دار الأرقم بن أبي الأرقم كانت وستظل علامة بارزة في تاريخ الدعوة المحمدية. فقد كانت هذه الدار التي أمرت المسلمين المستضفين الذين آذوا هؤلاء الذين استجابوا لدعوة الحق التي جاء بها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم . وكان المسلمون الأوائل يستخفون بهذه الدار التي اختار رسول الله صلي الله عليه وسلم بهذه الدار التي اختار رسول الله صلي الله عليه وسلم لتكون مقر اللقاء بعيداً عن أهل مكة من الكفار والذين كانوا يصدون الناس عن الدعوة حتي لا يكتب لها الانتشار "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كر الكافرون" أبي الأرقم عبد مناف بن أسد بن عبدالله ابن عمر القرشي المخزومي. كان من السابقين الذين هداهم الله للإسلام حيث كان الثاني عشر في أعداد الذين سابقوا إلي تلبية دعوة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم ولم يأبه بما سوف يتعرض من أهل مكة وكفارها حيث اتخذ داره لتكون مقراً للقاءات السرية التي يعقدها سيد الخلق صلي الله عليه وسلم لأتباعه من الذين تحملوا البذاءات وأباطيل الكفار والمشركين وموقع هذه الدار كان جزءاً من جبل الصفا كما جاء في كتاب "أسد الغابة" وقد ظل المسلمون بها حتي اكتمل العدد أربعين مسلماً بعد ذلك خرجوا من هذه الدار التاريخية بعد إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فقد تم الجهر بالدعوة وتلك هي قوة الإيمان التي استقرت في قلب عمر رضي الله عنه كما دفع النور الإلهي باقي المسلمين الأوائل للجهر بالدعوة وبذلك أعز الله الإسلام بابن الخطاب ومعه باقي أوائل هؤلاء الرجال الذين هداهم الله لطريق الحق لا يخشون في الله لومة لائم وكانوا هم الذين انطلقت دعوة الحق عالية مدوية في سماء مكة وامتدت أنوارها إلي الجزيرة العربية وشملت العالم أجمع ولم لا وهي التي جاءت من الله الذي لا شريك له واستحقت النصر وما النصر إلا من عند الله "إن ينصركم الله فلا غالب لكم". وقد كان الأرقم من أوائل المهاجرين إلي المدينةالمنورة بعد أن أذن الله بذلك علي لسان الرسول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وفد من بين الذين شهدوا "بدر" وخلالها أعطاه منها سيفاً تقديراً لدوره. ثم استعمله علي الصدقات حيث كان من مهامه جمع الصدقات "الزكاة" وتسليمها لكي يتولي الرسول صلي الله عليه وسلم توزيعها. وفي أحد الأيام تجهر الأرقم بن أبي الأرقم فلما انتهي من الاستعداد توجه إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يودعه فسأله: ما يخرجك أحاجة أم تجارة؟ قال: لا يا رسول الله. بأبي أنت وأمي. لكني أريد الصلاة في بيت المقدس. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه". بعد أن استمع الأرقم بن أبي الأرقم جلس في المدينة تلبية لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم . وقد توفي الأرقم في سنة خمس وخمسين من الهجرة وصلي عليه سعد بن أبي وقاص تنفيذاً لوصيته. هذا نور الله يهدي به من يشاء من عباده وهو العزيز الحكيم.