صورة عبثية تشهدها الإسكندرية اختلط فيها الحابل بالنابل بالرغم من سير الحركة المرورية بالشوارع الرئيسية مثل الكورنيش وشارع أبوقير.. إلا أن قلب الإسكندرية غارق في مياه الأمطار والصرف الصحي وحجم الكوارث بالملايين في ظل عجز الجهاز التنفيذي عن احتواء الأزمة. فيما عجز الأهالي عن التواصل مع شرطة النجدة والكهرباء والصرف الصحي لعدم الرد علي تليفونات المستغيثين حتي نائبة المحافظ لا تستجيب بالرد علي هاتفها لتتصدر القوات المسلحة والشرطة المشهد لإنقاذ أهالي القطاع الريفي والمناطق الشعبية وغرب الإسكندرية في ظل تزايد حجم الكارثة. في منطقة العامرية قال المهندس رزق ضيف الله عضو مجلس النواب عن الدائرة: نحن في كارثة ونحتاج إلي إغاثة عاجلة. فالإمكانيات المتاحة لنا ضعيفة. وإن لم نتمكن من الاحتواء السريع والعاجل للأزمة التي نعاني منها ستتحول لمناطق منكوبة. وأضاف أن قرية الجزائر التابعة لحي العامرية ثان غرقت تماماً في المياه وانهارت المنازل. وبالمثل قرية فلسطين والعقارية وتوقفت الأفران عن العمل بعد انقطاع الكهرباء عن القري. وليس لدينا حصر حتي الآن بالمنازل المنهارة نتيجة لسوء الأحوال هناك وارتفاع منسوب المياه بالشوارع. أضاف: أما الوضع بزاوية عبدالقادر فهو أكثر سوءاً وهي مهددة بأن تتحول لمنطقة منكوبة. فارتفاع المياه بلغ مترين بالشوارع وداخل المنازل والمياه أصبحت أعلي من مستوي المصرف بقليل. ومع ازدياد مياه الأمطار نحن أمام كارثة محققة. موضحاً أن الأهالي ينامون في الشوارع ويقوم البعض باستضافة النساء والأطفال من المنازل الغارقة. علي الجانب الآخر رفض سكان عزبة التامير بالعامرية ثان تنفيذ القرار الإداري بإخلاء منازلهم بعد انهيار شرفاتها وبقوا فيها علي مسئوليتهم الشخصية. وبمنطقة المنتزه ثان أطلق النائب حسين خاطر عضو البرلمان عن الدائرة استغاثة عاجلة لمجلس الوزراء من غرق القري والعزب وانعكاس ذلك علي الناتج من المحاصيل التي تغذي الإسكندرية والمحافظات طوال الموسم الشتوي. انتقلت "المساء" إلي منطقة عزبة نادي الصيد بمحرم بك التي تؤوي أكثر من 20 ألف نسمة. وقد غرقت تماماً في مياه الأمطار وأصبحت بالوعات الصرف الصحي بالشوارع الرئيسية أشبه بنافورة المياه بعد أن انفجرت لعدم قدرتها علي سحب مياه الأمطار والصرف معاً. فيما قام الأهالي بقطع الكهرباء عن العزبة خوفاً من وفاتهم بالصعق الكهربائي بعد أن بلغ ارتفاع المياه بالشوارع الرئيسية والجانبية نصف المتر وبداخل المنازل وصلت للمتر. فاضطر الأهالي للاستعانة بسلالم خارجية للدخول والخروج لمنازلهم. هذا بخلاف الخسائر الفادحة بالمحال التجارية والورش الحرفية الموجودة بالعزبة. يقول مصطفي سعيد "صاحب ورشة نجارة" إنه فقد كل ما يملكه بعد غرق الورشة وتلف الأخشاب بها بسبب مياه الأمطار. وعندما اتصل بالصرف الصحي لم يستجب له أحد. يضيف محمد كامل عبداللطيف "صاحب معرض أجهزة كهربائية" أن خسائره تتجاوز ال 100 ألف جنيه. أشار مصطفي سعيد "صاحب معرض موبيليات" إلي أن مياه الأمطار تسببت له في خسائر ضخمة بعد تلف جميع الحجرات التي كانت توجد بالمعرض. أضاف السيد علي أحمد وإسلام محمد الصالح أنهم فقدوا منازلهم وجميع ما يملكونه بسبب مياه الأمطار التي أغرقت منازلهم وتلف جميع الأجهزة الكهربائية بها. تساءل أحمد صلاح ورجب محمد إبراهيم عن دور الدولة في حماية وتأمين المواطنين من الكوارث التي تشهدها الاسكندرية. وأين خطة الأحياء لمواجهة الأمطار التي كان معلناً عن سقوطها منذ أسبوع؟! أما منطقة الحضرة الجديدة فقد غرقت هي الأخري في مياه الأمطار.. فيقول محمود أحمد زكي "صاحب ورشة تصليح تليفزيون" إنه فوجئ خلال فتح محله بغرق جميع التليفزيونات التي كانت توجد به للصيانة. مردداً "أنا مش عارف أعمل ايه مع اصحابها واتخرب بيتي". أضاف أحمد علي إبراهيم "مهندس بهيئة تحكيم القطن" أنه فور غرق منزله حاول الاتصال بأرقام الطوارئ والاستغاثات لشركة الصرف الصحي وغرفة عمليات المحافظة. ولكن لا مجيب ولا مغيث. تساءل محمد عزت "مدير بشركة بترول": هل يرضي أحد المسئولين بغرق منزله واستيقاظه من النوم في مياه الأمطار التي ترتفع لأكثر من نصف المتر تقريباً أسفل السرير. يضيف أحمد السيد قطب "سائق تاكسي" غرق سيارته ومنزله في مياه الأمطار. مؤكداً أنه فقد كل ما يملك في هذه النوة التي جاءت بمثابة الكارثة عليه وأسرته. تقول نجوي محمد الحصافي إنه فور غرق منزلها سارعت بفصل الكهرباء عن المنزل بعد وصول المياه لأكثر من نصف المتر داخل الشقة خوفاً من تعرضها للصعق. تضيف جمالات السيد متولي "صاحبة محل ملابس" أن خسائرها تتجاوز ال 10 آلاف جنيه بعد غرق محلها في مياه الأمطار. تقول هند اسماعيل "صاحبة محل بقالة": شقيق عمري راح في شوية مياه.. حسبي الله ونعم الوكيل. يقول إبراهيم محمود "65 سنة" بالمعاش إن منطقة الحضرة الجديدة تعاني من أزمات متكررة بالصرف منذ سنوات طويلة. وطوال هذه السنوات لم يستجب أحد لاستغاثاتنا. تقول مني عبدالرحيم ابراهيم: فقدت جهاز ابنتي العروسة بعد تحديد موعد فرحها المقرر إقامته بعد شهرين.