فرح امبابة تصرفان يستويان في نظري تماما رغم الفارق الزمني بينهما الاول هو تناول الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الغذاء في مطعم التابعي الشهير في شارع جامعة الدول العربية منذ عدة اسابيع والثاني حضور عمرو موسي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حفل زفاف المواطن المصري البسيط وليد أحمد عبد المنعم في حي امبابة بالجيزة. التصرفان لا يعبران عن المنهج الذي سيتعامل به كبار القوم مع البسطاء من الناس وإن كان لهما مدلولاتهما مثل انهيار تابوهات التعالي التي كان يتعامل بها كبار الشخصيات من قبل.. صحيح أن شرف وموسي كانا جزءا من تلك التابوهات اثناء توليهما مناصب في العصر البائد لكن جاءت الثورة لتقذف بكل المتعالين من المسئولين بعيدا وبكل تصرفاتهم في مزبلة التاريخ. ورغم قناعتي الشخصية بأن كلا من شرف وموسي من الشخصيات التي تحظي بقدر كبير من الاحترام إلا أن فكرة استخدام الشكل الشعبي كأسلوب للعلاقات العامة وهو متبع في امريكا وبعض الدول الغربية المتحضرة قد يساهم بشكل كبير في تحقيق التواصل بين الشعب والمسئول أو من سيصبح مسئولا مستقبلا. لكنه قد يأتي بنتائج عكسية. ونصيحتي لعمرو موسي بألا يطلق وعودا من الآن لأنه سيحاسب عليها مستقبلا ونفس الامر للدكتور عصام شرف إذا فكر في الترشح لرئاسة الجمهورية لأن الشعب لن يصمت علي من يتلاعبون باحلامه ومشاعره. وسلاح البسطاء من الناس لمواجهة ذلك هو ميدان التحرير الذي اصبح الشوكة في ظهر أي مسئول قد يظن أنه جاء بإرادة الشارع ولن يستطيع أحد إبعاده إلا الشارع نفسه. نحن إذن أمام شكل جديد من اشكال الدعاية والتواصل تجاوز حدود الصفوة في وسائل الاعلام "صحف وقنوات تليفزيونية وشبكة انترنت" إلي وسائل دعاية تقليدية جدا وهي الشارع لكسب ود وثقة الاغلبية الصامتة صاحبة الكلمة في صناديق الانتخابات القادمة. ذكاء عمرو موسي وضح في نزوله إلي الشارع لأنه أدرك أن الاغلبية الصامتة لن تظل هكذا بل ستخرج لتشارك سياسيا بعد أن تردت أحوال مصر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بسبب توابع الثورة وأصبح الجميع مستعدا ليخرج إلي الشارع للمشاركة في صناعة مستقبل بلاده.. وها نحن ننتظر.