سألني صديق: لماذا تهاجم د. خالد حنفي وزير التموين.. رغم أن الرجل من أنشط الوزراء الحاليين وحقق انجازاً ظل حلماً للمصريين سنوات طويلة بعد أن اختفت طوابير العيش التي كانت تسيء إلينا أمام العالم كله بالإضافة إلي أن المواطن المصري أصبح يحصل علي السلع التموينية ببلاش مرتين كل شهر مرة عندما يحصل علي المقررات التموينية بواقع 15 جنيهاً لكل فرد مقيد بالبطاقة ومرة عندما يحصل علي سلع مجانية أيضاً مقابل بدل ترشيد استهلاك الخبز؟!! قلت لصديقي: أنا لا أهاجم وزير التموين ولكن ليس معني أنه حقق انجازاً ألا نشير إلي الفساد الذي يحدث داخل وزارته ويتسبب في ضياع المليارات من الجنيهات تحصل عليها مافيا المخابز والمطاحن والبقالين التموينيين وشركات البطاقة الذكية.. ونحن نكتب وقائع الفساد بالمستندات ولم نتلق رداً من الوزارة ينفيها بما يؤكد أن الوقائع صحيحة وسليمة!! ذكرنا أن وزير التموين يقيم في جناح خاص بفندق سميراميس نظراً لأنه من الإسكندرية وليست لديه شقة في القاهرة.. وتساءلنا: من الذي يدفع ثمن الجناح الخاص.. ونحن نعرف إن الاقامة بفنادق ال 5 نجوم غالية جداً وتصل إلي عدة آلاف من الجنيهات كل يوم خاصة أنه يقيم في جناح وليس بغرفة!! رغم أننا دول فقيرة تضطر للحصول علي قروض ومساعدات من الدول والمنظمات الدولية حتي تقلل من عجز الموازنة الذي وصل إلي أكثر من 200 مليار جنيه سنوياً!! ترددت أقاويل بأن أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية هو الذي يدفع ثمن اقامة الوزير.. وتساءلنا: ولماذا يدفع "الوكيل" ومقابل ماذا؟ وهل يدفع من جيبه الخاص أو من اتحاد الغرف التجارية؟!! كل هذه الأسئلة طرحناها.. ولم نتلق أي اجابة سواء من الوزير أو اتحاد الغرف التجارية أو أي مسئول آخر؟! لقد انتقدنا التجاوزات التي حدثت في منظومة الخبز الجديدة التي طبقت بسرعة وأدت إلي تلاعب العديد من أصحاب المخابز الذين حققوا ثروات طائلة من أموال الدعم وعندما استفاقت الوزارة أحالت عدداً من أصحاب المخابز إلي النيابة وتبين أن أحدهم وهو رئيس شعبة المخابز بالإسماعيلية استولي علي مبلغ يتراوح ما بين 11 إلي 13 مليون جنيه.. وكانت المفاجأة أن أغلب أصحاب المخابز المتلاعبين حصلوا علي براءة.. والسبب أنه لا توجد لائحة لمنظومة الخبز مما أدي إلي ضياع أموال الدعم!! وكشفنا مهزلة توريد القمح في الموسم الماضي والتي تم فيها خلط القمح المحلي بالمستورد لتحقق مافيا غرفة صناعة الحبوب مكاسب غير مشروعة وصلت إلي 3 مليارات جنيه من أموال الشعب الغلبان ولم يحاسبهم أحد.. ولكن بالتأكيد فإن حسابهم عند الله سيكون عسيراً. طلبنا من الوزير أن يواجه هذا الفساد بكل قوة.. إلا أن الوزير يقول إنه جاء إلي الوزارة ووجد الأوضاع علي ما عليه وأنه يرفض أن يغير هذه الأوضاع!! تصوروا! حملتنا علي الفساد ستستمر سواء في وزارة التموين أو في غيرها من الوزارات لأن هدفنا تحقيق الصالح العام والحفاظ علي أموال الشعب وكشف المتلاعبين والفاسدين وتقديمهم للعدالة! وهذا هو الدور الذي يجب أن تقوم به الصحافة القومية قبل الخاصة لمساعدة القيادة السياسية في الجهود الكبيرة التي تقوم بها لبناء مصر الجديدة وتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد في كل مكان. ونأمل أن يساعد البرلمان الجديد الرئيس السيسي في تحقيق هذه الأهداف التي قامت من أجلها ثورتان!! وإنا لمنتظرون!