في إطار الاحتفالات التي تقام طوال شهر رمضان بالقاهرة ومختلف محافظات الوجهين: القبلي والبحري.. تنتشر سرادقات الإنشاد وأشهرها التي تلتقي فيها الجماهير برواة "السيرة الهلالية" وكان في مقدمتهم الراوي الكبير وشاعر الربابة المتميز.. الراحل "جابر أبو حسين" الذي سجل السيرة بصوته لإذاعة الشعب في حلقات يصعب حصرها وبتقديم للشاعر عبدالرحمن الابنودي. كما طبعت في شرائط كاسيت حققت ارقاماً قياسية في التوزيع.. وبعد رحيل عم جابر أبو حسين استكمل مشواره خليفته الراوي وشاعر الربابة "سعيد الضوي" البالغ من العمر 81 سنة والذي سجل السيرة وصورها للتليفزيون في 135 حلقة من إخراج سيد فؤاد. وإلي جانب "الضوي" ظهر العديد من رواة السيرة الشباب الممتازين والذين يحفظون السيرة وابياتها ورواياتها ويقدمونها بأكثر من طريقة.. ليس في مصر فقط ولكن ينتشرون في بلاد الشام وحتي المغرب.. وفي البلاد التي تعيش فيها القبائل العربية التي تتناولها السيرة مثل: الهلالية والهوارة والجعافرة.. وغيرها من القبائل.. وهناك رواة عظماء للسيرة منهم علي سبيل المثال: علي جربون ومحمد اليمني. السيرة تضم حوالي خمسة ملايين بيت شعري تتناول شجاعة العرب والفروسية والاصالة وتروي بعض المواقف والحروب مثل الحرب بين "الهلالية" و"الزناتية" علي حدود تونس.. وتتكون من 18 مرحلة.. منها 12 شرقاً وتبدأ من الميلاد حتي حرب "بني عقيل" و6 غرباء وهي حرب الزناتي خليفة وقد انطلقت السيرة من "نجد" في جزيرة العرب.. وهناك تزوج "رزق" من "خضرة" وانجبا طفل أسمر اطلقوا عليه اسم "أبوزيد" وانتقلوا مع قبيلتهم "الهلالية" إلي مصر ومنها إلي تونس وخلال مرورهم كبر أبوزيد ليصبح فارس مغوار يجمع شتات قبيلته من البلاد ليوحدهم علي كلمة واحدة.. وهذه القصة عبره لنا كعرب لانها تدعونا للاتحاد لتقيد مجد هؤلاء الاحرار الاشداء.