كأن الزمان قد استدار وعادت أيام الاستعمار البريطاني بحيله الخادعة بعد أن حمل عصاه ورحل غير مأسوف عليه لكن يبدو أن الفكر الاستعماري القديم قد عاد من جديد. فقد انتهزت إنجلترا حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء. وقامت بتفجير قنبلة تتمثل في وقف الرحلات السياحية إلي شرم الشيخ اعتمادا علي تقارير استخباراتية بأن الطائرة قد تم إسقاطها نتيجة عمل إرهابي. وهو زعم قدم ذريعة لهذا البلد لارتكاب هذه الحماقة دون احترام وبلا تقدير لواجب الضيافة للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي جاء في زيارة لبريطانيا بدعوة من ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا. فهل هذا الأسلوب يتناسب مع أعراف الضيافة؟ ألم يكن من الواجب احترام تلك القواعد المتعارف عليها بين دول العالم؟ أليس من الواجب تأجيل هذا القرار بعد انتهاء الزيارة. لكن تلك أساليب بريطانيا المراوغة والمخادعة. حقيقة.. حينما نفتش عن أي تآمر ضد بلادنا نجده يخرج من بريطانيا. ولعله لا يغيب عن الخاطر أن الإنجليز هم الذين دبروا وخططوا لزرع الكيان الصهيوني في أرض فلسطين. كل التدابير الخسيسة تنطلق من هذا البلد ومع شديد الأسف فإن دول أوروبا الغربية تنساق وراءها بلا روية ودون انتظار لنتائج التحقيق في حادث الطائرة الروسية أو حتي خروج أي مؤشرات في سياق هذا الزعم. الكل تلقف هذا الحادث واستبق الجميع مقتضيات التحقيق. فهل هذا أول حادث لسقوط الطائرات.. هناك حوادث مماثلة وقعت في أمريكا وما جري لبرجي التجارة الأمريكيين يعتبر أبلغ دليل فلم نر أي دعوة لوقف الرحلات إلي أمريكا وكذلك لباقي الدول التسع التي وقعت بها حوادث سقوط طائرات مماثلة. لكنها الأحقاد وأسلوب التآمر الذي تنتهجه هذه الدول الأوروبية في محاولة دنيئة لإحكام الحصار علي مصر وضرب اقتصادها. وانطلقت التحذيرات لرعايا هذه الدول الأوروبية والأمريكية مصدر التآمر خرج من بريطانيا وتبعتها أمريكا وفرنسا وألمانيا. نوايا خبيثة وحيل ماكرة تكشف بلا مواربة ذلك الوجه القبيح للاستعمار الجديد الذي أغضبه تماسك مصر وقوتها في ضمان استقرار شعبها وتحقيق الأمن والأمان لكل أبنائها وكل قادم إلي أرضها. لقد أعمي الحقد هؤلاء وكأنهم يريدون لمصر أن تلحق بالدول التي سقطت نتيجة تآمرهم ومخططاتهم. فها هي العراق وسوريا واليمن وليبيا تمزقت شعوبها وهاجر الكثير من أهلها بينما تم تدمير آخرين. ويريدون بكل بجاحة فرض مخططهم لتقسيم مصر وحصارها وضرب اقتصادها لكن لن يفلحوا.. وعلينا أن نتحد ونقف صفا خلف قيادتنا ولا نخشي هذه المؤامرات ولا تخيفنا بأي حال من الأحوال ومصر بإذن الله قادرة علي مواجهة أي تآمر أو حصار وعلينا أن ندرك أن هناك حوادث لسقوط طائرات أخري ولم تصدر أي قرارات بوقف الرحلات لتلك الدول التي سقطت بها الطائرات أما حادث الطائرة الروسية فقد كشف مدي حقد هؤلاء. ومدي التفكير التآمري ومحاولاتهم الدنيئة وسعيهم الدائم للكيل بمكيالين والتمييز البغيض.. إن مصر بكل فئاتها وطوائفها ستقف بالمرصاد ولن يرهبها أية قرارات أو إجراءات. وسوف تمضي قدما في بناء اقتصادها علي أساس من القواعد والضوابط وسوف تفتح ذراعيها لأي استثمارات مع توفير كل الضمانات وسوف تستمر الرحلات السياحية علي أرض شرم وغيرها وها هي الأفواج من كل البلاد تتدفق علي هذه المنطقة الجاذبة والسياح يعلنون التحدي ويصرون علي الاستمتاع بجو بلادنا الساحرة.. وستبوء محاولات إنجلترا وأتباعها بالفشل الذريع.. وسوف نظل صامدين بكل قوة للمتآمرين وأعوانهم من الخونة.. ولابد من العمل بكل جد حتي نجتاز هذه المرحلة الصعبة بثبات وقوة. كما يجب أن ندرك أننا سوف نتعرض لصدمات وأعمال أخري ونحن قادرون علي التصدي لها ومواجهتها بجدية ونشاط لا يعرف التكاسل.. لا تخافوا ألاعيب الغرب وأعوانهم الخونة!!