اتهم سياسيون ألمان المستشارة أنجيلا ميركل مطلع الأسبوع الحالي. بجعل أوروبا معتمدة بصورة كبيرة علي تركيا في أزمة المهاجرين ما ترك الاتحاد الأوروبي عرضة لابتزاز الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.كانت تركيا -التي ترفض الإذعان لمطالب الاتحاد الأوروبي بكبح قوانينها الواسعة لمكافحة الإرهاب- قالت إن المحادثات بشأن منح الأتراك حق السفر إلي دول منطقة شنجن بدون تأشيرة في مقابل وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلي الاتحاد الأوروبي وصلت لطريق مسدود وأن علي الاتحاد إيجاد "صيغة جديدة" لإنقاذ هذا الاتفاق. قادت ميركل التي تراجعت شعبيتها بفعل سياستها الليبرالية تجاه أزمة المهاجرين والتي تسببت في وصول أكثر من مليون لاجئ إلي ألمانيا خلال العام الماضي جهود الاتحاد الأوروبي لتأمين الوصول إلي الاتفاق الذي وقع في مارس.وقال هورست زيهوفر زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي وهو الحزب الشقيق للاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل في بافاريا "أنا لست ضد المحادثات مع تركيا لكني أري أنه من الخطورة أن نكون معتمدين إلي هذه الدرجة علي أنقرة".وأضاف زيهوفر لصحيفة فيلت إم زونتاغ أن الاتفاق مع تركيا ساعد في تعزيز التأييد لحزب البديل من أجل ألمانيا بما يصل إلي نحو 15 في المئة. قالت سارا فاجنيخت المنتمية لحزب "دي لينكه" المنتمي لأقصي اليسار لذات الصحيفة إن ميركل تفاوضت بالأساس بشأن هذا الاتفاق بدون مشاركة شركائها الأوروبيين وأضافت أن "المستشارة تكون بذلك مسئولة عن تعرض أوروبا لابتزاز النظام السلطوي التركي وعن إحساس أردوغان الواضح بالقوة التي تجعله يسحق حقوق الإنسان تحت قدميه". قال جيم أوزديمير الزعيم المشارك في حزب الخضر وهو إبن مهاجرين أتراك للصحيفة إن الاتفاق وضع أوروبا أمام خطر التعرض للابتزاز وإن اللوم في ذلك يقع بشكل كبير علي ميركل.وعلي الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يحتاج بشدة لنجاح الاتفاق إلا أنه يصر علي أن تنفذ تركيا 72 معيارا من بينها قوانين مكافحة الإرهاب التي تقول إن حكومة تركيا تستغلها للتضييق علي معارضيها. ومن جانبها تقول أنقرة إنها بحاجة إلي تشريعات شاملة لمواجهة المسلحين الأكراد وتنظيم داعش. قال متحدث باسم ميركل إن من المقرر أن تشارك ميركل في مؤتمر القمة العالمية للعمل الإنساني الذي سيعقد في اسطنبول في 23 مايو الجاري وربما تجري مباحثات ثنائية مع عدد من القادة المشاركين في القمة. كما عبر أعضاء في "الحزب الديمقراطي الاشتراكي" الشريك الأصغر في تحالف ميركل عن قلقهم. وتعرضت ميركل لانتقادات حادة لسماحها لمدعين ألمان بتحريك قضية ضد ممثل كوميدي ألماني بناء علي طلب من الرئيس التركي. وكان الممثل قد ألقي قصيدة اشتملت علي إيحاءات جنسية ضد أردوغان.