برنامج "بنصبح عليك" الذي يبث يوميا في الثامنة من صباح كل يوم بالتليفزيون المصري من موقع استديو الجيب حكاية عجيبة. تخيلوا هذا البرنامج له موقع مفتوح وسط الحدائق والخضرة الجميلة وربما كان المقصود من الموقع أن يصدر الفرحة والبهجة والهواء النقي للمشاهدين. لكنه في الوقت نفسه يصدر الحزن للعاملين به لأنهم ينفقون عليه من جيوبهم. تخيلوا؟ كلما أرادوا تطوير شكل البرنامج وتجديد ديكوراته لموا من بعضهم البعض لينفذوا ذلك بينما التليفزيون المصري لا يدفع مليما وكلما طالبوا بزيادة ميزانية البرنامج كان الرد "الايد قصيرة والعين بصيرة" هذا بخلاف الأجور المتدنية والمكافآت التي لا يحصل عليها أحد الا بالكفاف. لست أدري لماذا يغيب التليفزيون المصري في غيبوبة طويلة دون أن يدرك أهمية مثل تلك البرامج الناجحة التي تجذب المشاهد في الصباح وقد علمت ان هذا البرنامج هو البرنامج الوحيد الذي يشاهده الرئيس السيسي صباحا وذلك لحرفية المذيعين الذين يعملون به ومهنيتهم العالية فضلا عن انتمائهم الكبير لبيتهم الكبير ماسبيرو وما يقال عن المذيعين يقال عن المعدين ورئيس تحرير البرنامج والفنيين والعاملين فيه. أقول وأجري علي الله ان الأمر يحتاج إلي وقفة لتطوير هذا البرنامج الناجح والبرامج التي تماثله ويحتاج إلي نظرة متأنية تساعد العاملين به علي أن يواصلوا نجاحهم دون إحباط ويحتاج إلي من يقف بجد وراءه ويقدم دعمه الفني والمالي الكامل ولا اعتقد ان الأمر سوف يكلف التليفزيون كثيرا لأن الضيوف يأتون بشكل مجاني حبا في التليفزيون المصري الذي يعبر عن ضمير الشعب وأحلام الأمة. أرجو من كل مسئول في ماسبيرو يملك أن يضيف لبنة في تطوير العمل الإعلامي في ماسبيرو أن يفعل ذلك دون تردد لأن هذا الصرح العظيم يعبر في النهاية عن ريادة وخبرة اعلامية قادت مصر بها الإعلام العربي علي مدي التاريخ. ولست في حاجة إلي أن أدلل علي ان الريادة الاعلامية لماسبيرو هي التي كانت السند الحقيقي لنجاح وانطلاق معظم القنوات الخاصة التي حققت مكانتها الآن وقد انطلقت تلك القنوات بأيد وسواعد وعقول مصرية إعلامية كانت لها بصمة واضحة علي مر التاريخ. والله نحن الذين نهدر امكاناتنا ولا نأبه بالنتائج.