نرجو أن تكون التصريحات الإيجابية التي أدلت بها وزيرة الخارجية المكسيكية التي تزور مصر حاليا.. والتي تأتي بدورها ردا علي تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي كرر فيها اعتذار مصر عن الحادث. بداية لحملة تقوم بها الدبلوماسية المصرية علي كافة الأصعدة لاحتواء التداعيات السلبية لحادث السائحين المكسيكيين. فنحن نرفض بالتاكيد بعض التصريحات التي حاولت التهوين من الآثار المحتملة لهذا الحادث علي التدفق السياحي علي مصر. لكن هذا الحادث لابد وان يكون له تداعياته ولو وقتيا وأي تجاهل لهذه التداعيات المرتقبة نوع من خداع النفس. والمطلوب خطة لمواجهة هذه التداعيات خاصة في ضوء الدور الرئيسي للسياحة في حياة مصر. وأي ضرر يحدث للسياحة لايؤثر علي هذا القطاع وحده بل علي الصناعات المغذية لها التي يقدرها البعض بما يتراوح بين 72 الي 114 صناعة. ولا تزال السياحة في مصر تعاني اوضاعا صعبة فالتطور الذي يتحدث عنه المسئولون في السياحة هو في حقيقة الامر تطور رقمي في اعداد السائحين لكن العوائد لا تتناسب مع هذا العدد الضخم بسبب اصرار شركات السياحة الأجنبية علي فرض اسعار منخفضة لا تحقق ربحا يذكر للمنشآت السياحية التي تضطر للقبول بها حتي لا تفقد اسواقها وتغلق ابوابها. ونرجو أن تتجاوز مصر هذه الأزمة قريبا ويعود للسياحة دورها في انعاش اقتصاد مصر المضيافة التي تفتح ذراعيها لضيوفها وتستقبلهم بكل ترحاب. وبدورنا نكرر تعازينا للشعب المكسيكي ونشاطره احزانه في ابنائه الذين اختاروا زيارة مصر مفضلين اياها علي الولاياتالمتحدة القريبة من بلادهم والتي تقدم لهم مغريات عديدة لزيارتهم.