة عن ظهر قلب أو قتل البلطجية بمجرد ظهورهم فهؤلاء ليست لهم دية وتطهير الحياة منهم من صالح الأعمال لأنها تدرأ سيئات وتمنع شروراً. إن ترك هؤلاء البلطجية هكذا أمر لا يريحني شخصياً.. وعلي الداخلية أن تقبض عليهم أو تقتلهم.. حتي لا نضطر أن نقول عنها ما لا تحب أن تسمعه أو نتهمها بأشياء قد لا تكون فيها!