"أحمد" سايس بجراح إحدي العمارات بمصر الجديدة يشكو من حرقان شديد وآلام بفم المعدة ويقول إنه حاول تلقي العلاج علي أيدي أطباء الجهاز الهضمي منذ عامين وانفق آلاف الجنيهات دون جدوي حيث لازالت الالام متواصلة وشخص الأطباء حالته علي أنه يعاني من دهون وكسل بالكبد. يؤكد أحمد أنه لم يكن يعاني من السمنة ووزنه معتدل ورغم ذلك نقص وزنه لحوالي عشر كيلو جرامات دون أن يتبع أية حمية غذائية وبالرغم من كل هذا لازال يعاني من آلام المعدة والحرقان مما يسبب له أرقا لايستطيع النوم معه. عرضنا الحالة علي د.مختار عبدالعاطي دكتوراه في الباطنة والكبد بكلية طب عين شمس فأكد أنه ليس هناك مصطلح علمي يسمي بكسل في الكبد وإنما ما يصيب الكبد إما التهابات أو تليف أو أورام ومضاعفات التليف.. وفي الغالب إن كان يوجد تليف في الكبد فمعناه أن الكبد في هذه الحالة لن يفرز المواد المهمة الموكل بإفرازها بشكل طبيعي وبالتالي يسمي البعض الكبد في هذه الحالة بأنه كبد كسلان وهو مصطلح خاطيء وتعبيره الدقيق أنه كبد يعاني تليف. وعن التهابات الكبد يوضح د.مختار أنها تحدث نتيجة الإصابة بالفيروسات الكبدية المختلفة A أو B أو C أو نتيجة تناول جرعات كبيرة من الأدوية وبطريقة خاطئة خاصة المسكنات والمضادات الحيوية كما يوضح أن أعراض التهابات الكبد قد تظهر في اسفرار العين وقد لا يظهر هذا الاسفرار ولكن مع الشعور بآلام في البطن لابد من التوجه لطبيب الكبد فورا لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة. أما عن مصطلح الكبد الدهني فيؤكد دكتور مختار أن الكبد الطبيعي فيه نسبة دهن بسيط وفي حالة الشخص الذي يعاني سمنة أو سكر أو فيروس B أو C يتحول كبد هذا الشخص لكبد دهني أما لو كان الشخص نحيف ولا يعاني من أي من الأمراض السابقة ورغم ذلك يصاب بكبد دهني فهذا يعني أنه يعاني من زيادة الدهون في الدم بمعني زيادة الكوليسترول ودهون ثلاثية زائدة بالدم وهي التي تؤثر علي الكبد وتظهر شكله دهنيا في الأشعة. يؤكد د.مختار أنه مع الإصابة بتليف في الكبد إذا شعر المريض بحرقان في المعدة فهذا يعني زيادة في حموضة المعدة ولكن إذا صاحبها آلام في الصدر وعند فم المعدة فهذا يعني إصابته بدوالي المريء والتي تحدث غالبا نتيجة الإصابة بتليف في الكبد وعلاج دوالي المريء لا يتم إلا بالمنظار بعمل حقن أو ربط لها ويوضح أن العلاج بالمنظار يختلف عن جراحة المنظار التي تجري للاستئصال مثل استئصال حصوات بالمرارة أو بالكلي أو استئصال البروستاتا أما عن أورام الكبد فيؤكد د.مختار أن علاجها يتم الآن بالأشعة التداخلية وبشكل ناجح من خلال استخدام التردد الحراري أو حقن شرياني كيماوي. وعن حالة المريض أحمد أكد د.مختار أنه بالأعراض التي ذكرها غالبا ما يعاني من تليف بالكبد ودهون وارتجاع بالمريء يلزمه علاج بالمنظار.