قد يشكك البعض في اتهامات المعارضة السورية للرئيس بشار الأسد بالسعي لإثارة الصراع الطائفي في سوريا لمنع الاحتجاجات الحاشدة من إقامة ديمقراطية تحترم حقوق كل الجماعات والهويات ويبرر هؤلاء البعض شكوكهم بأنها تأتي من المعارضة التي تطالب بسقوط نظام الأسد لكن هذه الاتهامات قد تكون صادقة لأن الأنظمة المستبدة عندما تتزايد الضغوط عليها غالباً ما تلجأ إلي اختلاق الأزمات الداخلية واشعال الفرقة والفتنة بين أبناء الشعوب التي يحكمونها كوسيلة لجذب الرأي العام بعيداً عن جرائمها وأفعالها الآثمة. وقد لجأ النظام السوري إلي هذا السلاح المدمر مع تزايد الضغوط الدولية عليه من أجل وقف قمع المتظاهرين الذين يطالبون بإسقاطه ومن المعروف أن التركيبة السكانية للسوريين متعددة حيث تتكون من السنة والشيعة والدروز والأكراد ومن السهل علي النظام السوري إحداث الوقيعة بينهم خاصة أنه بلا شك مطلع علي بواطن الاختلافات بينهم وأي من هذه الاختلافات ما يمكن استغلاله وتصعيده إلي حد الصراع بين أبناء الشعب الواحد بهدف إلهائهم عن المطالبة بسقوط النظام لكن هذه الحيلة المكشوفة أدحضتها المعارضة السورية مبكراً ولا يبقي علي نظام الأسد إلا الاستجابة لمطالب الشعب السوري.