** رغم التحذيرات الكثيرة المتعددة التي اطلقتها من قبل مرارا وتكرارا من مغبة بعض القنوات التليفزيونية الفضائية الخاصة التي تعرض مسابقات وهمية لقياس التفاهة وليس الذكاء أو المعلومات.. وتبث اعلانات مضللة فاضحة عن مقويات وعلاجات للأمراض المختلفة يمكن في النهاية تودي بحياة المرضي. إن مثل هذه الفضائيات وغيرها باتت تشكل صوراً متعددة من التجاوزات التي نمت وتعاظمت في الفترة الأخيرة واصبحت بالفعل في حاجة إلي حل حاسم وحازم من الدولة لحماية جمهور المشاهدين من التضليل والنصب والخداع والاحتيال والتفاهة تحت دعوي ومسمي الإعلام الفضائي. ما تفعله هذه الفضائيات يعد من الممارسات المعيبة.. ولا يمكن اتخاذ الاعلانات التي تغرقنا فيها هذه الفضائيات معيارا لنجاحها لانها في الحقيقة تبيع الوهم والنصب للمشاهدين من أجل المكسب المادي والربح ولو علي حساب جمهور المشاهدين. إن ما تبثه هذه القنوات الفضائية المضللة من مسابقات تافهة ليست إلا بيعا للوهم للمشاهدين السذج. مسابقات تستمر لعدة ساعات من أمثلتها تلك التي تتم المشاركة فيها بالتليفون فمثلا.. مسابقة تعرض صورتين لشخص واحد.. فنان أو رياضي.. أو لمكان ما والمذيع يسأل المشاهدين المشاركين من هو وجه الاختلاف بين الصورتين؟ أو تعرض صورة لفنان أو رياضي ويسأل من هو صاحب الصورة؟ سذاجة وتفاهة وضحك علي الدقون نصب عيني عينك تجعل العديد والعديد من الناس الطيبين البسطاء الذين يسارعون بالمشاركة التليفونية والاتصال للفوز بالجائزة المقدمة للوصول إلي الحل الأمثل.. والقناة الخاصة تكسب أموالا طائلة من جراء ذلك.. أنها لعبة مكشوفة تحت مسمي الجائزة الكبري والاتصال ب "0900" وللأسف الشديد لا يوجد فائزون وإنما خسارة لكل المشاركين بالمال والجهد في مسابقة عبيطة بلهاء خبيثة تصب فقط في خانة النصب والاحتيال والخداع علي جمهور المشاهدين. أمام كل هذا لابد أن ينتبه الناس الطيبون البسطاء إلي طبيعة هذه القنوات وما تبثه من مواد سواء كانت مسابقات وهمية تافهة متخلفة مسطحة أو اعلانات فاضحة مضللة لا تستحق منا جميعا إلا "المقاطعة" والبعد عنها تماما واستبعادها من علي الريسيفير. لا توجد قنوات تليفزيونية في أي جزء من أرض المعمورة تعرض اعلانات مضللة فاضحة عن علاجات للمرضي إلا هذه القنوات.. وللأسف الشديد تحمل الجنسية "المصرية" حتي ان برامج المسابقات التي تعرض في بعض القنوات ومنها العربية لا تكرس للتفاهة والبلهاء وإنما تقيس علمه وعقله ومعرفته في عصر المعلومات الذي تتسابق إليه الشعوب باعتباره طوق النجاة ومفتاح التقدم. لقد آن الأوان لحماية جمهور المشاهدين مما تبثه هذه القنوات ويفرض عليها تنقية موادها الاعلامية من الغث.. فالموضوع جد خطير ولابد أن تتحرك الأجهزة المعنية المختلفة حتي يكون لدينا بالفعل قنوات تليفزيونية فضائية تليق بمكانة مصر العلمية والثقافية والفكرية وتبث مواد تترجم الهدف الحقيقي الذي انشئت من أجله بدلا من الممارسات والتجاوزات المعيبة والتي باتت في حاجة إلي حل حاسم وحازم من أجهزة الدولة فلا يمكن أن نقبل التعامل مع قنوات لا تتعامل مع الاعلام كرسالة سامية لخدمة الشعب وليس الربح.