الشيخ بسيوني عبدالعزيز بالي إمام وخطيب مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر بالقاهرة من العلماء الذين نشأوا النشأة الدينية منذ صغرهم في كنف الأزهر الشريف وهو حاصل علي ليسانس أصول دين قسم علوم حديث عام 1997 وماجستير عام 2005 وحالياً باحث دكتوراه.. التقينا به ليروي بعضاً من ذكرياته عن شهر رمضان المبارك من خلال الحوار التالي.. * كيف كنت تقضي طفولتك في رمضان؟ ** كنت أشعر بالفرحة الشديدة عند قدوم رمضان. فأخرج مع أصحابي إلي الشارع لنلهو ونلعب وكنت أحاول الصوم اليوم كاملاً وذلك قبل بلوغي سن التكليف في حوالي الثامنة من عمري وكنت أفطر في منتصف النهار أحياناً. وغالباً كنت أصوم الشهر كاملاً كلما تقدمت في سن ما قبل البلوغ. كما كنت أواظب علي صلاة التراويح في جماعة بمسجد قريتي "عزبة بالي" التابعة لمركز ومحافظة كفر الشيخ.. وفي المرحلة الإعدادية اعتليت المنبر وألقيت أول خطبة علي قدر علمي آنذاك ومن خلال دراستي بالأزهر وكنت وقتها في الخامسة عشرة من عمري وكنت أقوم وأصحابي بتنظيف المسجد وملحقاته خاصة في الشهر الكريم. كما كنت أعشق الاستماع إلي العلماء وعقب الإفطار نتوجه إلي المسجد لصلاة العشاء والتراويح في جماعة ثم أمارس بعض الألعاب مع الأصحاب الذين كنت أتعلم منهم السلوك الطيب مما أثر في أفعالي وأقوالي. موقف طريف * موقف طريف حدث لك في الشهر الكريم؟ ** حدث أن تعدي بعض الأشخاص علي داعية بقولهم هل يمكن أن نذكر إخواننا المسلمين بتبييت النية للصيام وذلك عقب صلاة المغرب مع العلم بأنه من المفترض قيام الداعية أو الإمام بذلك وليس غيرهما. كما أن غير المثقفين أو المتخصصين في علوم الدين يجادلون ويتعدون ويفتون في الدين بغير علم خاصة عقب الثورة في يناير وفي ظل الغياب الأمني وعدم توفير الحماية المطلوبة للدعاة مشيراً إلي أن هذه الفتاوي تثير البلبلة. * ما الفرق بين رمضان زمان وهذه الأيام؟ ** ليس هناك فرق في فضل رمضان. لكن الفرق في سلوكيات الناس حيث انهم يلتزمون بالظاهر شكلاً لا سلوكاً وتعاملاً مع بعضهم البعض ويكثر الناس من الأسئلة والاستفسارات عن الزمن الماضي في رمضان هذه الأيام. كما نلاحظ ازدياد عدد المصلين في مسجد رابعة العدوية خلال هذا الشهر كأحد المساجد الكبري التي يحرص المسلمون علي التنقل بينها والصلاة فيها حتي تشهد لهم أماكن كثيرة يوم القيامة. والملاحظ في هذه الأيام أن المسحراتي اندثر إلا ببعض الأماكن كالريف. كما أن الفوانيس التي كانت تضاء بالشموع فغير موجودة حالياً وتم الاستعاضة عنها بالفوانيس الكهربائية التي تعمل بالبطاريات فضلاً عن انتشار الصواريخ المليئة بالبارود وهي مخالفة للشريعة لأنها تروع الآمنين. كما أن تبادل التهاني بين الناس وإدخال السرور والحرص علي التصالح في المخاصمات تعد سمة من سمات الزمن الجميل كما أن العزايم مازالت تعد للأقارب والجيران خاصة في الريف ولكن بشكل محدود لظروف المعيشة. نهار رمضان * كيف تقضي نهار رمضان؟ ** إعطاء الدروس الدينية خاصة في العشر الأواخر عقب صلاة الفجر لصفاء القلب في تلك الأوقات ثم الجلوس لقراءة القرآن الكريم حتي شروق الشمس يعقبه صلاة ركعتي الضحي. وفي الظهر تكثر صلاة الجنائز ويثاب المرء رغم أنفه لوجوده في المسجد بعدها يغادر كل مسلم المسجد إلي بيته ليستريح ثم يقرأ ما تيسر له من القرآن الكريم. وعقب صلاة العصر يومياً عدا يوم الجمعة يتم إلقاء درس ديني يختتم بالرد علي أسئلة واستفسارات الحضور عن كل ما يهمهم من أمور الدين والدنيا وبين الأذان والإقامة لصلاة العشاء يتم إلقاء درس وآخر بين ركعات التراويح وعقب الانتهاء من صلاة التراويح يعقد ملتقي الفكر الإسلامي بالمسجد لمدة ثلث الساعة بمشاركة علماء من الأزهر والأوقاف يليه تعلم أحكام قراءة وتجويد القرآن الكريم. اهتمامات * ما هي أبرز اهتماماتك؟ ** تشجيع المواطنين علي قراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية وتحفيزهم علي التعلق بالمساجد وتعويد الصبية في عمر 6 سنوات إلي 10 سنوات علي الصلاة في أوقاتها جماعة بالمسجد مع آبائهم وتعويدهم علي الصيام في سن مبكرة سواء في رمضان أو غيره وكذا بر الوالدين والاستغفار ومساعدة البنات والفتيات لأمهاتهن في أعمال المنزل ومعاونة الصبية لآبائهم.. مؤكداً أنه يتم تكريم هؤلاء الصبية والفتيات بمنحهم جوائز مادية وعينية كالأدوات المدرسية وذلك في احتفال كبير بصحن المسجد يوم السابع والعشرين من شهر رمضان.