مشاكل الناس لا تنتهي. والمسئولون يقفون أحياناً أمامها عاجزين. ليس لأنهم لا يريدون حلها. ولكن لأن الإمكانيات محدودة. والمطلوب كثير. فكل القطاعات بحاجة إلي ثورة حقيقة. كما أنها بحاجة إلي إمكانيات جبارة. لا سيما القطاع الطبي الذي أصبح مريضاً لا أمل يرتجي في شفائه عما قريب. والحالة المصرية لا سيما في القري المصرية مركبة. فالصحة ترتبط بالتعليم والذي يرتبط بدوره بالحالة الاجتماعية والبنية التحتية. لتقودك المشاكل إلي بعضها فتجد نفسك في مواجهة مشكلة نقص المياه وعدم وجود صرف صحي.. كل الطرق لم تعد تؤدي إلي روما. وإنما إلي حفرة عميقة. لا يبدو الخروج منها مستحيلاً لكنه مرهون بإرادة التغيير والرغبة في التقدم للأمام.. نحن نستطيع بشرط أن نقوم بما علينا أولاً.. أن نشرب ونأكل باعتدال أن نمشي بنظام.. ألا نفرط في أي شيء. والأهم أن يعمل كل منا ما عليه. من المشاكل التي أرقت قطاعاً كبيراً من أهلنا في البحيرة خلال الفترة الأخيرة. عدم إتمام مشروع الصرف الصحي بقرية الحجناية. الأمر الذي يتسبب في غرق القرية بمياه المجاري في ظل وجود مواسير وتركيبات الصرف. واستغناء الناس تقريباً عن الصرف المعتاد في الريف. غير أن تأخر العمل في المراحل الأخيرة. وضع الناس في موقف لا يحسدون عليه. المحافظ الدكتور محمد علي سلطان مشكوراً. أكد أن الموقف التنفيذي للمشروع يقضي أن يبدأ العمل ودخول الخدمة في 30 يونيو العام القادم. لكن بعدما رأيت اعتقد أن الناس لن تتحمل لهذه الفترة. والمتبقي من المشروع وهي عشرات الأمتار من الممكن إنجازه سريعاً. رحمة بالناس الذين قد لا يستطيعون السير في شوارع بلدهم لو بقيت المشكلة علي حالها. وفي قرية الحمامية بالبحيرة. تبدو المشكلة مختلفة. لكن حلها بسيط. بعد أن تقرر نقل تلاميذ مدرسة الشهيد حسن عبدالجواد الابتدائية "الحمامية سابقاً" إلي المعهد الأزهري بغربال بسبب سوء حالة المدرسة. لكن الأطفال الصغار. يذهبون اليوم إلي المعهد علي تروسيكلات وفي "التكاتك" وعلي طريق سريع. مما يجعل الخطر أكبر. وكل ما يريده الناس أن تتشكل لجنة هندسية لتحديد إمكانية بقاء التلاميذ في مدرستهم بالحمامية هذا العام قبل الشروع في ترميمها وتطويرها أو هدمها خلال الصيف.. أعتقد أنه مطلب عادل وبسيط. وأعتقد أن محافظ البحيرة. بما أعلمه عنه من حس وطني وشعبي لن يتأخر في تلبية هذا المطلب. وتشكيل لجنة لتوضح إن كان هذا ممكنا أم لا. فلن نستريح إذا ما تخطف الموت أبناءنا علي الطرق السريعة.. حفظهم الله من كل مكروه. المشاكل لن تنتهي. والحال في قرانا بالبحيرة وغيرها لا يسر حتي المسئولين لا سيما مشكلة مياه الشرب التي اصبحت قاسماً مشتركاً في كل بلد. ورغم الشكوي الدائمة. إلا أن المياه مقطوعة. ولكن أمانة الكلمة تقتضي أن نقول إن هناك رغبة في التخفيف عن الناس. تصطدم بالإمكانيات.. حتي الآن تكفينا تلك الرغبة. ويكفينا تواصل أكبر مسئول بالمحافظة مع الناس. ويكفينا أنه يريد ويحاول. وإن كان ذلك لن يروي عطشنا. ما قبل الصباح التغيير يبدأ من الناس وينتهي بهم.. ليتهم يستوعبون دروس الماضي.. لو أحبوا بلدهم لباتت كل الأماني ممكنة.