هل هناك خلافات بين القاهرةوالرياض حول مستقبل جماعة الإخوان في كل من اليمن وسوريا؟! وهل السعودية تحبذ تشجيع الإخوان في كلا القطرين لمواجهة الحوثيين في اليمن والعلويين في سوريا؟! وهل من مصلحة السعودية أن يكون للإخوان الغلبة في البلدين حتي ولو كان ذلك علي حساب مصر التي خضعت لحكم الجماعة لمدة عام كامل ثم اسقطها الشعب بثورة 30 يونيو بعد أن استأثرت بالسلطة وحصرتها في الجماعة وأخرجت الشعب من حساباتها؟! تحليل نشرته صحيفة "الشروق" علي موقعها الإلكتروني يقول عنوانه الرئيسي: "تصاعد التوتر المكتوم بين القاهرةوالرياض بسبب إخوان اليمن وسوريا". الصحيفة قالت نقلاً عن مصادر رسمية مصرية لم تحددها إن القاهرة ابلغت الرياض خشيتها من مبالغة السعودية في الانفتاح علي جماعة الإخوان في الدول العربية والاعتماد عليها لإنهاء أزمة اليمن. وحجة مصر في ذلك أن الإخوان إذا ما وصلوا للحكم في أي بلد عربي بدعم من السعودية لن يهدأ لهم بال وسيسعون للسيطرة علي جميع العواصم العربية. وبالنسبة لسوريا كما قالت الشروق فإن المعارضة هناك التي ثارت ضد الأسد ونظام حكمه تبدي استياءها ولتسارع وتيرة الاتصالات السعودية مع الإخوان في سوريا وهي تعتمد في ذلك علي مؤازرة تركية في حق الإخوان هناك بالسلاح!! وقد أكدت مصادر أوروبية أن بلادهم أبلغت القاهرة أن تصور المستقبل السياسي لسوريا بعد الأسد لا يمكن أن يستثني الإخوان من التواجد كفصيل سياسي بالصورة التي تريدها القاهرة. وتتصور السعودية أنه ما دامت هناك إيران العدو الأكبر لها مع حزب الله اللبناني لدعم بشار الأسد. فلابد أن يكون هناك أيضاً "البديل السني" المتمثل في الإخوان في مواجهة هذا التحالف وأيضاً مواجهة تنظيم "داعش". وبحسب مصادر دبلوماسية عربية وغربية في القاهرة لم تحددها الشروق وتركتها مجهلة أن السعودية غاضبة من القاهرة لتقاعسها عن دعم الإخوان في اليمن.. وسوف تتحرك هي بدون دعم من القاهرة لتثبيت مركز الإخوان في سوريا.. علماً بأن هذا المخطط السعودي يتوافق مع السياسة الأمريكية التركية القطرية!! هذا التحليل الذي نشرته "الشروق" والذي اعتمدت في كل تفاصيله علي مصادر مجهلة دون أن تنسبها لأشخاص محددين في حاجة إلي تفنيده والرد عليه. * أولاً: التحالف بين القاهرةوالرياض للتعاون في مواجهة الحوثيين في اليمن لم يكن قائماً علي الاستعانة بالإخوان التي مازالت مصر تعاني من شرورهم حتي الآن.. وإنما قام لدعم الشرعية في اليمن وعودة الرئيس عبدربه هادي منصور إلي استعادة مكانته في البلد الشقيق. * ثانياً: إن التحالف الذي شكلته السعودية من 10 دول عربية وبعض الدول الإسلامية إنما تم في إطار هذه العملية. ولم يذكر طوال الفترة الماضية أي شيء عن الإخوان. * ثالثاً: إذا حدث كما يدعي تحليل صحيفة الشروق انشقاق في هذا التوجه بين القاهرةوالرياض.. فهل ستنفصل السعودية عن كل من الإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين.. من أجل التوجه مع تركيا وقطر. وهي تعلم يقيناً مدي عداوة هذه الدول للإخوان. * رابعاً: هل تضمن السعودية نفسها أن تكون بمنأي عن التدخل الإخواني في شئونها وتكون هي التي تسببت في ذلك؟! وماذا عن الانفجارات في مساجد الشيعة بالسعودية؟! وإلي أي شيء وصل التحقيق فيها؟! * خامساً: لا يمكن للسعودية أن تنفصل عن القاهرة خاصة في هذه الظروف الحرجة بعد أن أعلنت الدولتان تماسكهما وتكاتفهما ضد النزاعات الدينية المتناحرة التي تتعرض لها المنطقة. وأخيراً.. ما هو هدف "الشروق" من هذا التحليل الذي يريد أن يبث الفرقة بين العرب؟ ولصالح من؟