أحسن أحمد أنيس وزير الإعلام في اختيار عصام الأمير رئيس التليفزيون الجديد, فقد تولي العديد من المواقع الإدارية بالقنوات المحلية, أثبت من خلالها حسن إدارته وتميزه. ولا شك أن التليفزيون يعيش أزمة بدأت قبل الثورة بسنوات طويلة عندما تحول الي بوق يردد ما يردده الحكام أو ما يريدونه فقط, مما أوجد حالة من فقدان الثقة بين المشاهد والتليفزيون. وأصبحت الفرصة مهيأة لاستعادة هذه الثقة الآن, فيجب أن يستغل التليفزيون ارتفاع سقف الحرية بعد ثورة يناير الي درجات لم يكن يحلم بها أحد, ولم يعد هناك وزير إعلام يعطي توجيهات عما يقال وما يجب ألا يقال فكل القضايا مسموح بمناقشتها, ولم تعد هناك قائمة سوداء غير مكتوبة لممنوعين من الظهور علي شاشة التليفزيون المصري مما يسمح له بسهولة منافسة القنوات الخاصة. وبرغم الظروف المعاكسة, لأن الدخول لماسبيرو كان لا يمر إلا عبر الواسطة, برغم أن الكثير من إعلاميي ماسبيرو يتقاتلون للحصول علي الحد الأقصي للأجور دون اهتمام بمضمون أو طبيعة ما يقدمونه, حتي أصبحوا كالموظفين لا يبحثون إلا عن الدخل المادي فقط دون أدني تفكير في رفع وتطوير أدائهم الإعلامي والفني إلا أن أغلب نجوم الفضائيات الخاصة هم أصلا من أبناء التليفزيون, فلن يعدم رئيس التليفزيون الجديد أن يجد في العدد المهول من العاملين بماسبيرو كثيرا من المبدعين الذين يجب اكتشافهم وتدريبهم واستغلال طاقاتهم وإبداعاتهم, ليوجد منهم نجوما جدد. ولابد من ثورة علي البرامج السطحية التي لا تحترم عقلية المشاهد, والاهتمام بالديكور وقبلهم جميعا شخصية وعقلية المذيع, وأذكر أن رئيسا أسبق للقنوات المتخصصة عندما أراد أن يطورها لم يجد إلا أن يفتح سقف الموارد المالية في الإنتاج, ويسمح للمذيعات المصريات بمنافسة اللبنانيات في الأزياء, ولم تنجح التجربة فالمشاهد ليس في حاجة لمشاهدة عروسة المولد ليتابع البرنامج بل يحتاج الي المذيع المثقف الواعي الذي يحاور ويناقش وربما يستفز الضيوف حتي يخرج منهم بجديد لمشاهديه. المهمة صعبة ولاشك ولكنها أبدا ليست مستحيلة, فالشعب الذي خرج يوم25 يناير وأسقط النظام, قادر اليوم علي القيام بثورة جديدة في إعلامه الرسمي, نرجو أن تتحقق علي يد رئيس التليفزيون الجديد.\ المزيد من أعمدة جمال نافع