رغم مرور ما يقارب 6 أشهر علي اقتحام أقسام الشرطة وإحراقها وسرقة الأسلحة وتهريب المحبوسين فيها.. إلا أن العمل في ترميم وتجديد أقسام شرطة القاهرة والمحافظات أيضاً يسير ببطء شديد يقترب من التراخي. أعتقد أن السبب ليس مادياً.. لأن الدولة قادرة علي حل تلك المشكلة.. لكنها قد تكون عوامل نفسية لدي المسئولين بجهاز الشرطة.. أو لا مبالاة منهم بالعودة إلي مقار عملهم وأداء رسالتهم وواجبهم.. وهذا يعطي صورة سيئة عن رجال الشرطة.. ويشجع الخارجين عن القانون علي ممارسة نشاطهم الإجرامي.. و يدفع البلطجية إلي فرض سيطرتهم علي الشارع. مما يساهم في الانفلات الأمني في الشارع.. ويكفي أن نري قسم شرطة السيدة زينب قد تحول إلي سوق شعبي.. تعلق البضائع علي حوائطه ويحتل الباعة الجائلون أسواره وأرصفته.. وقسم شرطة كرداسة يديره مواطنون عاديون.. سواء كانوا من اللجان الشعبية أومن غيرها.. فهذا غير مقبول.. لأن قسم الشرطة مقر حكومي مخصص لرجال الشرطة. نحن نعرف أن الغياب الأمني ليس بالصورة التي يصورها البعض.. ونعرف أيضاً أن رجال الشرطة موجودون في مقار أخري غير أقسام الشرطة سواء في إحدي نقاط الشرطة التابعة للقسم أو مركز الشباب.. وأنهم يمارسون عملهم في ملاحقة المجرمين وكشف الجرائم الجنائية وضبط المتهمين فيها وتأمين المنشآت الهامة والحيوية والمحاكمات وتنظيم المرور.. وغير ذلك كثيراً. لكننا نعرف أيضاً أن المواطن لن يشعر بوجودهم إلا عندما يقع في مشكلة ويجدهم بجواره.. وعندما يستغيث بالنجدة فتسرع إليه سيارة الدورية.. وعندما يلجأ إلي قسم الشرطة فيجد الضابط في استقباله مهتماً بأقواله. لذلك علي المسئولين بوزارة الداخلية الإسراع في إعادة أقسام الشرطة إلي حالتها الطبيعية بترميم بنيانها وعودة رجالها لأنها الخطوة الصحيحة للقضاء علي الانفلات الأمني والتصدي لأعمال البلطجة.. وعودة رجل الشرطة لأداء رسالته بتوفير الأمن والأمان لمصر وأبنائها. ولا ننسي أننا مقبلون علي موسم انتخابات برلمانية ثم رئاسية ومحليات.. وهذا يحتاج إلي تواجد رجال الشرطة لتأمينها.. خاصة أنها ستكون انتخابات ساخنة جداً.