لم أكن أتمني أن تتجه فرنسا لغلق أي مسجد من المساجد الموجودة بها.. لأنها مساجد لعبادة الله.. مساجد للروح للذين يؤمنون بالله.. ويذكرون فيها اسمه آناء الليل وأطراف النهار. لكن بعض هذه المساجد تحولت إلي مراكز للتحريض. وتقوم بتمويل الإرهاب وتجنيد المتطرفين وإرسالهم للالتحاق بداعش وغيرها من المنظمات المتطرفة والمتشددة.. وتقوم بتمويل شراء الأسلحة لها. وتتجه فرنسا في نفس الوقت لحل الجمعيات التي يشتبه في تضامنها أو التواطؤ مع هذه المساجد. أعرب مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي أمام البرلمان عن قلقه العميق وضرورة التحرك ضد تنامي خطاب التطرف في فرنسا وضد الفكر السلفي الأكثر تشدداً. ولم يقتصر الأمر علي المساجد التي تنشر الفكر المتشدد والجمعيات الداعمة له.. بل إن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازانوف سيتحرك أيضاً لاغلاق المتاجر الممولة للإرهاب. واستعرض رئيس الوزراء الفرنسي الاجراءات التي تتخذها الحكومة لمكافحة التنظيمات الإرهابية والتي تشمل الملاحقات القضائية. وإبعاد إسقاط الجنسية الفرنسية. والمنع من الدخول والخروج من فرنسا. وإغلاق المواقع المحرضة علي الإرهاب. والحرمان من الاعانات الاجتماعية.. إلي جانب التدابير الأمنية المتخذه لمكافحة الإرهاب. وقال إنه تم نشر العسكريين بالأماكن العامة بعد هجمات يناير الإرهابية التي أوقعت 17 قتيلاً.. وتعزيز الوسائل الموضوعة تحت تصرف الأجهزة الأمنية والمراكز الاستخبارية. وفي مصر اجراءات أكثر من ذلك حسماً في التعامل مع الإرهاب.. وأول خطوة اتخذت في هذا الاجراء تعديل القوانين لسرعة الفصل في قضايا التطرف والفكر الإرهابي وارتكاب أعمال من شأنها أن تضر بالأمن القومي. هذه القوانين نصت علي سرعة التقاضي في قضايا الإرهاب. ومنح سلطة إضافية لمأموري الضبط القضائي.. وسيكون الحكم في النقض بأول جلسة لتحقيق العدالة الناجزة. أعود إلي فرنسا.. ونحن نؤيدها في غلق الجمعيات الداعمة للتشدد وإغلاق المتاجر الممولة للإرهاب.. ولكن كنا نود بالنسبة للمساجد أن تمنع من دخولها المحرضين علي الإرهاب.. وتستبدل بأئمتها وخطبائها مبعوثين من الأزهر الشريف ليضبطوا ايقاع هذه المساجد وتؤدي رسالتها في عبادة الله علي الوجه الأكمل.. وأئمة الأزهر هم خير من يقوم بهذه المهمة. العالم كله بعد المحاولات الفاشلة للإرهابيين التي وقعت في اليوم الأول من شهر يونيو الحالي في سيناء بدأ يتحرك بجدية لمقاومة ودحر الإرهاب.. ففي بريطانيا وأمريكا تتخذ اجراءات احترازية لمواجهة العنف الذي يمكن أن يطول البلدين. العالم كله وقف مع مصر في حربها ضد هذه الهجمة.. وكل رؤساء الدول سواء في المنطقة العربية أو الدول الغربية وروسيا وغيرها أعلنوا وتضامنهم مع مصر لوقوفها بقوة وصلابة وضرب الإرهابيين وقتلهم بالمئات. وكم دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي العالم كله لاتخاذ اجراءات موحدة لضرب الإرهاب في العالم.. ولو اتحدت كلمة هذه الدول واستمعت لهذا النداء لتم القضاء عليه في أقصر وقت. ولكن.. للأسف الشديد هناك دول قولها معسول وفعلها قبيح لأنها تدعم الإرهاب وتموله.. وهذه الدول تعرف نفسها.. لكن سيأتي اليوم الذي تشرب فيه من نفس الكأس.